فضل الله: لنقف مع جبهة الوحدويّين من السنّة والشّيعة
في معرض استقباله طلاباً من الجمعيّات والمدارس الإسلاميّة في الضّاحية
فضل الله: لنقف مع جبهة الوحدويّين من السنّة والشّيعة
أكّد العلامة السيّد علي فضل الله، أنَّ الإسلام هو المستهدف في كلّ ما يجري من أحداث، وليس هذا المذهب أو ذاك، معتبراً أنَّ السنَّة لا يمثّلون جبهة واحدة في مواجهة الشّيعة، ولا الشّيعة يمثّلون جبهة واحدة في مواجهة السنّة، مشيراً إلى أنَّ الجهل يكمن في الحكم على أتباع هذا المذهب أو ذاك من زاوية ما يقوم به بعض الأفراد أو الجماعات، داعياً إلى أن نكون في جبهة الوحدويّين الَّتي تضم السنَّة والشّيعة.
وفي معرض استقباله عدداً من طلاب المدارس والجمعيّات الإسلاميَّة، إضافةً إلى المشاركين في الدّورات الثقافيّة والدّينيّة، ودورات محو الأميّة الّتي تنظّمها مدرسة الإمام الحسين(ع)، رأى سماحته أنَّ الواقع الإسلاميّ يحتاج إلى مبادرات حقيقيَّة على المستوى الميداني الشّعبي، بعدما عصفت رياح المذهبيّة بكلّ مكان.
وأشار إلى أنَّ الخطر يكمن في الجهل الَّذي يضرب مساحات واسعة من بلداننا الإسلاميّة، فنرى أنَّ أتباع هذا المذهب يجهلون حقيقة المذهب الآخر، فيعملون على رسم صورة عن أتباعه قد تكون من نسج الخيال، وقد يُصار إلى إسقاط حالة معيّنة على أتباع المذهب كلّه.
وأكَّد سماحته أنَّ السنّة لا يمثّلون جبهة واحدة في مواجهة الشّيعة، وأن الشّيعة لا يمثّلون جبهة واحدة في مواجهة السنّة، كما أنَّ المغالين والتّكفيريّين موجودون هنا وهناك، والحالات الوحدويّة موجودة أيضاً على الضّفتين، لافتاً إلى أنّ علينا أن نعمل لنكون في جبهة الوحدويّين الَّتي تضمّ السنّة والشّيعة معاً، بدلاً من أن نتعصّب تحت العنوان المذهبي، أو نتحرَّك من خلال العقليّات العشائريّة المدمّرة، الّتي باتت تمثّل خطراً على العالم الإسلاميّ كلّه.
واعتبر أنَّ التّراشق تحت العنوان المذهبي مسألة خطيرة، وخصوصاً أنَّ العمل جارٍ لاستغلال المسألة السياسيَّة وحشرها في الجانب المذهبي.
وتساءل سماحته: هل هناك من يسأل عن صورة الإسلام في ظلّ كلّ ما يجري من أحداث وتطوّرات؟! وهل هناك من يسأل عن الهجمة الّتي تستهدف الإسلام ومحاولات التّشكيك فيه وفي مفاهيمه وبُناه العقيديّة والأخلاقيّة؟! مبيّناً أنَّ المستهدف في نهاية المطاف هو الإسلام كلّه، وليس الشّيعة وحدهم أو السنَّة وحدهم، داعياً إلى الخروج من عقليَّة الانغلاق على الذّات، وعدم النَّظر إلى الاستهداف من الزَّاوية المذهبيَّة فقط، لأنَّ كلَّ طرف حينها سيعتبر أنّه المستهدف.
ورفض ما يُطلق من أحكام نهائيّة على هذه التجربة الإسلاميَّة أو تلك، وما يُقال عن ارتهان هذه الجماعة أو هذا الطّرف، لهذا المحور الدّوليّ أو ذاك، مشيراً إلى أنّ القرآن الكريم شدّد على أن نقدّم البرهان على ما ندَّعيه، ودعانا إلى الأخذ باحتمالات الخير، لافتاً إلى أنَّ الاستكبار العالميّ يرصدنا عند نهاية الطّريق، حتَّى يُعلن فشل التَّجربة الإسلاميَّة، ويعمل على إسقاطنا كشعوب ومجتمعات بعد قتل الرّوح الوحدويَّة في داخلنا.
المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله
التاريخ: 9 شعبان 1434هـ الموافق: 18 حزيران 2013م