فضل الله في ورشة التّأهيل والإرشاد الزوجيّ | لقراءة اجتهاديَّة جديدة تستند إلى مقاصد الإسلام الإنسانيَّة والأخلاقيَّة

رعى العلامة السيد علي فضل الله الورشة التي أطلقها مركز دعم الأسرة في مجمع الإمامين الحسنين (ع) تحت عنوان "التأهيل والإرشاد الزوجي"، بحضور حشد من المهتمين.

 

وألقى سماحته كلمة أكَّد فيها أهمية هذه الورش والدورات في بناء الأسرة التي تمثّل النواة الأساسية للمجتمع، معتبراً أنّه لا يمكن بناء هذا المجتمع بناءً صحيحاً إن لم يكن على قواعد متينة وأسس واضحة وصلبة تؤمن له الحماية والوقاية من كل العواصف والتداعيات التي قد تصيبه.

 

وأضاف: "مسؤوليتنا في هذه المرحلة الّتي تعاني فيها الأسر تحديات ومشاكل كثيرة، أن نتطرق إلى الأسباب الحقيقة التي أدت إليها، وأن نعالجها معالجة دقيقة".

وانتقد سماحته طريقة اختيار الشريك التي تتم بعيداً عن المعايير الصحيحة والعلمية والموضوعية من كلّ الجوانب، ما يترك آثاراً سلبية في الزواج لاحقاً، تؤدي إلى الطلاق والمشاكل، حيث الاعتبارات غالباً للشّكل أو الموقع، مما قد يزول ويتبدَّل، ما يجعل الحياة الزوجيّة عرضة للاهتزاز.

 

ودعا الزوجين إلى وعي أهداف الحياة الزوجية، وإلى عدم التواضع عند تحديدها، محذّراً من أن تتحول الحياة الزوجية إلى صيغة لمصالح متبادلة بين الزوجين.

وعدَّد سماحته العوامل الكثيرة التي تدخل على خطِّ العلاقة الزوجية، وتساهم في تعقيد الأمور، وتترك آثارها في هذه العلاقة، ما يتطلَّب أخذها في الحسبان عند تقديم أيِّ معالجات حقيقية للمشكلات الأسرية، حيث المهم وضع آليات واضحة لمعالجة أية مشكلة.

 

وأشار إلى أنَّه لا بدَّ من فهم منطلقات الإسلام التي يعتبرها البعض ظلماً أو نقطة ضعف فيه بسبب بعض الفتاوى الفقهية، معتبراً أنَّ كثيراً من الفتاوى إنما هي اجتهادات قد تتغيَّر وتتبدّل كما تبدّلت فتاوى واجتهادات سابقة، داعياً إلى ضرورة تفعيل حركية الاجتهاد وتعزيزها، وقراءة النصوص قراءة جديدة تأخذ بعين الاعتبار قيم الإسلام ومقاصده الأخلاقية والإنسانية وما يعانيه المجتمع من مشاكل وتداعيات قد أصابته.

 

ثم تحدَّث مدرب التنمية البشرية الأستاذ مصطفى بيرم، وكانت محاضرته تحت عنوان "مهارة اختيار الشريك".

وفي الختام، قدَّم سماحته درع المؤسَّسة لبيرم. 

 

 

 

Leave A Reply