عاد من طهران بعد مشاركته في مؤتمر الوحدة الإسلاميَّة فضل الله: لن نتخلّى عن المشروع الإسلاميّ الوحدويّ مهما بلغت الصّعاب

رأى العلامة السيّد علي فضل الله أنَّ على الَّذين يؤمنون بالوحدة الإسلاميَّة النزول إلى الأرض لإزالة الهواجس والمشاكل الَّتي تعترض طريق الوحدة، داعياً إلى دراسة الأسباب التي وفّرت البيئة الحاضنة للجهات التكفيرية..

 

عاد سماحته من الجمهوريَّة الإسلاميَّة في إيران، حيث التقى عدداً من المسؤولين الإيرانيين والشخصيات الإسلامية التي شاركت في المؤتمر التاسع والعشرين للوحدة الإسلامية الَّذي نظَّمه مجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميَّة. وكانت لسماحته كلمة في إحدى جلسات المؤتمر، أكَّد فيها أنَّنا على الرغم من التحديات والصعوبات التي تواجه مسيرة الوحدة الإسلامية، فإننا لن ننعى هذه الوحدة، ولن نعتبر مشروعها مشروعاً فاشلاً، بل سنظلّ ننظر إليها كواجب وفريضة، لأنَّها دعوة الله لنا وهي عمل رسوله والأئمّة وكلّ الصّالحين..

 

وأشار السيد فضل الله إلى التحدّي الصهيوني كخطر داهم ينبغي على الأمّة مواجهته وإعطاؤه الأولويّة في حركة الصّراع، لافتاً إلى التحدّي الآخر الذي ينطلق من قلب الأمّة، وهو تحدّي القوى السّاعية إلى إحداث فتنة مذهبيَّة وتشويه صورة الإسلام، بما يهدّد وحدة الأمّة ويُقدّم مشروعاً إسلامياً مشوّهاً وخطيراً.

وشدّد سماحته على ضرورة معالجة الأسباب الفكريَّة لظاهرة التّكفير، مشيراً إلى الدّور المطلوب من العلماء في العمل على تنقية الموروث، وتصحيح الكثير من التّشوّهات، وإعادة النظر في كثير مما يُقدّم إلى الناس.

 

وأضاف: "ما نحتاج إلى معالجته نحن الّذين نلتقي في مؤتمر الوحدة الإسلاميَّة، هو الأسباب التي وفّرت الحاضنة للظاهرة التكفيريَّة وسهّلت لها حريّة الحركة. إنَّ هذه الظّاهرة استفادت من غياب المرجعيّات الدينيّة الفاعلة وغياب العلماء، ما سمح للذين يفتون من دون علم بأن يؤثروا في أجيال الشباب الذين يتوقون إلى التغيير…".

وقال: "إنَّنا نرى، وانطلاقاً من هذا المؤتمر، أنَّ على الَّذين يؤمنون بالوحدة أن ينزلوا إلى الأرض.. ليعيدوا إنتاج خطاب الوحدة.. وعلينا أن نوجّه الأنظار إلى القضايا المشتركة.. وأن نوسّع دائرة الوحدويين، من خلال فتح باب الحوار واسعاً.. وأن نزيل الهواجس والمخاوف وسوء الفهم.. وأن نستنفر جهودنا لمنع استباحة الدم.. وأن نعيد للدّين صورته المشرقة وإنسانيّته ومحبّته…".

 

وختم سماحته مؤكّداً أنَّ مسؤوليَّتنا هي أن نواجه الخطَّة المرسومة للفتنة بخطّة مضادة يرسمها الوحدويّون الإسلاميّون، بعيداً عن كلّ الحسابات الطائفيّة أو المذهبيّة…

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله

التّاريخ: 19 ربيع الأول 1437هـ الموافق: 30 ك1 2015م

Leave A Reply