في جلسة حوارية ثقافية في ساحل علما، فضل الله: لنفكّر بحجم الوطن بعيداً من إنشاء ثنائيات هنا أو هناك

أكّد العلامة السيد علي فضل الله أنَّ لبنان بتنوعاته ومكوناته، يمكن أن يقدم تجربة ناجحة للمنطقة، مشيراً إلى أنَّ المشكلة تكمن في الَّذين يعملون على أن تكون العلاقة بين الأديان والطوائف علاقة مصالح وتقاسم للمواقع، داعياً إلى العمل على بناء الدولة العادلة والقوية التي تؤمن العدالة والاستقرار للجميع.

 

كلام سماحته جاء خلال جلسة حوارية ثقافية في ساحل علما، في دارة الدكتور شربل عازار، بحضور فاعليات ثقافية وعلمية ورسمية، على رأسها رئيس المجلس الماروني وديع الخازن.

 

في البداية، عبَّر سماحته عن شكره وتقديره للدكتور عازار على دعوته الكريمة التي سمحت باللقاء مع هذه الكوكبة من فاعليات المنطقة، مشيراً إلى أهمية حصول هذه اللقاءات الجامعة للتنوع الَّذي يشكّل ميزة للوطن.

 

ودعا سماحته إلى تعزيز هذه اللقاءات الصّادقة في كل الوطن، لأنها تعبِّر عن لبنان التنوع، ولبنان الرسالة، وقدرة هذه الأديان والمذاهب والتنوعات على أن تتشارك وتتفاعل فيما بينها، بعيداً عن لقاءات المجاملة وتقاسم الحصص والنفوذ التي تحصل بين القوى السياسة.

 

ورأى أنَّنا نحتاج إلى هذه الصورة الجامعة للأديان والطوائف والمذاهب، لأن لبنان يمثل منارة للمنطقة كلها، وباستطاعته أن يقدم تجربة رائدة وناجحة في وجه كلّ المؤامرات التي تحاك للمنطقة، وتسعى إلى إفشال التعايش والتواصل والتلاقي بين مكوناتها، الأمر الذي لا يصبّ إلا في خدمة المشروع الصهيوني، القائم على تفتيت المنطقة إلى كيانات، وإظهار عدم قدرة مكوناتها على التعايش والتكامل.

 

وتابع سماحته: "لقاؤنا هو الردّ الطبيعي على كل محاولات التخويف المصطنعة التي يعمل البعض على إشاعتها بين مكونات المنطقة، إضافة إلى محاولات تقسيمنا إلى كانتونات، ولو نفسياً، بحجة عدم القدرة على العيش معاً".

 

وتطرق إلى حالة التطرف التي تعيشها المنطقة، معتبراً أنَّ هذه الحالة طارئة وغير متجذرة، وتعمل على إخراج بعض النصوص عن سياقها، وتوظيفها لخدمة مشروعها، داعياً إلى تنقية التراث مما لحق به من شوائب، والعمل على إعادة فهم النصوص بطريقة جديدة وعصرية.

 

وشدَّد سماحته على ضرورة تعزيز القيم بين الأديان، حتى لا تفقد جوهرها ورسالتها في خدمة الإنسان كل الإنسان، مشيراً إلى أن مشكلتنا في هذا البلد تتمثل في العاملين على أن تكون العلاقة بين الأديان والطوائف علاقة مصالح وتقاسم للمواقع، فهذه العلاقة قد تتحوّل إلى مصالح متضاربة في أيّ وقت، وعند أيّ حدث أو استحقاق، وتظهر مدى هشاشة هذا الواقع.

 

وأضاف: "نحن لا ننفي وجود هواجس داخلية وخارجية مشروعة لدى هذا الطرف أو ذاك، بفعل الأحداث الجارية التي تحصل في المنطقة، وبروز الحالات المتطرفة… وندعو إلى العمل على بناء الدولة القوية والعادلة التي يشعر فيها الجميع بالأمن والاستقرار، حتى نستطيع إغلاق كلّ الأبواب والنوافذ التي قد يتسلّل منها من لا يريد خيراً بهذا الوطن ولا بأهله".

 

وختم سماحته قائلاً: "علينا أن نفكّر بحجم الوطن وبحجم الأخطار التي قد يتعرض لها، بعيداً عن التفكير في مصالحنا الخاصة أو في إنشاء ثنائية هنا في وجه ثنائية هناك، فالوطن لا يُبنى إلا بتضافر جهود الجميع وتلاقيهم مع بعضهم البعض".

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ: 8 شعبان 1438هـ الموافق: 4 أيار 2017م
 

 

 

Leave A Reply