العلامة فضل الله يفتتح مبرّة الحوراء في البقاع الأوسط: لتعميم نموذج التعايش و الانفتاح بين أبناء هذه المنطقة.

ضمن فعاليات أسبوع المبرات، افتتحت جمعية المبرات الخيرية مشروعا جديدا في خدمة الأيتام والمجتمع في منطقة البقاع الأوسط باسم مبرة الحوراء  برعاية وحضور رئيس الجمعية العلامة السيد علي فضل الله ومديرها العام الدكتور محمد باقر فضل الله و حشد من فعاليات المنطقة السياسية والاجتماعية والبلدية والاختيارية والتربوية.

 وبعد تلاوة القرآن الكريم قدم طلاب من ثانوية البشائر كورال النشيد الوطني اللبناني ثم قدم طلاب ثانويتي الإمامين الجواد والكاظم نشيد المبرات.

  وكانت كلمة للعلامة فضل الله نوه فيها باحتضان منطقة البقاع لصروح المبرات وتفاعل أهلها الكبير مع إنجازاتها، واعدا بأن يكون هذا الصرح الجديد كأمثاله من الصروح الرائدة في خدمة مجتمع المنطقة وأيتامها.

 

ومما جاء في كلمته: "نلتقي اليوم في افتتاح هذا الصَّرح، لنؤكد الاستمرار في متابعة مسيرة العطاء التي انطلقت ولن تتوقّف وستستمر، لتعطي في كلّ مكان وزمان خيراً ومحبة، ولتبلسم الجراح، وتخفّف من الآلام التي يعانيها أبناء هذا الوطن، ولا سيّما أهل هذه المنطقة".

 

وأضاف سماحته: "عندما نتكلَّم بهذه الطريقة، فإننا لا نقدم الأمنيات والوعود المعسولة، بل نتفاعل مع هذا الواقع الذي نخطّط له، من خلال وعي الخلفية التي انطلقت على أساسها هذه المؤسسات المتجذرة في العقول والقلوب والنفوس".

وأشار إلى أنَّ "هذه المؤسَّسات آمنت بأنَّ قمة الدين عندما ينعكس سلوكاً، وينزل إلى أرض الواقع، ويعمل ليرتقي بواقع الناس نحو الأفضل، مؤكداً أنه لا يمكن للإنسان أن يكون مؤمناً ويعيش الانغلاق أو يتقوقع في زاويته المذهبية والطائفية والسياسية، بل لا بدّ من أن يكون في قلب الحياة، ويعيشها في كل عمقها، ويتحرك في كلّ مفاصلها".

 

ولفت سماحته إلى أنه "لا يمكن للإنسان أن يعيش الحبّ لله، إلا إذا كان ساعياً من أجل إدخال السرور إلى قلوب من يحتاجون إلى هذا الحب والعطاء والحنان والعطف".

 

وقال: "من هذا المنطلق، ومن هذه القيم، انطلقت جمعية المبرات في مشاريع الخير وفي مسيرة البرّ، فقد ولدت من رحم هذا المجتمع ولخدمته، وهي ليست ملكاً لشخص أو عائلة أو جهة"، مشيراً إلى أن أبواب هذه المؤسسات مفتوحة، وهي تعمل على احتضان الجميع، بعيداً عن انتمائهم الطائفي أو المذهبي".

 

وتابع: "وفي اختتام فاعليات أسبوع المبرات، نؤكّد معكم أننا سنتابع هذه المسيرة معاً في خدمة إنسان هذا الوطن الذي تزداد معاناته يوماً بعد يوم، وخصوصاً في هذه المنطقة المنسية في حاجاتها، وكأنّ هناك من يصر على أن تبقى على هذه الحالة!".

 

  ودعا سماحته إلى تعميم هذا النموذج في التعايش والتلاقي والانفتاح بين أبناء هذه المنطقة، في مرحلة يراد للفتن الطائفية والمذهبية أن تضجّ بواقعنا، من خلال العمل على تقسيمنا نفسياً إلى كانتونات، حتى تسهل عملية التقسيم على أرض الواقع، وخصوصاً أنّ هناك من يعمل لرسم المنطقة وفق مشاريع جديدة.

 

وتوقَّف سماحته عند بعض الأحداث الأمنية التي تحصل في هذه المنطقة، معتبراً أنها حالات شاذة ونادرة، ولا تعبّر عن قيم أهل هذه المنطقة، الَّذين قدموا التضحيات الكثيرة، ويتحلون بصفات الشجاعة والكرم، داعياً الدولة إلى القيام بواجبها تجاه هذه المنطقة على مختلف المستويات.

 

 وتابع: "مسؤوليتنا جميعاً أن نعمل على تربية إنسان هذا الوطن وتنشئته على قيم المحبة والحوار والانفتاح ومدّ جسور التواصل، حتى نستطيع أن نبني الوطن الذي نحلم به؛ وطن الشراكة والاستقرار والأمن، ونصل إلى قانون انتخابي عادل يكون الأفضل للوطن، وليس الأفضل لهذه الطائفة أو هذا المذهب أو ذاك الموقع السياسي.

 

وختم سماحته: "باستطاعتنا أن نقدم تجربة ناجحة في قدرة الأديان على التكامل فيما بينها، وأن نعمل على تقوية هذا الواقع الَّذي يعيشه البلد، حتى نستطيع مواجهة الأخطار والعواصف التي تحيط بنا، في ظلّ ما يرسم للمنطقة من مشاريع ومخططات".  

 

وكانت كلمة للمدير المشرف على مدارس المبرّات في البقاع الأوسط الحاج ابراهيم السعيد جاء فيها:"أن نفتتح مبرّة في البقاع،يعني أننا في المكان المناسب، لأننا نعمل في منطقة تحتاج الى شتى المشاريع التنموية، ويعني أن نخفف من الأجواء الصعبة التي عانى منها الاطفال الايتام من جرّاء الأحداث التي المت بوطننا، وان نقدّم صرحاً مميزاً في الجوّ الأسري الذي يعيش فيه الأيتام،ومميزاً في الجو الإيماني الذي يعطي الانسان طاقة لمواجهة أعباء الحياة،ومميزاً في الجو الانفتاحي الذي ينطلق مع الطلاب من موقع رفض التعصب والانغلاق، وفتح الباب، مع كل أطياف المجتمع ،للحوار البناء الذي يمنح المناعة و التماسك والقوة في مواجهة التحديات".

 

وتحدّث عن تجربة المبرّات في الدمج التربوي قائلاً: "تحتضن المبرّات اليوم 1456 تلميذاً من ذوي الاحتياجات الخاصة تتنوّع حالاتهم بين الصعوبات التعلمية، عسر القراءة و الكتابة، اضطرابات اللغة، اضطراب الافراط الحركي و تشتت الانتباه، اضطراب طيف التوحد، متلازمة "داون" و الشلل الدماغي".

وتم عرض فيلم حول أقسام ومرافق المبرة المنجزة . وفي الختام، قص الحضور شريط الافتتاح وجالوا في أرجاء المبرة.

Leave A Reply