استقبل وفداً حواريّاً دينيّاً ضمَّ علماء ومفكّرين لبنانيّين وسوريّين فضل الله: بمدّ الجسور وتعميق لغة الحوار نحبط مشاريع التفتيت

استقبل العلَّامة السيّد علي فضل الله رئيس “مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان”، السيد الدكتور علي السيّد قاسم، يرافقه أعضاء المركز و”ملتقى أديان ومعتقدات موزوبوتاميا”، الَّذي ضمَّ رئيس رابطة آل البيت الشيخ سنان سيدوش، شيخ الطريقة القادرية في سوريا الشّيخ محمد القادري، عميد كلية العلوم الدينيَّة مازن هاروني، عضو “ملتقى أديان ومعتقدات موزوبوتاميا” عليا الموسى، والرئاسة المشتركة للمؤتمر الإسلامي دلال خليل، وضعه في أجواء التحضيرات لعقد “مؤتمر حوار الأديان الدولي” في سوريا، كما جرى عرض لعدد من قضايا الحوار والتقريب بين الأديان والمذاهب، وسبل تعزيز الوحدة بين  أبنائها.

في البداية، شكر رئيس “مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان”، السيّد الدكتور علي السيّد قاسم، سماحته على حسن الاستقبال والضّيافة، متحدثاً عن المكانة العاطفية والوجدانية التي يختزنها تجاه هذا البيت، مشيراً إلى أنه تتلمذ على دروس المرجع المجدِّد السيّد محمَّد حسين فضل الله (رض) وتوجيهاته وآرائه وأفكاره، والّذي تميَّزت شخصيَّته بالانفتاح والحوار وحبّ الآخر.

وأضاف: ثقتنا كبيرة بهذه المدرسة وبالعلَّامة السيِّد علي فضل الله الَّذي يكمل هذه المسيرة الإنسانيَّة والحواريَّة، وهو يملك الرؤية الواضحة والفكر المتجدّد والوحدويّ والإنساني، ويتابع طريق الانفتاح والحوار على خطى والده.

ثم تحدَّث عميد كليّة العلوم الدينيَّة مازن هاروني، واضعاً سماحته في أجواء الجولة التي يقومون بها، شارحاً الأهداف التي دفعتهم لإقامة مؤتمر دولي حول الأديان.

من جهته، رحّب سماحة العلَّامة السيّد علي فضل الله بالوفد، مثنياً على هذا العمل الوحدوي والجامع، متحدثاً عن العلاقة المتينة التي جمعت سماحة الوالد المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله مع سوريا وأهلها، مقدّراً للوفد الجهود التي يبذلونها في سبيل تعزيز مناخ الحوار بين مكوّنات هذه الأمّة، معتبراً أن العمل للوحدة يجب أن يكون من أولى مهمَّاتنا، لأننا من دونها سنبقى مشرذمين، تتنازعنا الأحقاد والانقسامات والفتن والحروب الَّتي تضعفنا وتجعلنا في مهبّ رياح الآخرين، غير قادرين على مواجهة التحديات والمؤامرات من الَّذين لا يريدون لنا الخير والتطوّر والتقدم،  ونحن لن نقدر على مواجهتها  إلَّا من خلال بناء مجتمع متماسك وقويّ على مختلف المستويات.  

وشدَّد سماحته على ضرورة العمل لتأكيد المشتركات، وتعزيز المنطق الوحدويّ، من خلال تعميق لغة الحوار والتَّواصل والمحبّة، ومدّ الجسور لإزالة كلِّ الهواجس والمخاوف التي تمَّ زرعها بين مكوّنات أوطاننا، مؤكّداً أن الأديان والرسالات جاءت من أجل تعزيز هذا المنطق لدى أتباعها.

وتابع: مسؤوليَّتنا جميعاً أن نعمل على تأصيل هذه الوحدة في وجدان الأمَّة، والوقوف في وجه كلِّ من يريد إضعافها، مشيراً إلى أنَّه بالوحدة والتَّماسك والتَّعاضد، نستطيع مواجهة كلِّ هذه المؤامرات والفتن الهادفة إلى تمزيق هذه المنطقة وتقسيمها.

***