جمعية المبرات الخيرية تقيم حفل افطارها السنوي في النبطية, فضل الله : للتخفيف من عناصر الانقسام في الساحة الداخلية

أقامت "جمعية المبرات الخيرية" افطارها السنوي في ثانوية الرحمة في كفرجوز برعاية العلامة السيد علي فضل الله وحضوره، وحضور المحامي جهاد جابر ممثلا النائب ياسين جابر، علي قانصو ممثلا رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ممثل المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في اقليم الجنوب النائب هاني قبيسي، عضو قيادة الحركة في الجنوب المهندس أحمد نجدة، عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور خليل حمدان، ممثل التنظيم الشعبي الناصري عضو اللجنة المركزية بلال نعمة، امام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، عضو تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ احمد الزين، الملازم اول علي نجم ممثلا رئيس دائرة الامن العام في محافظة النبطية النقيب علي حلاوي، نائب الرئيس العام للرهبانية المخلصية الاب عبدو رعد، الاب الياس صليبا ممثلا مطران صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك ايلي بشارة الحداد، وفد من حزب الله، مدير ثانوية الشهيد بلال فحص في تول علي عساف، وحشد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات. 
 
فضل الله 
 
والقى السيد فضل الله كلمة قال فيها :"اننا احوج ما نكون في هذه المرحلة الى التراحم في ما بيننا فبلغة التراحم يمكننا ان نفهم بعضنا البعض، وان يعذر بعضنا الى البعض الاخر، وان نجد القواسم المشتركة الكثيرة التي هي بيننا، بذلك نستطيع ان نسحب البساط ممن يتربصون بنا للعبث بواقعنا العربي والاسلامي ونشر الفتن فيه تحت عناوين مختلفة، وليس البعيد عن هذه العناوين البعد الطائفي والمذهبي الذي يراد لساحتنا ان تكون دائما تعيش التوترات من خلال هذا العنوان الطائفي والمذهبي وهدفهم ان لا يبقى لنا اي دور، ان نستنزف في كل مواقع القوة فينا سواء اكانت القوة قوة مقاومة او جيش او شعب". 
 
اضاف :"يراد للكيان الصهيوني ان يتحكم بكل مفاصل حياتنا وان يبقى هو الاقوى، انه تعاطف معلن مع كل ما يمثله هذا الكيان بالرغم من انهم تصلهم تقارير عنه في انتهاكه لحقوق الانسان، وكل هذه التقارير لا ينصت اليها ولا يحسب لها حساب ولا تدخل هذا الكيان في اطار الارهاب، تعاطف قديم للاستكبار مع هذا العدو، ولا سيما بعدما تلقى هذا العدو صفعة في حرب تموز أطاحت بكل انجازاته وبكل تبجحاته التي كان يريد لها ان تكون طابع ساحتنا". 
 
ودعا الى "مواجهة كل هذا من خلال التراحم والتسامح وان تبقى الجسور مفتوحة وان تبقى القلوب مفتوحة على بعضها البعض، لنؤكد لانفسنا وللاخرين ان ما يجمعنا هو اكثر بكثير مما يفرقنا، يجمعنا الدين وتجمعنا الرسالات، يجمعنا الوطن والمستقبل المشترك ويجمعنا المصير، ولا يظنن احد كما يمني البعض نفسه انه قادر على ان يعيش بطائفته بعيدا عن الطوائف الاخرى او بمذهبه بعيدا عن المذاهب الاخرى، او بموقعه السياسي بعيدا عن المواقع الاخرى، او حتى بوطنه بعيدا عن هذا العالم العربي والاسلامي، فسياسة الاخرين هي سياسة محاور ولا يمكن ان نواجهها متفرقين، ولا يمكن ان يعزل بعضنا بعضا". 
 
وقال :"لقد جربنا في هذا البلد سياسة العزل ولم تزد هذا البلد الا انقساما والا حروبا أهلية، كنا قادرين على ان نوفرها في واقعنا، كم نحن بحاجة الى تعميق التكاتف والتواصل والتلاقي اليوم قبل اي وقت اخر في مواجهة كل العواصف القادمة التي باتت تترك تأثيرها على الداخل اللبناني، سواء ما يجري في المحيط او من خلال القرارات التي صدرت اخيرا، وكم كنا نأمل ان يبقى الاتحاد الاوروبي بعيدا عن السياسة الاميركية والصهيونية لا ان يرضخ لارادتها بعد ان حرصت سياسة الاتحاد الاوروبي عن ان تميز نفسها عن السياسة الاميركية في مراحل سابقة، ان تقع هذه السياسة مجددا فهذا سقوط لها في موقع ما كنا نرغب ان تقع فيه، ان يتحدث احد قادة الصهاينة ليقول ان هذا قرار يعود لنجاح دبلوماسيتنا واستطاعتها ان تصل به الى الاتحاد الاوروبي". 
 
اضاف :"ان افضل رد على كل اولئك في واقعنا ان نسعى للتخفيف من عناصر الانقسام في الساحة الداخلية، فبوحدة الداخل استطعنا ان نواجه العدو الصهيوني بكل قوته وبغطرسته، وايضا بنفس الوحدة نستطيع ان نمنع هذا العدو ان يكرر تجربته من جديد، وان نسمح لكل اولئك الذين يسعون الى ان يدخلوا على خط هذا البلد ممن يريدون العبث بأمنه ان يملكوا الحرية ان يدخلوا في ذلك مستفيدين من انقسامنا الحاد الذي بات سمة ساحتنا اللبنانية والتي دائما تنتظر من يوحدها من الخارج، فيما كل مقومات الوحدة موجودة لديها". 
 
واكد ان "الخيار الوحيد للبنانيين هو ان يتوحدوا، لقد جربوا الانقسام طوال تاريخهم الماضي، فلم ينتج ذلك الا دمارا، وكل هذا الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي نعاني منه، فلنجرب لغة الوحدة التي نستطيع من خلالها ان ننهض بهذا البلد". 
 
وتابع :"ونحن نعيش اجواء الانتصار لا يكفي ان نزهو بما حققناه من انتصارات، من انتصار على العدو، وان كان من حق امتنا ان تزهو بمقاومتها وصمودها وصبرها، ولكن لا بد من التفكير جيدا في الحفاظ على هذا الانتصار، لان العدو لن يكل ولن يمل حتى يستعيد زمام المبادرة، ويثأر لهزيمته وها هو يستعد لذلك في الليل والنهار، ويتدرب في كل مكان ليعيد الكرة في الوقت الذي لا يزال هناك في هذا البلد من يتحدث عن جدوى المقاومة او يصوب السهام عليها، ان من ادوات تثبيت الانتصار هو العمل من اجل اصلاح واقعنا الاجتماعي والمعيشي، ان نثبت انساننا وان نخرجه من معاناته حتى نجعل هذا الانسان قادرا على مواجهة التحديات". 
 
واعتبر ان "مؤسسات الخير هي ايضا مواقع جهادية متقدمة هي تواجه العدو في الداخل كما تواجه المقاومة العدو في الخارج كون هذه المؤسسات تحمي الانسان من نقاط ضعفه، تعالوا نتعاون على رفع صروح الخير واستمرار كل المبادرات الفردية والمؤسساتية ليكون مجتمعنا اقوى واكثر عزة وقدرة".

Leave A Reply