فضل الله في كلمة أمام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية: لتحريك الوحدة واقعياً وعدم ابقائها رهينة المؤتمرات
قيّم سماحة العلامة السيد علي فضل الله، في شكل إيجابي مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلامية، وذلك في كلمة ألقاها في إحدى جلسات اجتماع المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، لافتاً إلى أهمية الدور الذي يقوم به في مواجهة مشاريع الفتنة التي يسعى إليها من يريدون العبث بثروات بلادنا ومستقبلها داعياً إلى تقييم هذه التجربة وإيصال أفكار التقريب إلى كل فئات المجتمع.
واكد سماحته على ضرورة تطوير النقاط المشتركة بين السنة والشيعة وتعزيز سياسة انفتاح المذاهب على بعضها البعض، مثمناً دور كل الملتقيات والشخصيات الوحدوية، داعياً إلى ضرورة تواجدهم الفاعل في الساحة، وعدم الانكفاء أمام دعاة الفتنة والمنطق التكفيري الذي بات يجثم على صدر الأمة.
واشار سماحته إلى ضرورة تحديد المعايير الإسلامية والعلمية التي يكون بموجبها العالم المسلم تقريبياً، حتى لا يتسلق تحت عنوان التقريب وفي الممارسة من لا يعيش مضمونه الفكري، حتى نعيد لجمهور الأمة الثقة التي افتقدتها بمصداقية الطرح الوحدوي والعاملين في ميدانه.
ورأى سماحته أن أخطر ما تواجهه الأمة اليوم يتمثل في تنامي الخطر التكفيري، لكننا إلى الآن لم نعمل على صياغة مفهوم علمي وإسلامي دقيق وجامع للتكفير فضلاً عن دراسة عميقة للأسباب الفعلية التي أدت إلى انتشار هذا الخط لاحتوائه بعد ان كان هامشيا وبدون ذلك تكبر حاضنته، وتقوى وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين.
ونبه سماحته إلى أن دعاة الفتنة يضخون لنا في كل يوم مفردات جديدة تعمق الصراع وتزيد من حدته واستقطاباته، ما يتطلب متابعة اعلامية لهذه المفردات والرد عليها أو توضيحها وتشكيل خطاب إعلامي ثقافي ديني مدروس يلتمس الوسائل والطرق الإعلامية المناسبة لإحداث التغيير المطلوب في ثقافتنا العصبوية الراهنة.
ودعا سماحته إلى تحريك الوحدة في ساحة الواقع، وعدم إبقائها رهينة المؤتمرات واللقاءات التي غالباً ما تنتهي مفاعيلها بمجرد انفضاض المشاركين فيها، فالمطلوب تحريك الوحدة في المساجد والجامعات والنقابات والمدارس والأسواق وفي كل ميدان يتحرك فيه الناس بمختلف مذاهبهم.
ودعا سماحته المرجعيات الدينية السنية والشيعية للقيام بدورها المطلوب للحد من استغلال الخطاب الديني في اللعبة السياسية، وفي كل ما يجري بعد أن بات واضحا أن الذي يجري في أكثر من بلد هو صراع سياسي لا مذهبي ولا ديني.
المكتب الإعلاميّ لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله
التّاريخ: 29 محرم 1437هـ الموافق: 8 ت2 2015م