فتحُ مكَّة: يومَ أسقطَ الرّسولُ (ص) عنفوانَ المشركين

قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}. صدق الله العظيم.

في الرّابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، وفي السنة الثامنة للهجرة، دخل رسول الله (ص)، والمسلمون معه، مكَّة فاتحين، بعد ثماني سنوات من خروجهم منها قسراً، بعدما تآمر رجالات قريش على رسول الله (ص) وقرروا قتله، وتمادوا في إيذاء صحابته وتعذيبهم، ووصل الأمر إلى قتل بعضهم.

وعدُ الله لرسولِه (ص)

هذا الفتح كان الله قد وعد به رسوله (ص) يوم خرج مهاجراً من مكَّة إلى المدينة، حيث تذكر السيرة أنَّ النبيّ (ص) لما بلغ الجحفة، وهو في طريق هجرته من مكَّة إلى المدينة، هاج به الشّوق والحنين إلى مكّة حرم الله، وظهرت أمارات ذلك على وجهه الشّريف، فتوجَّه إلى مكّة قائلاً: “والله إنّك أحبّ أرض إليّ، ولولا أنَّ أهلك أخرجوني منك ما خرجت”، فنزلت عليه الآية الكريمة، ليقول له وبلسان التأكيد: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}.

وقد تجدَّد هذا الوعد أيضاً بعد صُلح الحُديبيَّة، يومها نزلت الآيات الكريمات على رسول الله لتبشيره بأنَّه قد دنا أوان النَّصر والدخول إلى مكَّة: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}.

خطّةُ الرّسولِ (ص) للفتح

لم يكن هذا الفتح حدثاً عاديّاً في تاريخ المسلمين، بل شكَّل تحوّلاً في الصِّراع مع الشّرك المتمثّل آنذاك بقريش، فهذا الفتح أسقط عنفوان قريش، وكسر هيبتها في الجزيرة العربيَّة، وفتح الباب واسعاً لدخول النَّاس في الإسلام، فالكثيرون في الجزيرة العربيَّة كانوا يتردَّدون في الدخول إليه خشية سطوة قريش، لما لها من قوّة اقتصادية ومعنوية… وهو أعاد مكَّة لتكون مركزاً للتّوحيد، وأعظم موقع من مواقعه، بعدما كانت مركزاً للشِّرك وعبادة الأصنام والجاهليّة.

وقد جاء هذا الفتح نتيجةً لجهود وتضحيات بذلها رسول الله (ص) وأصحابه. وقد بدأ بالإعداد والتّخطيط لها منذ اللَّحظة الأولى لخروجه من مكّة، وهو في ذلك، لم يخضع للمنطق المحبط الذي كان سائداً، أنّ قريش قوّة لا تقهر، وأنها ما ذلّت منذ عزَّت، والذي نسمعه الآن ممن يقول إنَّ العين لا تقاوم المحرز.

وهو لذلك عمل على خطَّين؛ الأوَّل: تعزيز الوحدة الداخليّة، فآخى بين المهاجرين والأنصار، وعمل على مدِّ جسور التواصل مع كلّ الفئات الَّتي كانت تعيش في المدينة. وثانياً: عمل على بناء القوَّة، ما فتح الباب للانتصارات التي تحقَّقت في بدر والأحزاب وفتح حصن خيبر، والَّتي ساهمت في تهيئة الظروف لفتح مكّة.

وقد حرص رسول الله آنذاك على أن يتمّ فتح مكّة من دون إراقة دم، نظراً إلى حرمة مكّة، ولكون القتال عنده استثناء، وقد اتّبع تدابير عدّة تضمن الوصول إلى هذا الهدف:

التّدبير الأوّل: السّريّة التامّة في الإعداد لهذا الفتح، فقد حرص رسول الله (ص) على أن لا يصل أيّ خبر عن تحرّكه إلى قريش.

التّدبير الثاني: المراقبة الدقيقة للطريق الموصلة بين مكّة والمدينة قبيل خروج المسلمين من المدينة، تحسّباً وتخطيطاً حتى لا يكشف أمر خروجه.

الثالث: وهو الذي حصل ليلة الفتح، عندما طلب رسول الله (ص) من مقاتلي المسلمين عند وصولهم إلى مشارف مكّة، أن يوقدوا ناراً فوق الجبال والتلال المشرفة على مكّة، وأن يشعل كلّ واحد من المسلمين ناراً في المكان الذي هو فيه، لإظهار ضخامة هذا الجيش وعديده.

التّدبير الرابع: أرسل رسول الله (ص) إلى عمّه العباس، وكان لا يزال في مكَّة، بأن يخبر قريش بمحاصرته مكّة، ويبيّن لهم كثرة عددهم ومبلغ شجاعتهم وإصرارهم على دخول مكّة، ويقنعهم بأن لا مناص من التّسليم للأمر الواقع والسّماح له بالدخول إلى مكّة. وفعلاً، لما رأى أبو سفيان حجم جيش المسلمين، قال للعباس: لقد صار ملك ابن أخيك عظيماً. فردّ العباس عليه حينها: ويحك يا أبا سفيان، ليس بملك؛ إنها النبوَّة.

التّدبير الأخير: تحييد قريش عن القتال عندما منحها الأمان وقال: “من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن لم يحمل السّلاح فهو آمن”.

وقد نجحت خطّة رسول الله (ص)، وأدّت هذه التدابير إلى إفقاد قريش أيّ رغبة بالقتال، ووصل الأمر بأبي سفيان زعيم قريش بأن ينادي: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، من دخل داري فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن.

تواضعُ المنتصر

لكن كيف دخل رسول الله (ص) مكّة؟ هل دخل مكَّة دخول الفاتحين المنتشين بالنّصر والغلبة على أعدى أعدائه ومن كان يؤلّب أعداءه عليه؟

تذكر سيرته (ص)، أنه دخل مكَّة متخشّعاً مطأطئاً رأسه منحنياً على فرسه، حتى إنّ ذقنه ليكاد يمسّ سرجه تواضعاً، وهو يقرأ سورة الفتح: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}، مستشعراً ما ورد فيها من نعمة الفتح وغفران الذّنوب وإفاضة النصر العزيز. لم يشمخ رسول الله (ص) بأنفه ويتعالى ويرفع هامته، بل أخذ يردّد عبارات التسبيح والتهليل والثّناء لله سبحانه والاستغفار، قائلاً: لا إله إلا الله وحده، نصر عبده، وأعزَّ جنده، وهزم الأحزاب وحده… وحين يتقدَّم إليه رجل ليكلّمه وتأخذه الرّعدة منه ويتلجلج لسانه، يقول له رسول الله (ص): “هوّن عليك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد”. وهو عندما سمع صوت سعد بن عبادة داخل جيشه يصيح، وكان يحمل رايته: “اليوم يوم الملحمة، اليوم تسبى الحرمة”، أرسل عليّاً (ع) على وجه السّرعة ليأخذ الراية منه ويقول: “اليوم يوم المرحمة، اليوم تحمى الحرمة”.

القيادةُ الرّحومة

وعندما وصل رسول الله (ص) إلى الكعبة المشرّفة، أخذ يسقط الأصنام واحداً بعد الآخر بيديه الشّريفتين، وهو يقول: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً}.

بعدها جاءت إليه قريش برجالها ونسائها ينتظرون قراره فيهم، وماذا هو فاعل بهم بعد كلّ ما تعرّض له المسلمون منهم من ظلم وإساءات، وهم من حاولوا قتله وأذوه وسبّوه وزرعوا الأشواك في طريقه، وقتلوا أصحابه وعذّبوهم، وفرضوا عليهم حصاراً دام ثلاث سنوات، وأخرجوه من وطنه، وأثاروا عليه الحروب، وألّبوا عليه الأعداء.

وقف الرسول (ص) يومها، وهو الرّحمة المهداة للعالمين، قائلاً: “يا معشر قريش، ما تظنّون أني فاعل بكم؟”، قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، ليسجِّل بذلك أروع مثل في العفو والمغفرة والتّسامح، فكان يوم الفتح يوم عزّة ونصر وعنفوان، وفي الوقت نفسه، يوم رحمة وتواضع.

لقد أراد رسول الله (ص) بذلك أن يثبت بالوقائع حقيقة ما جاء به، وما دعا إليه، وأن يبيِّن الموقع والدَّور الذي تؤديه القيادة في الإسلام، فهي ليست قيادة سيف ولا قيادة ثأر وتصفية حسابات، بل قيادة رحومة تفتح قلوب النَّاس على دينها ورسالتها، وتعمل على تحويل الأعداء إلى أصدقاء برسالة هي رحمة للعالمين.

لا مهادنةَ للظّلم

لقد جاء فتح مكَّة ليحدِّد للمسلمين مسارهم، بأنَّ عليهم أن لا يهادنوا ظلماً وعدواناً واحتلالاً واستكباراً وطغياناً، وأن يكونوا سنداً للمقهورين والمضطَهَدين والمعذَّبين، وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا، حتى يزيلوا آثار الظّلم والطغيان والاحتلال، وحتى يكونوا ممن تحدث عنهم القرآن: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الثّانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصيّة أمير المؤمنين (ع) حين قال: “أُوصِيكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ بِتَقْوَى اللهِ، وَكَثْرَةِ حَمْدِهِ عَلَى آلَائِهِ إِلَيْكُمْ وَنَعْمَائِهِ عَلَيْكُمْ وَبَلَائِهِ (إحسانه) لَدَيْكُمْ، فَكَمْ خَصَّكُمْ بِنِعْمَةٍ، وَتَدَارَكَكُمْ بِرَحْمَةٍ، أَعْوَرْتُمْ لَهُ فَسَتَرَكُمْ، وَتَعَرَّضْتُمْ لِأَخْذِهِ (عقابه) فَأَمْهَلَكُمْ.. وَأُوصِيكُمْ بِذِكْرِ الْمَوْتِ وَإِقْلَالِ الْغَفْلَةِ عَنْهُ، وَكَيْفَ غَفْلَتُكُمْ عَمَّا لَيْسَ يُغْفِلُكُمْ، وَطَمَعُكُمْ فِيمَنْ لَيْسَ يُمْهِلُكُمْ، فَكَفَى وَاعِظاً بِمَوْتَى عَايَنْتُمُوهُمْ حُمِلُوا إِلَى قُبُورِهِمْ غَيْرَ رَاكِبينَ (بإرادتهم)، وَأُنْزِلُوا فِيهَا غَيْرَ نَازِلِينَ، فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا لِلدُّنْيَا عُمَّاراً، وَكَأَنَّ الْآخِرَةَ لَمْ تَزَلْ لَهُمْ دَاراً.. فَسَابِقُوا – رَحِمَكُمُ اللهُ – إِلَى مَنَازِلِكُمُ الَّتِي أُمِرْتُمْ أَنْ تَعْمُرُوهَا، وَالَّتِي رَغِبْتُمْ فِيهَا وَدُعِيتُمْ إِلَيْهَا، وَاسْتَتِمُّوا نِعَمَ اللهِ عَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ عَلَى طَاعَتِهِ، وَالْمُجَانَبَةِ لِمَعْصِيَتِهِ، فَإِنَّ غَداً مِنَ الْيَوْمِ قَرِيبٌ. مَا أَسْرَعَ السَّاعَاتِ فِي الْيَوْمِ، وَأَسْرَعَ الْأَيَّامَ فِي الشَّهْرِ، وَأَسْرَعَ الشُّهُورَ فِي السَّنَةِ، وَأَسْرَعَ السِّنِينَ فِي الْعُمُرِ!”.

أيُّها الأحبة: هذه وصية أمير المؤمنين (ع) التي تركها لنا، ونحن بالالتزام بها نعبِّر عن حبه وولائه والانتماء إليه، ونستطيع أن نواجه أقصى التحديات.

مراوحة.. ومعاناة مستمرّة

والبداية من لبنان الذي تستمر فيه المراوحة على صعيد الاستحقاق الرئاسي، من دون أن تبدو في الأفق أي بوادر لحلّ قريب ينهي هذا الجمود القاتل، في ظلّ عدم استعداد أي من الأفرقاء للتنازل عن خياره على هذا الصعيد، فيما الخارج الذي بات هو محطّ الأنظار، يشهد في هذه الأيام حراكاً لا يبدو أنَّ نتائجه ستكون قريبة في ظلّ الانقسام الحاصل بين أفرقاء الخارج وتعقيدات الداخل.

في هذا الوقت، تستمرّ معاناة اللبنانيّين على الصعيد المعيشي والحياتي رغم الانخفاض الذي بتنا نشهده على صعيد صرف الدولار الأمريكي، لكن هذا لم ينعكس، كما كان متوقّعاً، على أسعار السِّلع والموادّ الغذائية، حيث يستمرّ ارتفاعها، والذي يعود إلى عدم الثقة باستمرار هذا الانخفاض، لكونه جاء في إطار الهدنة التي فرضها الواقع السياسي في هذا الشهر، إضافةً إلى جشع التجار الذي يستغلون حاجة المواطنين، ولانعدام الرقابة من قبل وزارة الاقتصاد والبلديات، ما يجعل المواطنين عاجزين عن تأمين أبسط احتياجاتهم ومقوّمات حياتهم، وقد بات العبء الصحي والاستشفائي يثقل كاهل اللبنانيين، بعدما كف الضمان الصحي ووزارة الصحة عن القيام بدورهما سوى بالنزر اليسير.

وقد انعكس ذلك إضرابات واحتجاجات أدَّت إلى الشلل الذي نشهده على صعيد المؤسَّسات العامة والمدارس الرسمية والجامعات، والتي لم تجد حتى الآن لها حلولاً، لعدم قدرة العاملين لديها على أداء عملهم في ظل التدني في الرواتب التي قد لا تكفي حتى للانتقال إلى عملهم، ويخشى أن يمتدَّ ذلك إلى المؤسَّسات الأمنية.

إننا أمام هذا الانحدار المريع الَّذي وصل إليه البلد، نجدّد دعوتنا للقوى السياسية للقيام بالمسؤوليَّة التي تحملتها، والعمل سريعاً لحل الأزمات التي يعانيها إنسانه، وهذا لا يتمّ بالمسكّنات، بل بعلاج جذري يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية على مستوى المرحلة، وحكومة كفوءة مكتملة الصلاحيات قادرة على القيام بدورها، وبورشة إصلاحات يتعاون الجميع لبلوغها، وتفتح الطريق لما يعيد ثقة العالم بهذا البلد، ويجعله يمد يد العون إليه.

مواجهةُ العدوّ

ونبقى على هذا الصعيد لننبّه إلى خطورة الاستهداف الذي يمارسه العدو الصهيوني على أمن هذا البلد، من خلال سعيه الدؤوب لتجنيد عملاء له، مستغلاً في ذلك الواقع المعيشي الصعب الذي يعانيه اللبنانيون والانقسام الداخلي، ما يستدعي العمل الدؤوب لمواجهة هذا الخطر، باستنفار الأجهزة الأمنية والرقابة المجتمعية وبالعقوبات الرادعة.

أما على صعيد الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت لبنان وغزة والمسجد الأقصى، فقد أشارت الردود عليها إلى التراجع المذلّ للعدوّ، حين اتخذ قرار منع المستوطنين من دخول الحرم القدسي إلى آخر شهر رمضان، كما رسّخت هذه الردود مدى قدرة الردع اللبنانية والفلسطينية على تكبيل يد العدوّ، ومنعه من العدوان والتحرك بحرية كما كان سابقاً.

ولكن هذا لا يدعو إلى أن ننام على حرير، بل إلى إبقاء الاستعداد لمواجهة أي مغامرة قد يقدم عليها هذا العدوّ لإعادة الاعتبار إلى كيانه وقوة الردع لديه، والتي أشارت إلى اهتزازها وتآكلها تصريحات قادة هذا الكيان.

يوم القدس العالميّ

وفي هذا الإطار، نتوقَّف عند يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني (رض) في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، والذي أراد منه إبقاء هذه القضيَّة حاضرة في وجدان كل المسلمين، ودفعهم للتضامن فيما بينهم شعوباً ودولاً، من أجل رفع نير الاحتلال عن هذه المدينة المقدَّسة التي تحوي أولى القبلتين وثالث الحرمين وكنيسة القيامة وكلّ المعالم الأخرى الموجودة فيها… والأيام كفيلة بإثبات أنهم قادرون على ذلك، عندما تتوحد جهودهم وطاقاتهم وقدراتهم، ليجعلوا وجهتهم القدس وفلسطين لا أي شيء آخر، وها هم يثبتون في هذه الأيام أنهم أخذوا يصنعون فجراً جديداً على هذا الصعيد بدأت معالمه تظهر.

ونحن في هذه المناسبة الكريمة، نحيي الشعب الفلسطيني، والذي أثبت جدارته في حمل قضيَّته، ولأجلها يقدم التضحيات الجسام، ومعه كل الذين حملوا خيار القدس وفلسطين، ويعملون لأجله بكلِّ جدّ ومسؤولية في الليل والنهار.

أوّل أيّام عيد الفطر

وأخيراً، وبناءً على المبنى الفقهي للسيّد (رض)، والذي يأخذ بالحسابات الفلكيَّة، سيكون يوم الجمعة هو أوَّل أيام عيد الفطر، أعاده الله عليكم بالخير والمنّ والبركات والوحدة؛ إنه مجيب الدعاء.