رأى العلامة السيد علي فضل الله أنَّ الوقت حان لمصالحة عراقية حقيقية، داعياً إلى إنتاج خطاب هادئ، وإلى توحيد الصفوف، وتجاوز مشاكل الماضي.

استقبل سماحته وفداً من "المشروع الوطني العراقي"، برئاسة الشيخ جمال الضاري، يضم السيد رحيم أبو رغيف، والوزير العراقي السابق الدكتور وائل عبد اللطيف.. وجرى خلال اللقاء عرضٌ لآخر التطورات في الساحة العراقية، وما يمكن لأصدقاء العراق تقديمه للمّ الشمل، وتوحيد صفوف العراقيين في مواجهة الفتنة التي تعصف بهم.

وشدَّد الوفد خلال اللقاء على المكانة الكبيرة للمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله في نفوس العراقيين، والدور الأكبر الذي يمكن لسماحة العلامة السيد علي فضل الله أن يؤديه في مجال توحيد صفوفهم، نظراً إلى علاقاته وصداقاته وتأثيره في الساحة العراقية بمختلف أطيافها وعناوينها.

فضل الله

من جهته، رأى العلامة السيد علي فضل الله أن العراق الذي يمثل مهداً للحضارات، ومحطة من محطات التاريخ الإسلامي والعربي، ينبغي أن يكون محل اهتمام الجميع، وعلى كل فريق أن يتحمَّل مسؤوليته في انتشال البلد من دائرة العنف والفتنة، ومنع استغلال العناوين السياسية، وإلباسها لبوساً دينياً ومذهبياً وطائفياً.

واعتبر أنَّ الوقت حان لمصالحة حقيقية في العراق، وتجاوز الماضي السّلبيّ، مشيراً إلى أنَّ هذه المصالحة لا بدّ من أن تنطلق من خطاب معتدل وهادئ ومتوازن، ومن خلال خطوات عمليَّة تبدأ بمشاركة الجميع في العملية السياسية، ومن دون استثناء، لأن المسألة تحتاج إلى إزالة الغبن والخوف المتبادل، فالغبن هو مشروع فتنة في أي بلد، وعندما تشعر أية طائفة بأنها مغبونة، فإن ذلك سيدفع بالبلاد نحو صراع العصبيات، وسيدخل الشيطان على الخطّ، وينزغ بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد، وحتى القومية الواحدة.

وحذَّر سماحته من أن الشغل الشاغل لمثيري الفتن في الواقع الإسلامي عموماً، والواقع العراقي خصوصاً، هو شد العصب المذهبي تارة، والقومي تارة أخرى، مشيراً إلى أن أي مصالحة ينبغي أن تقوم على عدم إثارة قضايا الماضي وافتعال المشاكل من جديد، داعياً العراقيين إلى التوحد في مواجهة مثيري الفتنة والساعين إلى تدمير العراق بأفكارهم المتطرفة، وأساليبهم العنفية التكفيرية، وخدمتهم المصالح الدولية…

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ: 14 ربيع الأول 1438هـ الموافق: 13 كانون الأول 2016م