حيّا الشَّعب الفلسطينيّ في يوم الأرض فضل الله: نخشى أن تأكل الفتنة المذهبيَّة أخضر القضيَّة ويابسها

أكّد العلامة السيد علي فضل الله، أنَّ فلسطين وشعبها يدفعان في هذه المرحلة، فاتورة العجز العربي والضعف الإسلامي، مبدياً خشيته من أن تأكل الفتنة المذهبية أخضر القضية الفلسطينية ويابسها، داعياً إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعمه، لإعادة الجذوة إلى الثورة الفلسطينية والانتفاضة من جديد.

 

أصدر سماحته بياناً لمناسبة يوم الأرض جاء فيه:

"تطلّ ذكرى يوم الأرض مجدداً، لتبعث في الأمة أملاً وثقةً بقدرة الشَّعب الفلسطيني العظيم على نيل حقوقه وحريّته، وهو الَّذي سطّر في مثل هذا اليوم، ولا يزال يسطّر كلّ يوم، أروع مواقف الصّمود والتّحدي والجهاد، تمسّكاً بالأرض، ورفضاً للمحتلّ، وإصراراً على التمسّك بفلسطين، مهما بلغت التّضحيات.

إننا في هذه المناسبة المجيدة، نوجّه تحية إجلال وإكبار لهذا الشعب المقاوم في غزة والضفة الغربية ومخيّمات الشتات، ونؤكد ضرورة الوقوف معه في وجه الاحتلال والمخطّطات الدولية، التي تمارس أقسى أنواع الضغوط والابتزاز على القيادات الفلسطينية، لإجبارها على القبول بشرعية الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وإرغامها على التوقيع على يهودية الدولة، الأمر الذي لا يعني التنازل الكلّي عن حقّ الفلسطينيين بأرضهم التاريخيّة فحسب، بل يعني أيضاً التنكّر لكلّ المناضلين والمجاهدين، ولكلّ التاريخ النضالي والجهادي، والتّوقيع للعدو على أحقيّته المطلقة، حتى في كل المجازر التي ارتكبها بحق هذا الشعب.

إننا ندرك أنّ فلسطين وشعبها اليوم، يدفعان فاتورة العجز العربي والضعف الإسلامي، ونخشى أن يكونا الضحيتين البارزتين أمام هذا الإخفاق الذي يصيب الأمة، وأمام هذه الفتنة المذهبية التي تعصف ببلداننا، والتي أُريد لها منذ البداية أن تأكل أخضر القضية الفلسطينية ويابسها، قبل أن تأكل البلدان التي انطلقت شرارتها منها، ولم تزل تواصل اشتعالها فيها، وخصوصاً في سوريا والعراق، وكل ما يحيط بفلسطين من نهرها إلى بحرها.

إننا في الوقت الَّذي نلمح هروباً عربياً من هذه القضيَّة، وإظهاراً لمزيد من العجز أمام هذا العدو، ومحاولات متكررة لاسترضائه في المفاوضات وغيرها، نرى أنَّ أفضل طريقة لمواجهة هذا الواقع، تتمثل بدعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل، لكي يسترجع وحدته، ويعيد للثورة وهجها من جديد، وللانتفاضة جذوتها، بدلاً من نهج المفاوضات الذي تحوّل إلى عنوان إذلال للشعب الفلسطيني.

وعلى الشعوب العربية والإسلامية، أن تعمل بكل الوسائل، بالكلمة والموقف والفعل، لتبقى هذه القضية في أولوية قضايا الأمة، وأن تسعى بقوة إلى تجميد كل الخلافات الأخرى التي لا تخدم إلا مصالح العدو، فبذلك نساهم جميعاً في الانطلاقة الجديدة لفلسطين الثورة، ليكون يوم الأرض إعلاناً صارخاً، وإيذاناً مدويّاً لعودة القضيّة إلى الواجهة، ولإشعار العدو بأنّه بات في قلب الحصار، مهما عربد احتلالاً واعتقالاً واستيطاناً".

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ 29جمادى الأولى 1435هـ  الموافق: 30 آذار 2014م

Leave A Reply