السيّدةُ زينبَ (ع) تواصلُ مسيرةَ الحسينِ وتسقطُ أهدافَ يزيد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}[يونس: 13]. صدق الله العظيم.

جهودُ زينبَ (ع) ضدّ يزيد

اعتقد يزيد بعد انتهاء معركة كربلاء، أن جريمته بقتله الحسين (ع) ابن بنت رسول الله (ص)، وسيّد شباب أهل الجنَّة، والصفوة الطيِّبة من أصحابه وأهل بيته، ستدفن في كربلاء، وستنسى وستدفن معها كل الأهداف التي لأجلها كانت ثورته، وسيصفو له حكمه، وأن أحداً لن يعكِّر عليه ما اعتبره نصراً، أو يجرؤ ليواجه ظلمه وطغيانه ومشروعه التدميري للإسلام والمسلمين.

ولكن خاب ظنّه، عندما قررت زينب (ع)، ومعها الإمام زين العابدين (ع)، أن تغمد سيف عاطفتها، وتقوم بدورها لتعريف الناس بالفظائع الَّتي حصلت في كربلاء، ومواجهة التَّشويه الذي بدأت تتعرض له الأهداف التي لأجلها كانت ثورة الحسين (ع) من قبل إعلام بني أميَّة، وهذا ما فعلته طوال طريق السّبي في الكوفة، عندما اجتمع الناس إليها، وفي الطريق من الكوفة إلى الشّام، وفي مجلس يزيد، وبعدما حطَّت رحالها في المدينة المنوَّرة.

وقد استطاعت السيدة زينب (ع) من وراء كلماتها، أن تتنزع نشوة النصر من عبيد الله بن زياد، عندما قال لها: أرأيت ماذا فعل الله بإخوتك وأبنائك وأهل بيتك؟ قالت له: "مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلاً". وعندما قالت ليزيد: "فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، وإنَّ رأيك إلَّا فند، وأيامك إلَّا عدد، وجمعك إلَّا بدد، يوم ينادي المنادي: ألا لعنة الله على القوم الظالمين"، وأن تحدث تغييراً في كلّ مكان توجّهت إليه أو خطبت فيه، حتى ضجّ والي المدينة منها، وأرسل آنذاك إلى يزيد أنَّ زينب بنت عليّ وأخواتها يؤلّبن الناس على حكمك، والمدينة سائرة إلى الثَّورة، لا محال، إن بقيت. فكتب إليه يأمره بإخراجها من الحجاز، وأن يفرّق بينها وبين النَّاس، وعندما جاء إليها ليبلغها قرار يزيد بن معاوية، قالت له: "قد علم الله ما صار إلينا؛ قُتِل خَيرُنا، وانسَقنا كما تُساق الأنعام، وحُمِلنا على الأقتاب، فوالله لا خرجنا وإن أُهريقَت دماؤنا"، وهي بقيت على ذلك حتى غادرت هذه الحياة.

وهذا الدور تلاقى مع دور فاعل للإمام زين العابدين (ع) في موقفه عند ابن زياد، قال له لما أراد قتله: "أما علمتَ بأنَّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة؟!"، وخطبته التي جاءت كالصاعقة على يزيد في مجلسه، وفي العمل على استثارة عاطفة النَّاس وعقولهم بتبيان حقيقة ما حصل في كربلاء، والمعاناة التي حصلت لأبيه وإخوته وأهل بيته وأصحاب الحسين (ع)، وبناء الوعي لديهم، واستنهاض همهم في مواجهة يزيد ومشروعه.

لقد أثمرت كل هذه الجهود نقمةً على يزيد وعلى الحكم الأموي راحت تهدد كيانه، فحاول في مواجهة ذلك تغيير سياسته مع أهل المدينة، فعزل واليه الوليد بن عتبة لقساوته، وعيَّن والياً قريباً من أهلها. وطلب يزيد من الوالي أن يرسل له وفداً من زعمائها لاستمالتهم، فذهب إليه، وكان برئاسة عبد الله بن حنظلة، وحنظلة كان يسمَّى غسيل الملائكة. وهو لقِّب بذلك لأنه خرج إلى معركة أُحد استجابةً لدعوة رسول الله (ص) وهو في ليلة زفافه، ولم ينتظر يومها أن يغتسل ليلتحق به، بل سارع إلى ذلك واستشهد خلالها. وقال النبيّ (ص) يومها: "إنَّ الملائكة غسلته فسمِّي بغسيل الملائكة".

الثّورةُ على يزيد

وعلى طريقة بني أميّة، كان يزيد يعتقد أنّه بالمال وإكرامهم يكسب ودَّهم ويقرّبهم منه ويسكتون على جريمته، ولكن خاب ظنّه، وخرجوا من عنده وهم أكثر إيماناً بالحسين (ع) وبثورته، بعدما رأوا بأمّ أعينهم حقيقة يزيد تلك الّتي أشار إليها الحسين (ع) عندما قال: "يزيد فاسق، فاجر، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، ومثلي لا يبايع مثله". وصدق ما قاله الحسين (ع): "ألا وَإنَّ هؤلاءِ قَدْ لزِمُوا طاعَةَ الشَّيطانِ، وَتَرَكُوا طاعَةَ الرَّحْمنِ، وَأظْهَرُوا الفَسادَ، وَعَطَّلُوا الحُدُودَ، واسْتَأثَرُوا بِالْفَيْءِ، وَأحَلُّوا حَرامَ اللهِ، وَحَرَّمُوا حَلالَهُ". وقالوا لأهل المدينة: لقد وجدنا رجلاً لا يعرف الدّين ولا الإسلام، وليس أهلاً لخلافة المسلمين، وإنَّا نشهد أنّنا خلعناه فاخلعوه.. وفعلاً، قرّر أهل المدينة الثّورة على يزيد وإعلان البراءة منه.

فعزلوا لذلك والي يزيد على المدينة، وحاصروا الأمويّين الذين اجتمعوا آنذاك في منزل أحد زعماء بني أميّة مروان بن الحكم، واشترطوا لفكّ الحصار عنهم أن يغادروا المدينة مسالمين، وأن لا ينضموا إلى من يقاتلهم في المستقبل.

وهنا نشير إلى أنّ مروان بن الحكم الذي كان يقود الأمويّين في المدينة، لما أراد الخروج منها، راح يبحث عمَّن يضع عنده عائلته، فلم يقبل أحد أن يودعها عنده سوى الإمام زين العابدين (ع)، رغم كلّ أفعال مروان السيّئة تجاه أهل البيت (ع) وكراهيته لهم، فمروان بن الحكم شارك في الحرب على عليّ (ع) في الجمل وصفّين، وفي منع الحسين (ع) من دفن أخيه الحسن (ع) إلى جنب جدّه رسول الله (ص)، وهو من أشار إلى والي المدينة عندما استدعى الإمام الحسين (ع) ليبايع يزيد، بقوله له: لا تدعه يخرج حتى يبايع، وإلَّا فاضرب عنقه. لكنّ الإمام زين العابدين (ع) ما كان يريد أن يحمّل عائلته مسؤوليَّة جرائمه.

وقد أشارت إحدى بنات مروان بن الحكم إلى مدى الرّعاية التي حظوا بها عند الإمام زين العابدين (ع)، فقالت: والله لقد وجدنا من الرعاية من الإمام زين العابدين (ع) وتفقّده لنا ما لم نجده من أبينا.

واقعةُ الحرّة تفضحُ يزيد

لما وصل خبر ثورة أهل المدينة إلى يزيد، وخلعهم واليه، جهَّز جيشاً من الشّام بقيادة مسلم بن عقبة تجاوز عديده الخمسة عشر ألف مقاتل، وكان يفوق بكثير عدد المقاتلين الَّذين كانوا في المدينة، وحين وصل خبر تحرك جيش الشَّام نحو المدينة، قاموا بحفر خندق طول المدينة لمنع تقدّم هذا الجيش الكبير، لكنه استطاع أن يتجاوز هذا الخندق وأن يدخل المدينة، وأن ينتصر على جيش أهل المدينة، والذي كان بقيادة عبد الله بن حنظلة، وقد استباح مسلم بن عقبة، قائد جيش يزيد، المدينة لمدة ثلاثة أيام، ارتكب خلالها أبشع الجرائم وأخزاها، وقد سقط بسبب ذلك أكثر من 4000 شهيد، وعلى رأسهم عبد الله بن حنظلة، ومنهم سبعمائة شخص من حفّاظ القرآن، وثمانون من صحابة رسول الله الأجلَّاء.

لقد أظهرت هذه الواقعة التي سميت بواقعة الحرّة نسبةً إلى المكان الذي جرت فيه، والتي عبَّرت عن رفض عميق للحكم الأموي، مدى الأثر الذي تركته السيدة زينب )ع) من خلال حملتها الإعلاميَّة في تعبئة الناس ضدّ هذا الحكم، وكيف بعثت دماء الحسين الإرادة والعزيمة من جديد في نفوس الأمَّة، والأهم، أنها فضحت من جديد الطبيعة الدموية للنهج الأموي، ومدى طغيان يزيد وجبروته الَّذي لم يتوانَ عن ارتكاب أبشع الجرائم في مدينة رسول الله، وهو ما مهَّد لثورات لاحقة هزَّت أركان الحكم الأمويّ وأسقطته في نهاية المطاف، وأشارت بذلك إلى الحقيقة القرآنيَّة التي تقول أن لا بقاء لظالم مهما امتدت به الأيام: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}[الشعراء: 227].

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما ورد عن الحسين (ع)، أنه جاءه رجل وقال له: "أنا رجلٌ عاصٍ ولا أصبرُ عن المعصية، فعظْني بموعظةٍ"، فقال (ع): "افعل خمسةَ أشياءَ وأذنِبْ ما شئت، فأوَّلُ ذلك: لا تأكلْ رزقَ اللهِ وأذنِبْ ما شئت، والثاني: اُخرج مِن ولايةِ اللهِ وأذنِبْ ما شئت، والثالث: اطلبْ موضعاً لا يراكَ اللهُ وأذنِبْ ما شئت، والرابع: إذا جاء ملَكُ الموتِ ليقبضَ روحَك فادفعْه عن نفسِك وأذنِبْ ما شئت، والخامس: اذا أدخلكَ مالكٌ في النار فلا تدخلْ في النارِ وأذنِبْ ما شئت". قال له: يا أبا عبد الله، أنا لا أستطيع ذلك، قال له: كيف تعصي ربّاً تأكل من رزقه، وتعيش في أرضه، ويراك وأنت تعصيه، وأنت غير قادر على أن تدفع الموت عنك إذا جاءك يدعوك للموقف بين يدي الله، وتمنع عنك النار إن أنت استحقيت ذلك. فقال له هذا الرجل: أشهدك أني لن أعصي الله بعد ذلك.

أيُّها الأحبة: إننا أحوج ما نكون إلى هذه الموعظة، لنواجه كل تسويلات الشيطان وأنفسنا الأمَّارة بالسوء ومن يدعوننا إلى المعاصي، ومتى فعلنا ذلك، سنكون أقوى وأقدر على مواجهات التحديات.

معاناةٌ ولا حلول

والبداية من لبنان، حيث تستمر معاناة اللبنانيين وتزداد، في ظلّ العودة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار وتجاوزه حدود الثلاثين ألفاً، والازدياد المتواصل في أسعار السِّلع والموادّ الغذائيّة والخدمات والمحروقات وكلفة الدواء والاستشفاء والنقل، فيما لا يزال من يديرون الواقع السياسي على حالهم، فهم غائبون عن كل ما يجري، أو غارقون في صراعاتهم وحساباتهم الضيّقة، وإن تحدثوا فهم يكتفون بتوصيف الواقع، وكأن لا علاقة لهم بكل ما يجري، ولا مسؤولية تقع على عاتقهم في إيصال البلد إلى ما وصل إليه، وإن قدَّموا حلولاً، فهي للمستقبل البعيد، وغالباً ما تكون غير واقعيَّة ولإسكات الناس وتخديرها.

ونحن في هذا المجال، نقول لكل هؤلاء: إن من مسؤوليتكم أن تبادروا إلى إيجاد الحلول الكفيلة بإخراج البلد من هذا التردي الذي وصل إليه، وأنتم قادرون إن أنتم قررتم أن تخرجوا من مصالحكم الخاصَّة وحساباتكم الفئوية، وجمدتم صراعاتكم وتعاونتم لإنقاذ وطنكم.

إنَّ من المعيب أن يواجه وطننا مثل هذه التحديات الخطيرة والاستحقاقات المصيرية، ولا يسارع فيه من يملكون زمام الأمر إلى علاج أزماته التي لن تحلّ إلَّا بورشة إصلاحات تعيد ثقة العالم به، وبالإسراع بتأليف حكومة قادرة على النهوض به، وعدم الوصول إلى فراغ على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية كما بات يكثر الحديث عنه.

لكن، مع الأسف، لا حسابات للوقت في هذا البلد، ولا حتى لمصير إنسانه، بعد أن اطمأن من هم في النادي السياسي إلى أن الناس يقبلون بما هم فيه، وأنهم آمنون على أموالهم المودعة في الخارج.

مسؤوليّةُ المصارفِ

في هذا الوقت، يستمر التجاذب بين القضاء والمصارف، بعد إيقاف القضاء أحد أصحاب البنوك لدعوى المودعين عليه، وما تلا ذلك من إضراب جمعية المصارف بهدف لجم القضاء ومنعه من اتخاذ أي قرار لمصلحة المودعين والقيام بمحاسبتها.

إننا أمام ما يجري، نعيد التأكيد على حقّ المودعين في استعمال كل الوسائل القانونية التي تضمن استعادتهم أموالهم ممن اؤتمنوا عليها، وممن استفادوا طوال المرحلة الماضية منها وكسبوا الأموال الطائلة، وندعو القضاء أن يتابع دوره على هذا الصعيد، وأن لا يقف أمام هذه الضغوط. وعلى المصارف أن تتحمل مسؤولية أموال المودعين، وأن تتدبر أمرها في تأمينها، سواء إن كانت لدى الدولة أو في الخارج، ولعلَّ الذي جرى بالأمس من احتجازٍ للموظفين في أحد المصارف، يشكِّل جرس إنذار للتنبه إلى مخاطر إبقاء هذا الملفّ مفتوحاً على كل الاحتمالات.

ملفُّ ترسيمِ الحدود

وفي مجال آخر، لا يزال ملفّ ترسيم الحدود البحريَّة يشغل بال اللبنانيين الذين ينظرون إليه كبارقة أمل لتحصيل حقوقهم واستخراج ثرواتهم من البحر، بما يساهم في حل الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعانونها، ونحن هنا نؤكِّد ما أشرنا إليه سابقاً، من أهمية الحفاظ على الموقف اللبناني الموحَّد والمستند إلى كل عناصر القوة الموجودة في الوطن، والذي يمنع العدو من ابتزاز اللبنانيين وإخضاعهم لشروطه.

وندعو في الوقت نفسه إلى الجهوزية والاستعداد لمواجهة سياسة التمييع التي بتنا نشهدها من العدوّ، والذي يعمل من خلالها على عدم إعطاء لبنان حقوقه كاملة.

إن على اللبنانيين أن يعلموا أن هذه الثروة ثروتهم جميعاً، فهي لا تخص طائفة بعينها أو موقعاً سياسياً، بل تخص كل اللبنانيين، وباتت أملهم للخروج من الواقع الذي يعانونه، ونحن ندعو الجميع إلى الانخراط في المواقف الداعية إلى استعادة لبنان حقَّه في ثرواته، وأن يتعاونوا لأجل تحقيق هذا الهدف.

الحوارُ.. وذكرى الانتصار

ونبقى على صعيد الداخل، لنثمِّن كل جهد للتلاقي بين القوى السياسية الفاعلة، وندعو إلى توسعة لغة الحوار فيما بينها، بما يخفِّف من التوترات والاحتقانات ويعزز الاستقرار.

وضمن هذه الأجواء، تطلّ علينا في الرّابع عشر من شهر آب، الذّكرى السادسة عشرة للانتصار الّذي تحقّق في العام 2006، والذي استطاع من خلاله اللبنانيون أن يفشلوا الأهداف التي أرادها العدوّ الصّهيوني من خلال عدوانه.

ونحن في هذا اليوم، نجدِّد دعوتنا اللّبنانيين إلى إنعاش ذاكرتهم بكلِّ صور البطولة والإقدام والتضحية التي نقلتها الشاشات والإذاعات ووسائل التواصل في ذلك الوقت، لا لكي نزهو بتلك الإنجازات، أو لنعيش عليها، أو لندخلها في بازار الصّراع الداخلي، بل لتعزّز فينا الأمل بإمكان الانتصار على العدوّ في مواجهة أي عدوان جديد، ولتزيدنا وعياً وإحساساً بضرورة الحفاظ على ما صنع من إنجازات، بأن لا نفرّط فيها، وأن يبنى عليها إنجازات أخرى نحن أحوج ما نكون إليها في مواجهة الاحتلال الجديد لثروة لبنان الوطنية ولحدوده البحرية، وبالعمل في الوقت نفسه على تثبيت الأرض من خلال تأمين مقوِّمات الصمود فيها على كل الصعد.

اعتزازٌ بالشَّعبِ الفلسطينيّ

وأخيراً، إنَّنا أمام ما جرى وما يجري في فلسطين، نجدِّد اعتزازنا بهذا الشعب الَّذي يثبت في كلّ يوم أنه على استعداد لبذل التضحيات الجسام لاستعادة أرضه وحفظ مقدَّساته، والذي نراه على لسان أمَّهات الشهداء وآبائهم، وفي العنفوان الذي نراه في المواجهات البطولية رغم الآلام والحصار.

إننا نؤكِّد مجدَّداً على وحدة هذا الشعب بكلّ فصائله وتياراته في مواجهة العدو، وندعوه إلى السهر على منع الإيقاع فيما بين فصائله، الذي عمل عليه العدو خلال المواجهة الأخيرة، والتي أثبت فيها هذا الشعب مجدَّداً أن المقاومة عصيّة على العدوّ، وأنها تستطيع توجيه ضربات موجعة إليه، مهما تصاعدت حدة غدره وأساليب إرهابه.