استقبل الشيخ زين الدين والمحامي الخزاعي فضل الله: مشكلتنا أنّنا أخضعنا الدِّين لمصالح فئويّة بدل أن يكون خادماً للقيم والمصلحة الوطنيَّة

استقبل العلَّامة السيِّد علي فضل الله المستشار الإعلامي لسماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، الشَّيخ عامر زين الدّين، يرافقه المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات، حيث جرى التداول في عدد من القضايا المحليّة والإقليميّة، وسبل تعزيز الأخوَّة الإنسانية وتعميقها في العالم.

في البداية، نقل الشَّيخ زين الدّين تحيَّات سماحة شيخ العقل للعلَّامة فضل الله، وأشاد بهذه المدرسة الإنسانية التي تشكّل نموذجاً في الوحدة والاعتدال، وفي سعيها لتعميق هذه الوحدة على أرض الواقع، من خلال الإضاءة على القواسم المشتركة بين مختلف المكوّنات والتركيز عليها.

وأكَّد زين الدّين ضرورة إبقاء باب التَّواصل والحوار بينَ كلِّ الطوائف والمذاهب مفتوحاً، وتفعيله، وخصوصاً أمام التحديات الّتي تواجه لبنان والمنطقة، معتبراً أنَّ الصورة الحقيقيَّة لهذا الوطن قائمة على هذا التنوّع الفريد في هذه المنطقة.

بدوره، أطلع المحامي الدولي سماحته على الجهود الدبلوماسيّة والقانونيّة الداعمة للقضيَّة الفلسطينيَّة، ووضعه في أجواء الدّعوى المقدَّمة من قبل دولة جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدوليَّة، حول الانتهاكات الإسرائيليّة بحقّ الشعب الفلسطيني وأبناء قطاع غزّة.

من جهته، رحّب سماحته بالوفد، معتبراً أن فكرة الأخوَّة الإنسانيّة التي يقوم عليها الدّين، تحميه وتطهِّره من الأحقاد والعصبيات، وتفتح قلوب أتباع هذه الأديان على المحبَّة والتعاون، وتزيل الكثير من التوترات والانقسامات، لتقوم العلاقة بينها على ما ينسجم مع جوهر الأديان الحقيقيّ، وقيمها القائمة على العدل والمحبَّة والإحسان والتَّسامح، ومواجهة الظّلم والفساد.

وأشار سماحته إلى أنَّ مشكلتنا في هذا الوطن أنَّنا سخَّرنا الدّين، وجعلناه أداةً في خدمة السياسيّين وأهوائهم، بدلاً من أن تكون السياسة خاضعةً لقيم الدّين وتعاليمه، معتبراً أنَّ دور رجال الدين أن يكونوا صمَّام أمان في هذا الوطن، وأن يعملوا على حماية هذا التنوّع، داعياً الجميع إلى الابتعاد عن كلِّ خطابٍ موتّر،  وكلّ لغة تثير الحساسيّات والعصبيّات، وتؤجِّج النفوس  بالأحقاد، وإن كان هناك لدى هذا الفريق أو هذه الطائفة من هواجس أو وجهات نظر مختلفة حول هذا الموضوع أو هذه القضيّة، فإنها تعالج  بالحوار والمكاشفة، وتطرح في الأطر والمواقع المناسبة.

وحيَّا سماحته كلَّ هذه التضحيات الغالية الَّتي تقدَّم في الجنوب، داعياً إلى توحيد الموقف اللّبنانيّ، ورصّ الصفوف في مواجهة اعتداءات هذا العدوّ الّتي تطال البشر والحجر، ومنعه من التمادي فيها، حفاظاً على سيادة هذا الوطن ووحدته الداخليّة، مشيراً إلى ضرورة مضاعفة الجهود وتقديم التَّنازلات من الأفرقاء، حتَّى الوصول إلى حلّ في موضوع الاستحقاق الرئاسيّ، مستغرباً لجوء الحكومة إلى زيادة سلسلة من الضَّرائب على الطبقة الفقيرة، بدلاً من السّعي لحلِّ أزمات البلد بطريقة لا تهدِّد استقراره الاجتماعي والاقتصاديّ.

وقدَّر سماحته التَّضحيات الجسام الَّتي يقدِّمها الشَّعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه، مستغرباً هذا الصَّمت العالميَّ أمام مجازر العدوّ الصهيونيّ وجرائمه، وسياسة التجويع الَّتي يمارسها ضدّ هذا الشّعب الصَّامد والمضحّي، والّذي يسعى العدوّ من خلالها إلى الضَّغط على الشّعب الفلسطيني ومقاومته، لعلَّه يحقِّق بهذه السياسة ما لم يستطع تحقيقه في عدوانه.

***