في ذكرى ولادتِهِ المباركة: الاستهداءُ بكلماتِ الإمامِ الجوادِ (ع)

قال الله سبحانه وتعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}[الأنبياء: 73]. صدق الله العظيم.

في العاشر من شهر رجب الحرام، سنكون مع ذكرى الولادة المباركة للإمام التَّاسع من أئمة أهل البيت (ع)، وهو الإمام محمد بن عليّ الجواد (ع)؛ هذا الإمام الَّذي حظي، ومنذ نعومة أظفاره، برعاية أبيه الإمام الرّضا (ع)، فقد كان ولده الوحيد، ومن سيحمل أعباء الإمامة من بعده. وقد اقترن اسم هذا الإمام بالجود، فلقِّب بالجواد، وتعني هذه الكلمة من يعطي كثيراً، ويكون هذا العطاء ابتداءً وبدون سؤال، وفي ذلك قول الشَّاعر:

وما الجُودُ مَن يُعطي إذا ما سألتَهُ     ولكنَّ مَن يُعطي بغَيرِ سُؤالِ

تميُّزُ الإمامِ الجوادِ (ع)

تسلَّم الإمام الجواد مقاليد الخلافة بعد وفاة أبيه الإمام عليّ بن موسى الرضا (ع)، وكان آنذاك في حداثة سنّه، وأظهر رغم ذلك تميّزاً علميّاً في كلّ الميادين الَّتي خاضها، وعبَّر عنها في المناظرات والحوارات الَّتي جرت بينه وبين علماء عصره.

ولد الإمام الجواد في المدينة المنوَّرة، وبقي فيها يمارس دوره الرّساليّ المنوط به، ولم يغادرها إلَّا في السنة الأخيرة من حياته، حين استدعاه الخليفة العباسي إلى بغداد ليكون تحت رقابته لخوفه منه، بعدما بلغه مدى الأثر الَّذي تركه في قلوب النَّاس، وتوفي فيها، ودفن عن عمر يناهز الخامسة والعشرين.

ورغم قصر المرحلة الَّتي عاشها هذا الإمام، ذاع صيته بين العلماء، وأصبح طالبو العلم يفدون إليه من كلِّ مكان لينهلوا من معين علمه، ويكفي أن نلمس مدى الدَّور الذي قام به هذا الإمام فيما تركه من تراث علمي وثقافي، وكثرة تلامذته والرواة عنه.

ونحن اليوم سنستفيد من هذه المناسبة الكريمة، لنشير إلى بعض ما ورد عنه من أحاديث، لنستنير بها، ولتضيء لنا طريق حياتنا.

خصالٌ يحتاجُها المؤمن

الحديث الأوَّل، الذي يقول فيه (ع): “المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال: الخصلة الأولى: توفيقٍ من الله”، أن يرى أن أيّ توفيق يحصل له يعود الأمر فيه إلى الله، سواء أكان هذا التوفيق هداية أم صحّة أم مالاً أم موقعاً أم علماً أم نصراً أم مكانة في قلوب النَّاس، وذلك يحصل بالتوكّل على الله والإنابة إليه وبالتفضّل منه. صحيح أن الإنسان يبذل جهداً للوصول إلى ما يصل إليه، ولكن المؤمن دائماً يرى الله وراء كلّ ذلك، وهذا ما أشارت إليه الآية: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}، وقال في آية أخرى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ}.

أمَّا الخصلة الثَّانية؛ فهي: “وواعظٍ من نفسِه”، بأن لا يدع الإنسان نفسه لهواها تملي عليه، فلا بدَّ أن يكون واعظاً لها، خشية أن تنزلق به في مهاوي الدّنيا والآخرة، بأن يحذِّرها إن تجاوزت الحدود، ويخوِّفها من أن تكون في موقع غضب الله عزَّ وجلّ، ويحثّها على طاعة الله والعمل لرضاه، ويحاسبها ويجاهدها إن لم تستجب، وهذا ما دعا الله سبحانه وتعالى إليه، عندما قال: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.

وعن الإمام زين العابدين (ع): “يَا بْنَ آدَم، إنَّكَ لا تَزالُ بَخَيْر ما دامَ لَكَ واعِظٌ مِنْ نَفْسِكَ، وَما كانَتِ الْمُحاسَبَةُ مِنْ هَمِّكَ، وَما كانَ الْخَوْفُ لَكَ شِعاراً، والحزن لك دثاراً. يَا بْنَ آدَم، إنّك ميّت ومبعوث وموقوف بين يدي الله جلَّ وعزَّ، فأعدَّ له جواباً”.

أمَّا الخصلة الثالثة التي ينبغي أن تكون في المؤمن، فهي قبول النَّصيحة، فالمؤمن يقبل النصيحة من الآخرين من أين أتت، حتى لو كان في ذلك إشارة إلى عيوبه أو أخطائه أو تقصيره، وفي الحديث: “طوبى لمن أطاع ناصحاً يهديه، وتجنَّب غاوياً يُرديه”، “مَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الله حَافِظٌ‌”.

وإلى ذلك أشار الإمام زين العابدين (ع) في “رسالة الحقوق”، واعتبره حقّاً للنَّاصح: “وَأمّا حَقُّ النَّاصِحِ، فَأَنْ تُلِينَ لَهُ جَنَاحَكَ، ثُمَّ تشرئبّ لَهُ قَلبَكَ، وَتفْتَحَ لَهُ سَـمْعَكَ، حتَّى تَفْهَمَ عَنهُ نصِيحَتَهُ، ثُمَّ تنْظُرَ فِيهَـا؛ فَإنْ كَانَ وُفّقَ فِيهَا لِلصَّوَاب، حَمِدْتَ اللهَ عَلَى ذَلِكَ، وَقَبلْتَ مِنْـهُ وَعَرَفْتَ لَهُ نَصِيحَتَهُ، وَإنْ لَمْ يَكُنْ وُفِّقَ لَهَا فِيهَا، رَحِمْتَهُ وَلَمْ تتَّهِمَهُ، وَعَلِمْتَ أَنَّهُ لَمْ يألُكَ نُصْحًا، إلَّا أنَّهُ أَخطَـــــأَ، إلَّا أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مُسْتَحِقًّا لِلتُّهْمَةِ، فلا تَعْبَـــــأْ بشيء مِنْ أَمْرِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ. ولا قُوَّةَ إلا باللهِ”.

أعمالٌ لنيلِ رضوانِ الله

الحديث الثَّاني: “ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله”، ورضوان الله مرتبة كريمة تفوق نعم الجنَّة أشار إليها الله سبحانه: {وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَر}.

الأولى: “كثرة الاستغفار”، بأن يكثر هذا الذّكر، فهو خير الدّعاء، وخير عبادة، وباب لبلوغ رضوان الله.

ففي الحديث: “أكثروا الاستغفار، إنَّ الله لم يعلّمكم الاستغفار إلَّا وهو يريد أن يغفر لكم”.

الثانية: “خفض الجناح”، ويعني ذلك التواضع للناس، واللّين معهم في الكلام والتعامل والرحمة بهم والحنوّ عليهم، وهو ما أشار الله إليه عندما تحدَّث عن رسوله (ص)، فقال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.

والثالثة: “كثرة الصَّدقة”؛ والصَّدقة تزيد في الرزق، وتدفع البلاء، وتردّ القضاء، وتطفئ غضب الربّ، وهي جُنَّة من النَّار.

كيفيّةُ الاحتفاظِ بالنِّعمة

الحديث الثالث: “ما عظُمَتْ نعمةُ اللهِ عزَّ وجلَّ على عبدٍ إلَّا عَظُمَتْ مُؤْنةُ النَّاسِ عليه، فمن لم يحتمِلْ تلك المُؤْنةَ، فقد عرَّض نعمةَ اللهِ عزّ وجلَّ للزوالِ”.

لقد أراد الإمام بذلك أن يشير إلى أنَّ الإنسان يعرِّض نعمة الله عليه للزوال، وهي لن تبقى عنده، وستنتقل إلى غيره إن هو لم يقم بواجبه بالإنعام على الآخرين ومساعدتهم بما أنعم الله به عليه، سواء كان ذلك مالاً أو موقعاً أو قوَّة أو أيّ فرصة يهيّئها الله له.

فقد ورد ذلك عن رسول الله (ص): “إنَّ لله عباداً يختصّهم بالنعم لمنافع العباد، فيقرّها في أيديهم ما بذلوها، فإذا منعوها، نزعها منهم ثمَّ حوَّلها إلى غيرهم”.

والحديث الأخير: “أهلُ المَعروفِ إلَى اصطِناعِه أحوَجُ مِن أهلِ الحاجَةِ إلَيهِ؛ لأِنَّ لَهُم أجرَهُ وفَخرَهُ وذِكرَهُ، فمَهما اصطَنَعَ الرَّجُلُ مِن مَعروفٍ، فإنّما يبدأ فيه بنفسه، فلا يطلبنَّ شكر ما صنع إلى نفسه”.

وهو أراد بذلك أنَّ الإنسان عليه ألَّا يمنن على الآخرين عندما يساعدهم ويبذل لهم مما أنعم الله عليه، بل أن يشكر هؤلاء ويقدّرهم ويرى المنَّة لهم عليه، عندما جعلوه موضع حاجتهم، ليحصل من وراء ذلك على ما وعد الله صانعي المعروف في الآخرة، وما يبلغونه من عزّ ومجد وذكر حسن في الدنيا.

وقد ورد: “أهلُ المَعروفِ في الدّنيا هُم أهلُ المَعروفِ في الآخِرَةِ؛ لأنَّهُم في الآخِرَةِ تَرجَحُ لَهُمُ الحَسَناتُ، فيَجودونَ بِها عَلى‏ أهلِ المَعاصي”.

وهنا نستحضر ما ورد عن الإمام زين العابدين (ع)، أنَّه كان يستبشر عندما يرى فقيراً قدم إليه، ويقول: “جاء من يحمل إليَّ زادي إلى يوم القيامة”.

الاستهداءُ بكلماتِ الجوادِ (ع)

أيُّها الأحبَّة: هذا بعضٌ من معين كلمات هذا الإمام (ع)، الجواد حقَّاً في ماله وعلمه، وفي توجهيه وإرشاده. فليكن إخلاصنا له في يوم ولادته، بأن نستهدي بها لتنير لنا طريق حياتنا، وبذلك نعبِّر عن حبّنا وولائنا له، ونكون كما أراد عندما قال لمحبّيه ومواليه: “كونوا زيناً لنا، لا شيناً علينا”.

والسَّلام على الإمام الجواد (ع)، يوم ولد، ويوم انتقل إلى رحاب ربَّه، ويوم يبعث حياً…

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الخطبة الثَّانية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بوصيَّة الإمام الجواد (ع) لأصحابه، عندما قال لهم: “الثِّقَةُ باللهِ تعالى‏ ثَمَنٌ لِكُلِّ غالٍ، وسُلَّمٌ إلى‏ كُلِّ عالٍ”. ثمَّ قال: “كيف يضيع مَنِ الله كافله؟ وكيف ينجو مَنِ الله طالبه؟ ومَنِ انقطعَ إلى غيرِ الله وكلَهُ الله إليه”.

إنَّنا أحوج ما نكون إلى تعزيز هذه الثّقة بالله، بأن نثق بمواعيده، وأنَّه لن يهرب من محكمة عدله الظَّالمون والطغاة، وأنه لن يضيِّع عباده الواثقين به، المؤملين عطاءه، وهذا إن حصل، يجعلنا أكثر قوَّة وقدرة على مواجهة التحدّيات.

غزّة تحدِّدُ مسارَ الأمور

والبداية من غزَّة التي باتت بنتائجها وتداعياتها تلقي بظلالها على المنطقة، وتحدِّد مسار الأمور فيها، حيث يستمرّ العدوّ الصهيوني بمجازره، من دون أن يأخذ في الاعتبار كلّ الأصوات التي تدعوه إلى إيقاف نزيف الدَّم، أو المآسي الَّتي يصنعها، والدَّمار الذي يخلفه، وقد بات واضحاً أنَّه يهدف من وراء ذلك إلى السَّيطرة على القطاع، أو جعله غير قابل للحياة.

في هذا الوقت، تستمرّ مقاومة الشعب الفلسطيني بالتصدّي البطولي لهذا الكيان، لمنعه من تحقيق ما يسعى إليه، أو جعله مكلفاً وباهظ الثَّمن، ما أدى إلى إرباك هذا الكيان، إن على الصعيد العسكري أو السياسي، أو على الصعيد الشعبي، وجعله يتخبَّط في خياراته.

مسؤوليّةُ نصرةِ غزَّة

إننا أمام كلِّ ما يجري، نجدّد اعتزازنا بصمود هذا الشعب وتضحياته، والذي جعله أنموذجاً يقتدى به لكلّ التوّاقين للحريّة ومواجهة الاحتلال.

ونجدّد في الوقت نفسه دعوتنا الدول العربية والإسلامية إلى أن تكون أكثر وعياً لمخاطر السَّماح للعدو الصهيوني بأن يستفرد بأهل غزَّة، وأن يحقِّق أهدافه، أو أن يخرج من هذه المعركة منتصراً، ما يهدِّد وجودها وأمنها، وأن لا يقتصر دورها على التَّنديد بجرائم هذا العدوّ وارتكاباته، فهناك الكثير مما يمكن لها القيام به، إن لم يكن على الصعيد الأمني والعسكري، فعلى الصّعيد السياسي والقانوني والإنساني.

لقد قلناها في الأسبوع الماضي، إنَّ من المؤسف أن نرى دولاً لا تمتّ إلى غزَّة بصلة الجوار، ولا بصلة العروبة والإسلام، ترافع أمام محكمة العدل الدوليَّة في لاهاي، دفاعا ًعن أهل غزَّة، وانتصاراً لهم في مواجهة الإبادة التي يتعرَّضون لها، وهي تفنِّد كلّ ادعاءات هذا الكيان بأنَّه يدافع عن نفسه أو أنَّه يثأر لما تعرَّض له، بينما لا نرى أيّ تحرّك من بعض الدّول القريبة.

وهنا نجدِّد اعتزازنا بكلِّ أولئك الَّذين لم يبخلوا على هذا الشَّعب بدمائهم، ويقدِّمون لأجله التضحيات في وقوفهم معه، كالَّذي يجري في العراق واليمن وسوريا ولبنان.

العدوُّ يضغطُ على لبنان

ونبقى في لبنان، الَّذي يوسِّع العدوّ الصهيوني من دائرة اعتداءاته على قراه، والتي شهدنا في الأيام الماضية كيف وصلت إلى أماكن بعيدة عن الحدود اللبنانيَّة الفلسطينيَّة، أو من ناحية عنفها، وفي وقت تتعالى تهديداته عبر تصريحات قادته العسكريّين والسياسيّين، أو في المناورات التي أجراها، والتي تحاكي حرباً على قرى ومدن لبنانيَّة، وهو يهدف من كلِّ ذلك إلى الضّغط على المقاومة للتراجع عن قرارها الَّذي اتخذته في مساندة أهل غزَّة، وذلك من منطلق إنساني وقومي ووطني وديني.

وهو في الوقت نفسه يمارس الضَّغط على الدولة اللبنانيَّة، والتي أبلغت قرارها الواضح إلى الموفدين الَّذين قدموا إلى لبنان، بأن إيقاف ما يجري على الحدود سيحصل حتماً إن أوقف الكيان الصهيوني حربه على غزَّة، وأنَّ الكرة الآن في ملعب هذا الكيان، وكل من يملك القدرة على الضغط عليه.

إنَّنا أمام كلِّ ذلك، نجدِّد دعوتنا إلى الحذر من أيِّ مغامرة قد يقدم عليها هذا العدوّ، رغم أنَّ الجراح العميقة الَّتي أصيب بها في غزَّة تجعله عاجزاً عن تنفيذ تهديداته، وهو الَّذي يعرف، وبفعل تجاربه، أن لبنان ليس لقمة سائغة له، لكنَّه لا يزال يكابر على هزيمته، بعد أن عجز عن تحقيق أهدافه، وقد يحاول الهروب إلى الأمام من خلال التَّهويل بالحرب على لبنان، في رهانٍ منه على الخروج من المأزق الَّذي يعيشه.

وفي الوقت نفسه، ندعو مجدَّداً إلى الإسراع بإنجاز كل الاستحقاقات التي تسهم في بناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات الحاليّة أو تلك القادمة، وهنا ننوِّه بكلّ اللقاءات التي جرت والتي تجري، ونحن نتطلَّع إلى أن تساهم في إزالة الاحتقان، وأن تؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى حلحلة العقد والانفراج على هذا الصّعيد. وإلى أن يحصل ذلك، ندعو الدولة إلى تحمّل مسؤوليَّاتها تجاه مواطنيها على الصّعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وأن لا تزيد الأعباء عليه، مما نخشى أن يقرَّ في الموازنة الحالية.

التوتّرُ بينَ إيرانَ وجيرانِها!

وأخيراً، نتوقَّف عند ما جرى بين إيران وجيرانها في أربيل أو باكستان، لندعو إلى ضرورة الإسراع لمنع أيّ تداعيات لما جرى، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأمور، وذلك بالعودة إلى لغة الحوار البنَّاء والموضوعي الَّذي يأخذ في الاعتبار الأسباب التي أدَّت إلى ما حصل، ومنع تحوّل أيّ بلد منطلقاً لتهديد أمن الدول الأخرى واستقرارها.

ونحن على ثقة بأنّ المعالجة هذه كفيلة بالحؤول دون أيّ تصعيد، وتفتح الأبواب لمعالجة التوترات والخلافات القائمة، بما يحول دون استغلال أطراف خارجيّين يعملون لإثارة العداء والاقتتال بين دول المنطقة.