السيِّدةُ الزَّهراء (ع): الحياةُ الرّساليَّةِ في خطِّ طاعةِ الله

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب: 33]. صدق الله العظيم.

نستعيد في الثالث عشر من شهر جمادى الأولى، ذكرى وفاة الصدِّيقة الطَّاهرة فاطمة الزهراء (ع) بضعة رسول الله، وسيّدة نساء العالمين، وذلك بناءً على الرواية المعتمدة التي ترى أنَّ وفاتها حصلت بعد خمس وسبعين يوماً من وفاة رسول الله (ص)، هذه الوفاة التي تركت ألماً وحزناً في قلوب محبيها من أهل بيتها، ومن عرفوا قدرها وموقعها عند الله، عندما تحقَّقت فيها إرادته بأن كانت من أولئك الَّذين أذهب الرجس عنها وطهَّرها تطهيراً، وهي من امتنَّ بها الله على رسوله (ص)، عندما قال: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}[الكوثر: 1]، ومن هذا الخير الكثير، كانت الزهراء، وهي التي بلغ موقعها من رسول الله (ص) أن قال فيها: “فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَمَنْ سَرَّهَا فَقَدْ سَرَّنِي، ومَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِي، فاطمة قلبي وروحي الَّتي بين جنبيَّ”، ما جعلها تترك الأثر الكبير في المرحلة الَّتي عاشتها، والذي لا زلنا ننهل من معينه، وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

قدوةُ المسلمين

فقد كانت السيِّدة الزهراء (ع) في كلِّ مراحل حياتها الَّتي عاشتها، أنموذجاً وقدوةً للرجال كما للنساء نحن أحوج ما نكون إليها، لتكون حياتنا أصفى وأطهر وأرقى، وليكون لنا الحضور المميَّز والفاعل في كلِّ الميادين. ففي ميدان العبادة، كانت عبادتها عبادة رسول الله (ص)، وهي كانت تعبد الله حتى كانت تتورَّم قدماها لكثرة عبادتها وقيامها في اللَّيل، وفي ذلك قال ولدها الإمام الحسن (ع): “رأيت أمِّي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعةً ساجدةً حتى اتَّضح عمود الصبح”، وهي التي كانت تدعو الله دائماً أن يوفِّقها لذلك: “اللَّهُمَّ فَرِّغنِي لما خَلقتَنِي لَهُ، وَلا تُشغِلنِي لما تَكَفَّلتَ لي به.. وأَلهِمْنِي طاعَتَك، وَالعَمَلَ بِما يُرضِيكَ، والتجنُّبَ لما يُسخِطُك يا أرحَمَ الرَّاحِمِين”..وهي المجاهدة الَّتي كانت تحرص على أن تكون في مواقع الجهاد مع رسول الله (ص)، لتكون معه، ولتضمِّد جراح المجاهدين وتسقيهم، وتؤمِّن لهم حاجاتهم وتشدّ أزرهم.

وكان لها موقعها في ميدان العلم، فقد كانت مقصداً لطالبي العلم من الرّجال والنساء، يفدون إليها في بيتها، لينهلوا من معين علمها الذي نهلته من علم رسول الله (ص) مدينة العلم، هذا العلم الَّذي أودعته في كتابها، والذي يعنون بمصحف فاطمة، وهو ليس قرآناً كما قد يفهم البعض من كلمة مصحف، بل هي الأوراق الَّتي كانت تكتب عليها ما كانت تسمعه من رسول الله (ص) وما كان يمليه عليها.

وكانت في خلقها ورحابة صدرها تتمثّل خلق رسول الله (ص) والرحمة التي كان يتصف بها، والتي أشار إليها الله عزّ وجلّ عندما قال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159]، وقوله (ص): “إني لم أُبعَثْ لعَّاناً، وإنما أنا رحمةً مهداة”، وقوله عزَّ وجلَّ: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم: 4].

وقد بلغت السيِّدة الزهراء في البذل والعطاء حدَّ الإيثار، وهي ممن كانت محجَّة للفقراء والأيتام، يلوذون بسدّ حاجاتهم وممن نزلت فيهم الآية: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً}[الإنسان: 8 – 9].

الحياةُ المميَّزة

وقد تميَّزت السيِّدة الزهراء (ع) في كلِّ الأدوار التي عاشتها، فهي في بنوَّتها لرسول الله (ص)، مثَّلت أعلى أنموذج في الحنوّ والرعاية والاهتمام الَّذي عبَّرت عنه لأبيها، ولا سيَّما في المراحل الصَّعبة من دعوته في مواجهته للمشركين، حتى قال عنها رسول الله (ص): “فاطمة أمّ أبيها”.

وهي قدَّمت أنموذجاً في الحياة الزوجيَّة في اختيارها لمن تشاركه الحياة ويبني معها بيتاً، فقد اختارت علياً (ع) من بين كلِّ الذين تقدَّموا لخطبتها، وهي عندما اختارته، إنّما اختارته لخلقه وسبقه إلى الإيمان وجهاده في سبيل الله، رغم أنَّ عليّاً (ع) لم يكن يمتلك مالاً ولا موقعاً ولا جاهاً، فيما الَّذين كانوا قد تقدَّموا لخطبتها كانوا يملكون كلَّ ذلك، ولذلك عندما جاء إلى رسول الله (ص) طالباً يد الزهراء (ع)، قال له رسول الله (ص): هل معك شيء أزوِّجك به؟ فقال له: لا أملك من حطام الدّنيا إلَّا سيفي ودرعي، يومها قال له رسول الله (ص): أمّا سيفك فلا غنى لك عنه، وأمَّا درعك فبعها، فأنت قادر أن تقاتل بدونها، وهو تعبير عن شجاعته وقوَّة بأسه، فباعها، فكانت مهراً بسيطاً للزهراء، واستعان به على أثاث البيت واحتياجاته.

وكانت (ع) في حياتها مع عليّ (ع) صابرة، فهي صبرت على شظف العيش، وعلى ظروف الحياة التي عاشتها، فقد كان عليّ (ع) لا ينتهي من حرب حتى يدخل في أخرى، إلى جانب كلّ المسؤوليّات التي كان رسول الله (ص) يسندها إليها، فهي لم تتأفَّف يوماً من عمل البيت وتحمّل مسؤوليَّة الأولاد، بل كانت راضية، واكتفت من رسول الله (ص) بأن علمها بما تستعين به على كلِّ مسؤوليَّاتها، وهو التسبيحة التي سميت بتسبيحة الزهراء (ع)…

تربيتُها الرّساليّةً لأبنائِها

وكانت قدوةً لكلّ أمّ، عندما سهرت على تربية أولادها ورعايتهم، فكان الحسن والحسين (ع) سيِّدا شباب أهل الجنَّة، وزينب بطلة كربلاء، وأمّ كلثوم، ثمرة لهذه التربية، والتي تجلَّت في كلّ ما بذلوه حتى الإيثار، وقدموه من تضحيات من أجل الله والإسلام وعزَّة المسلمين وقوَّتهم.

وقد عبَّر الإمام الحسن (ع) عن ملامح من هذه التربية، عندما قال: “رأيت أمِّي فاطمة (ع) في ليلة الجمعة، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتَّضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدّعاء لهم، ولا تدعو بشيء لنفسها، فقلت: يا أمَّاه، لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بنيَّ، الجار ثم الدار”.

وهي بذلك كانت تحرص على أن تربيهم أن يفكِّروا في الآخرين قبل أن يفكِّروا في أنفسهم، وفي مصالح الآخرين قبل مصالحهم واحتياجاتهم، وفي راحة الآخرين قبل راحتهم، وهذا ما أكَّدته سيرتهم في البذل والعطاء بالمال والجهد وحتى الدَّم.

مشاركتُها في الشَّأنِ العام

وجاءت الأحداث بعد وفاة رسول الله (ص) لتشير إلى مدى حضور السيِّدة الزهراء (ع) في الشأن العام، وفي معالجة الخلل الذي رأته يحصل على هذا الصَّعيد، فهي لم تنكفئ عن مسؤوليَّتها هذه، ولم تقبل أن ترى خللاً يمسّ ما ورد عن رسول الله (ص) من وصايا ومصالح المسلمين ومستقبلهم، والَّذي ظهر جلياً عندما أبعد عليّ (ع) عن حقّه فيها، وهي لم تطالب بحقِّه لأنه زوجها، بل لأنّها كانت تراه الأولى بإدارة شؤون المسلمين، ولأنَّ عدم التَّسليم بذلك وإعطائه حقَّه، هو خروج عما  جاء عن الله، وما بلَّغه رسوله في غدير خمّ، وفي أكثر من مناسبة. وفي هذا السياق، جاءت مطالبتها بفدك التي لم تطالب بها لمصلحة شخصيّة، بل لأنها أُخذت منها مخالفةً لما أشار إليه القرآن الكريم، وتحقيقاً للعدالة، فهي في ذلك لم تسع إلى عقار، وهي من كان تعرف أنها أوَّل الناس لحوقاً بأبيها.

لكنها رغم الألم الذي عاشته، والإساءات التي تعرَّضت لها، عبَّرت عن مواقفها بكلِّ جرأة، ولكنها كانت حريصة على الحفاظ على وحدة المسلمين، وعدم حصول فتنة أو شرخ كان يريدها من لا يريد خيراً بالإسلام، ويريد الانقضاض عليه وهو في مهده.

الاقتداءُ بالزّهراء (ع)

أيُّها الأحبّة: في ذكرى وفاة الزهراء (ع)، لا ينبغي أن نكتفي كتعبير عن الوفاء لها بإبداء الحزن بإقامة المجالس أو ذرف الدّموع، بل نحن أحوج ما نكون إلى أن نتمثَّلها في كلِّ معالم شخصيَّتها، وفي دورها الرسالي الذي عبَّرت عنه في بيتها وفي المجتمع، وفي صوتها الصَّارخ في وجه الانحراف والظلم، وحماية الوحدة الإسلاميَّة، وبذلك نخلص لها، ونكون جديرين بحمل اسمها والانتماء إليها.

والسَّلام على السيِّدة الزهراء يوم ولدت، ويوم انتقلت إلى رحاب ربِّها، ويوم تبعث حيَّةً.

ونسأل الله أن نكون ممن ينالون شفاعتها، وأن نكون تحت ظلِّها في جنات النعيم.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الخطبة الثّانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصت به الزّهراء (ع) ذلك الرّجل، عندما جاء إليها قائلاً: “يابنة رسول الله، هل ترك رسول الله شيئاً عندك تطرفينيه؟”، فقالت: “يا جارية، هاتي تلك الحريرة”، فطلبتها فلم تجدها، فقالت فاطمة (ع): “ويحك، اطلبيها، فإنَّها تعدل عندي حسناً وحسيناً”. فطلبتها، فإذا هي قد قمَّتها في قمامتها، ففتحتها للرَّجل، وكان فيها: “ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليسكت. إنَّ الله يحبّ الخيّر الحليم المتعفِّف، ويبغض الفاحش الضَّنين”.

إنّنا أحوج ما نكون إلى استحضار هذه المعاني، لنصحِّح صورة المؤمن فينا، ولنبني من خلالها المجتمع المؤمن الَّذي نريده. وبذلك نصبح أكثر وعياً ومسؤوليّة وقدرةً على مواجهة التحدّيات.

الهدنةُ في غزّة

والبداية من غزَّة التي شهدت، وعلى مدى خمسين يوماً، مجازر العدوّ الَّتي طاولت المدنيّين وهم في بيوتهم أو مراكز إيوائهم، واستهدفت المستشفيات والمدارس ودور العبادة، وهو في كلِّ ذلك يهدف، وكما يعلن بصراحة، إلى إفراغ القطاع من أهله، بإزالة سبل الحياة فيه.

وإذا كان ثمة هدنة ستشكِّل متنفَّساً لأهالي غزَّة للملمة جراحهم ودفن شهدائهم، فهي لن تكون سوى لأيَّام قليلة، لتعود الحرب بكلِّ وحشيَّتها وعدوانيَّتها، كما يصرّح بذلك العدو، وهو إن قبل بالهدنة، فلم يكن ذلك منه بدافع إنساني، بل جاءت بفعل ضغوط أهالي أسراه، بعد فشله في تنفيذ وعوده لهم بإعادتهم من خلال آلته العسكريَّة من دون تبادل، بفعل صمود الشَّعب الفلسطيني وبسالة مقاومته، ولتخفِّف من وقع الضغوط الدوليَّة التي دعته إلى إيقاف هذه الحرب المجنونة، والأصوات التي ارتفعت في الكثير من السَّاحات والميادين العالميَّة، وفي الأوساط الشعبية والإعلامية والسياسية، للتَّنديد بجرائمه بعد انكشاف زيف سرديَّته حول ما حصل.

ومن هنا، فإنَّنا نرى أهمية الاستمرار في الضغوط الدولية والشعبية لإيقاف نزيف الدَّم هذا، وعدم الاكتفاء بالهدنة التي لن تكون حلاً لمعاناة الشعب الفلسطيني.

إسقاطُ أهدافِ العدوّ

إننا نحيّي الشعب الفلسطيني ومقاومته على صمودهم وبسالتهم في الميدان، وهم استطاعوا بذلك أن يسقطوا أهداف العدوّ، ويجبروه على التفاوض والهدنة، وهو الَّذي كان يقول إنّه لن يوقف الحرب إلَّا بعودة كلِّ أسراه، ومن دون تفاوض، وبالطَّبع سيكون قادراً، وبهذه العزيمة والإرادة، على إفشال مشروعه وتحقيق أهدافه.

وهو في ذلك لم يكن ولن يكون مستفرداً في معركته هذه، وهو ما أكَّدته المساندة التي حصلت على أكثر من جبهة، في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، والأصوات الهادرة الَّتي علت طوال الأيام الماضية، والتي لن تنكفئ حتى تعود إلى هذا الشعب حريته، ويحصل على حقِّه في الحياة.

ولعلَّ من المؤسف هنا، أن يجري الحديث عن مصير الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية والإقليمية، وأن تنخرط فيه دولٌ عربية وإسلامية، بعيداً من إرادة هذا الشعب الَّذي له وحده الحقّ في تحديد خياراته الَّتي تضمن حقوقه.

إنَّ على العالم أن يعي أنَّ أيَّ مشروع يجافي حقوق هذا الشَّعب، لن يكون حلاً، ولن يضمن للكيان الصهيوني ما يريده من أمنه واستقراره.

لبنانُ يساندُ غزَّةَ بالدَّم

ونصل إلى لبنان، الذي لا يزال يؤكِّد وقوفه مع الشعب الفلسطيني بدماء أبنائه، وهو يقدم يومياً التضحيات الجسام في ذلك لإسناد هذا الشعب وتعزيز صموده، والتي لم تقتصر على من يقفون في خطّ المواجهة مع هذا العدوّ، بل وصلت إلى الجسم الإعلامي، والّتي أراد العدوّ من خلالها عدم نقل صورة ما تقوم به المقاومة وما يرتكبه العدوّ بحقّ المناطق الآمنة.

إنَّنا نبارك كلَّ هذه التضحيات التي تقدَّم، وكل الجهود التي تبذَل ممن يقفون في ساحة التحدّي، وأثبتوا جدارتهم في الميدان، من أجل حفظ هذا الوطن، ووقوفاً مع الشعب الفلسطيني في معركته مع عدوّ مشترك، ونتقدَّم بالعزاء لأهالي الشّهداء، والدعاء بالشفاء للجرحى، وفي الوقت نفسه، نعيد دعوة اللّبنانيّين إلى التَّكاتف في مواجهة هذا العدوّ، في ظلّ الاعتداءات التي شهدناها، والتهديدات التي أطلقها ولا يزال يطلقها بحقّ هذا الوطن، ما يدعو إلى ضرورة الجهوزيَّة لمواجهة هذا العدوّ، وتعزيز الوحدة والمناعة الداخلية، وعدم الدخول في أيّ سجال يخلُّ بهذه الوحدة، ويستفيد منه العدوّ المتربّص دائماً بهذا البلد، والعمل بكلِّ جديَّة لملء الفراغ الحاصل على صعيد مؤسَّسات الدَّولة، إن على صعيد رئاسة الجمهوريَّة، والفراغ الَّذي قد يحدث، أو في قيادة الجيش، نظراً إلى أهمية الدور الذي يؤدّيه الجيش على صعيد الاستقرار الداخلي، وفي مواجهة العدوّ الصهيوني.

الجيشُ عنوانُ الوحدة

ونحن على هذا الصَّعيد، نحذّر من أي عمل يسيء إلى هذه المؤسَّسة التي تمثل عنواناً لوجود الدولة وللوحدة الوطنية، إما بتطييفيها، أو بجعلها مادة للتراشق السياسي، أو لتصفية حسابات مع هذا الطرف أو ذاك، أو هذا الموقع أو ذاك، وأن يكون الهدف من ملء هذا الفراغ هو في مصلحة المؤسَّسة العسكريَّة فقط.

أزماتُ اللّبنانيّين وواجبُ الدَّولة

وفي الوقت نفسه، نعيد التَّأكيد بضرورة استمرار العمل لمعالجة الأزمات الَّتي يعانيها اللبنانيون على الصعيد المعيشي والحياتي بفعل ارتفاع الأسعار، وتدني الرَّواتب التي باتت مهما علت، لا تتناسب مع احتياجاتهم.

وفي هذا المجال، فإنَّنا نحذّر من الاستمرار في السياسة التي باتت تتقنها الدولة في معالجة احتياجاتها من جيوب المواطنين، بزيادة الضَّرائب التي باتت هي عنوان موازنة العام 2024، بدلاً من التَّفكير في وسائل أخرى هي بمتناول أيدي الدَّولة، بتفعيل الاقتصاد، والاستفادة من موارد الدَّولة بعد أن لم يعد اللّبنانيّون يتحمَّلون المزيد.

***