في احتفال تأبينيّ في الهرمل، فضل الله: معاناتنا في الوطن من الأنانيّين والانغلاقيّين

رأى العلامة السيّد علي فضل الله، أنّنا في هذا الوطن نعاني من الأنانيّين والانغلاقيّين الذين لا يفكّرون إلا في مصالحهم الذاتيّة، داعياً إلى رفع الصّوت عالياً لمواجهة هذا المنطق.

 

ألقى سماحته كلمةً في حفل تأبينيّ للمرحوم الحاج جمال سرور، في مجمع المبرّات التربوي في الهرمل، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والفاعليات الاجتماعية والثقافية، وحشد من الأهالي.

 

وقال سماحته: "يعزّ علينا أن نقف هذا الموقف في تأبين أخ عزيز هو الحاج جمال سرور، في هذه المؤسّسة التي أحبّها وأعطاها كلّ حياته وكيانه، فهو لم يبخل عليها يوماً، فكان الحريص على مسيرتها وتطوّرها، ولم يتعامل معها كموظَّف يؤدّي وظيفته فحسب، بل كصاحب رسالة، وباعتباره جزءاً منها، فكان يتحرك بمسؤوليّة في تأديته عمله، من خلال شعورة بأنّ له دوراً في  هذه الحياة عليه القيام به، فكان يتحرك بإرادة ذاتية، ويعطي الكثير لهذه المؤسّسة ولهذه المدينة والمنطقة".

 

وأضاف سماحته: "إنَّ هذه المدينة لم تبخل على الوطن، فهي أعطته الكثير، وقدَّمت التّضحيات من أجله، لكن المسؤولين لم يوفوها ما تستحق من الحقوق والخدمات الأساسية التي تتيح لأهلها الحد الأدنى من العيش الكريم، ونحن على ثقة بأنّه بهذه الرّوح روح العطاء والتكافل الّتي كانت عند الحاج جمال، وكلّ الّذين يفكّرون بمثل تفكيره، سوف تبقى هذه المؤسَّسة مستمرة في عطائها وهذه المدينة كريمة بتكافل أهلها وعزة رجالها.

 

وتابع سماحته: "عزاؤنا في هذه المناسبة، أنَّ الحاج جمال كان من هؤلاء الذين عرفوا طريقهم، فعاشوا في الحياة قيمة الإيمان الحقيقيّ، ولم يعشه سطحيّاً وشكلاً، بل عمقاً وتطبيقاً".

 

ورأى سماحته أنَّ على الإنسان المؤمن أن يملك قلباً ينبض بالمحبّة والخير والصّدق والأمانة، وأن يكون مخلصاً في تأديته لدوره ولعمله في هذه الحياة، وأن ينعكس هذا الإيمان على أخلاقه وسلوكه وتعامله مع الآخرين.

 

وأضاف سماحته: "مشكلتنا في هذا الوطن، أنّنا نعاني من هؤلاء الأنانيّين والانغلاقيّين الذين لا يفكّرون إلا في مصالحهم الذاتيّة والخاصّة، وهذه العقليّة نراها تسيطر على هذا الوطن، من خلال الاختلاف على القانون الانتخابي الّذي يريده كلّ فريق على قياسه وقياس مصالحه، حتى يوفّر له العدد الأكبر من النوّاب"، مشيراً إلى أنَّ التاريخ والوطن لا يخلّدان إلا الكبار الّذين يقدّمون مصلحة الوطن على مصلحتهم.

 

وشدَّد سماحته على ضرورة أن نرفع الصّوت عالياً لمواجهة هذا المنطق الّذي يهدِّم ولا يعمّر الأوطان، هذا المنطق الّذي يدعو إلى تقاسم المصالح والنّفوذ ولو على حساب مصالح الناس وتطلعاتهم.

 

وأردف سماحته قائلاً: "نحن بحاجة إلى روح الانفتاح والتّواصل، ومدّ الجسور والتلاقي، حتى نستطيع مواجهة كلّ الفتن الّتي يراد لنا أن نكون وقودها، وأن تقسَّم المنطقة على أساسها"، مؤكّداً ضرورة العمل جميعاً للتخفيف من التوترات والانقسامات التي تولّد المشاكل  والاختلافات التي تعانيها سائر المناطق اللّبنانيّة، وأن نساهم جميعاً في إزالتها، وفي بناء مؤسّسات هذا الوطن. 

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله

التاريخ: 30 جمادى الأولى 1438هـ الموافق: 27 شباط 2017م

Leave A Reply