بيان بمناسبة إنتخاب البابا الجديد

 

 رأى في انتخاب البابا الجديد فرصة للتعاون والتنسيق على مستوى العالم

فضل الله: لتزخيم الحوار الإسلامي ـ المسيحي وحماية الشرق وقيم الرّسالات

 

رأى العلامة السيد علي فضل الله في انتخاب البابا الجديد، مناسبةً لتزخيم الحوار الإسلامي ـ المسيحي، وفرصةً للتعاون على مستوى العالم، لصون جبهة المؤمنين في مواجهة الملحدين، والمستضعفين في مواجهة المتوحّشين الدوليّين، مؤكِّداً المساحات المشتركة الكبيرة في مجالات القيم الرّساليّة واحترام حقوق الإنسان، بعيداً من طائفته ومذهبه ولونه.

علّق سماحته على انتخاب البابا الجديد ببيانٍ جاء فيه:

إنّ انتخاب البابا الجديد يشكّل مناسبةً لتأكيد أهمية تزخيم الحوار الإسلامي ـ المسيحي على جميع المستويات، والانطلاق به من المسائل اللاهوتيّة إلى قضايا الإنسان في كلّ تعقيداتها، سواء فيما يتّصل بهذا الاستغراق المادّيّ على مستوى العالم، أو بالأمور السياسيّة والأمنيّة الّتي تشغل بال الإنسانيّة كلّها، وخصوصاً ما يجري في الشّرق الّذي باتت مواقعه الأساسيّة الّتي هي مواقع الانطلاقة الكبرى للأديان والرّسالات السماويّة، مواقع فوضى دمويّة وانقسامات طائفيّة ومذهبيّة عملت سياسة المحاور الدّوليّة على تغذيتها وإشاعة أجواء التشتّت والتّقاتل بين أتباع الدّيانات والمذاهب.

أضاف: إنّنا نرى أنّ هذه المحطّة يمكن أن تكون دافعاً لتأكيد حماية القيم المشتركة الإسلاميّة والمسيحيّة، وفي طليعتها حماية الإنسان، واحترام حريّته وحقوقه المدنيّة وقناعاته الفكريّة، بعيداً من كلّ أنواع الضّغط الّتي تمارس ضدّه، وحالات الإقصاء الّتي يتعرَّض لها تبعاً لانتمائه وقناعاته، وقد قال الله تعالى: {لا إكراه في الدّين}

كما أنّنا نرى في هذه المناسبة مجالاً رحباً للدّعوة الإسلاميّة والمسيحيّة، لاحترام المبادئ والأسس الأخلاقيّة الّتي أكّدها الإسلام والمسيحيّة، إضافةً إلى كلّ ما يتّصل بالعفّة الأخلاقيّة والسياسيّة والمفاهيم الرساليّة والإنسانيّة الرّحبة القائمة على المحبّة والرّحمة واحترام حقّ النّاس في الحياة، بعيداً من كلّ العناوين المذهبيّة أو الطائفيّة أو العرق أو الجنس أو اللّون وما إلى ذلك.

إنّنا في الوقت الّذي نؤكّد الاستعداد للتّعاون مع المؤسّسة الدّينيّة المسيحيّة المتّمثلة بالفاتيكان، وما تمثّله على الصّعيد المسيحيّ، إضافةً إلى المؤسّسات المسيحيّة الأخرى، نرى أنّ العمل ينبغي أن ينطلق على المستوى العالميّ للتّنسيق بين المتديّنين في كلّ ما من شأنه تحصين جهتهم في مواجهة جبهة الملحدين، إضافةً إلى العمل لحماية المستضعفين والفقراء، في مواجهة المتوحّشين الدّوليّين والنّاهبين لثروات الشّعوب ومقدّراتها.

إنّنا نرى الفرصة سانحةً للتّعاون في كلّ المجالات، والمساحة كبيرة للعمل في مجال صون القيم المشتركة، وبثّ روح الرّحمة والمحبّة في عالمٍ يضجّ بالفوضى، ويغلي بالعنف، وتعمل كلّ قوى الشرّ على تحويله إلى بؤرةٍ من بؤر الفساد والاضطراب والقلق.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله                              

التاريخ: 2 جمادى الأولى 1434هـ  الموافق: 14 آذار 2013م

Leave A Reply