مجلس أصدقاء مؤسسة الهادي يقيم حفل افطاره السنوي, العلامة فضل الله: ” ثقافتنا المجتمعية السائدة ما زالت تعاني الإعاقة”

 

أقام مجلس أصدقاء مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية واضطرابات اللغة والتواصل حفل إفطاره السنوي في مطعم الساحة على طريق المطار، بحضور فعاليات اجتماعية وتربوية وثقافية وإعلامية. 

بداية الإحتفال آي من الذكر الحكيم، ثم فقرة مسرحية قدمها الطلاب الصم في المؤسسة، فكلمة لمدير المؤسسة الشيخ اسماعيل الزين وفيها: " في السنوات القليلة قبل رحيل العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله وبناءً لمراجعات عديدة كان اهتمام سماحته بالاعاقات المتعددة الاكثر تعقيداً لندرة المراكز التي تهتم بهؤلاء. وقد أنجزت المؤسسة الدراسات الهندسية المطلوبة وها هي جمعية المبرات الخيرية تطلق هذا الاهتمام بالتعاون مع المقتدرين في مجتمعنا لجعل هذا الحلم حيّز التنفيذ ولتخفيف الآلام وتحقيق الفرصة لهؤلاء الأبناء وعوائلهم ". 
وتحدث الزين عن إنجازات المؤسسة لهذا العام قائلاً: " هناك نجاحات وطنية وإقليمية ودوليةكبيرة، سواء على صعيد المشاركات العلمية أو الرياضية أو الفنية، من رسم ومسرح وموسيقى الى نجاحات لتجارب ومبادرات تربوية وتعليمية شهد بها الوطن ومنظمات دولية، حيث حصد طلابنا المراكز الأولى والتنويهات المتعددة ". 

بعد ذلك ألقى العلامة السيد علي فضل الله كلمة عن علاقة الفقر بالاعاقة قائلاً: " اكدت الابحاث العلاقة الوثيقة بين الفقر والإعاقة واعتبارها حلقة مفرغة للأسف، حيث أن الفقر بما يمثله من جهل وتخلّف وحرمان يعرّض ناسه إلى حالات كثيرة من الإعاقة ..كذلك فإن الإعاقة بما تمثله من عدم إنتاج وعدم القدرة على الحركة والفاعلية يؤدي إلى الفقر". 
ودعا إلى "كسر هذه الحلقة" مؤكداً: "أننا إذا استطعنا أن نعالج الفقر بجدية وبخطة مدروسة فإن هذا سينعكس جديا على عدد حالات الإعاقة ونوعيتها، وبالمقابل ،إذا مكنا المعوقين من الإنتاج والإكتفاء قدر الإمكان فإننا بذلك نسير بالاتجاه الصحيح ". 
ورأى فضل الله : " أن السعي لمعالجة أسباب الإعاقة في مهدها أي قبل استفحالها، وقبل أن تصبح في خط اللارجعة، من شأنه أن يخفف الكثير من الإعاقات الحاصلة "… 
لافتاً إلى "ضرورة التوعية والإرشاد والتثقيف والتشخيص السريع ، وتوفره في المدارس والأحياء"، ومؤكداً على "دور البلديات والمستوصفات، وكذلك دور الخطط الممنهجة لصنّاع القرار الصحي والاجتماعي في هذا البلد". 
وأشار إلى:" أن ثقافتنا المجتمعية السائدة وإن تحسّنت عما مضى، ولكنها ما زالت تعاني من إعاقة ويجب تقويمها"، مضيفاً: "اذا ما وُجِد المعوّق في بيئة تتعامل معه كالأصح ولا تحدّثه عن الإعاقة أو تشعره بها، فإنه يتأقلم، لأن لديه ما يعوضه، ولكن وضع المعوّق في خانة الإعاقة، تزيد من إعاقته وتولّد لديه التشاؤم والإحساس بالفشل مما يؤثر على تكيفه مع العالم من حوله" .. 
ودعا إلى : " المزيد من المبادرات تجاه عمل الخير كل الخير، قائلاً: "ليكن هذا العمل مخططا ما أمكن ومدروسا ومنظماً، علما أن مبادرات المجتمع المدني ومؤسساته تفوّقت على ما ينبغي أن تقوم به الدولة ومؤسساتها التي تأخرت كثيرا وتخلفت". 
وأضاف: " لا يمكننا أن نغفل عن المبادرات التي قامت بها وزارة الشؤون، مشكورة على جهودها، آملين أن تستمر هذه المبادرات في إطار خطط استراتيجية طويلة الأمد تمتد من وزارة إلى أخرى فلا نبدأ من الصفر مع كل وزارة جديدة".. 
وأمل في ختام كلمته "أن نصل إلى مرحلة المساواة بين ذوي الاحتياجات الخاصة و باقي المواطنين على صعيد البنى التحتية و فرص العمل و الضمان الاجتماعي وغيرها من الحقوق".

 

Leave A Reply