في زيارة له لمؤسَّسات المبرّات في البقاع الأوسط فضل الله: بحفاظنا على التنوّع نحمي البلد

في سياق الزّيارات الَّتي يقوم بها سماحة العلامة السيّد علي فضل الله لمؤسَّسات جمعيَّة المبرات الخيريَّة، زار سماحته ثانويتي الإمام الجواد(ع) والإمام الكاظم(ع) في رياق ـ البقاع، حيث كان في استقباله مديرتهما سعاد المراح، وعدد من أعضاء الهيئة التعليميَّة والإدارية، والطّلاب.

 

بعد إلقاء فوج الإمام الجواد(ع) في كشافة المبرات التحيَّة الكشفيَّة، قام سماحته بجولة في صفوف الروضات، الَّذين قدَّموا باقة من الأناشيد والعروض الفنيّة، تلاها جولة على المراحل الأخرى، ثم افتتح سماحته معرضاً للأشغال والرسومات، حيث أكد أهمية الأعمال الفنية والإبداعات الموجودة، داعياً إلى تعزيز هذه المواهب والمهارات لدى الطّلاب، وفي المجالات كافّة، لأنها من صلب العمل التّعليميّ والتربويّ.

 بعدها، وضع سماحته الحجر الأساس لملعب ميني فوتبول، وشدّد في هذه المناسبة على ضرورة تطوير الكفاءات الرياضيّة، لما للرياضة من دور كبير في بناء الأجيال على ثقافة الروح الرياضيَّة والمحبَّة،  لأنها السَّبيل لحلّ الكثير مما نعانيه في هذا الوطن.

 

 كذلك، التقى الهيئة التعليميَّة والعاملين في الثانويتين، ونوّه بجهودهم وتضحياتهم وتفانيهم في عملهم من أجل تقديم أفضل صورة لهذه المؤسَّسة، واستمع إلى ملاحظاتهم وبحث معهم السبل الأفضل للنهوض بالعمل التربويّ والتعليميّ.

وألقى سماحته كلمةً في طلاب المرحلتين المتوسّطة والثانويّة، اعتبر فيها أنّ هذا اللقاء تأكيد للمنهج الذي رسمه الله لعباده، فكان أول تبليغ لرسوله "اقرأ"، داعياً الطلاب إلى أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية في المثابرة والاجتهاد للتفوّق، فلا يمكن أن ننتمي إلى دين عنوانه "اقرأ"، إلا عندما نكون في المواقع العليا في العلم، ونملك الوعي والمعرفة والنضوج.

 

وتوجّه إلى الطلاب بقوله: "أنتم في دراستكم تمثّلون موقعاً من مواقع العبادة والجهاد والمسؤولية،  فهذه الأمّة بحاجة إلى العلماء المبدعين على مختلف المستويات، ولا سيّما أننا نعيش في صراع مع الكيان الصهيوني أساسه العلم، فضلاً عن التحدي العسكريّ، فهذا الكيان يسعى لأن يكون الأقوى علمياً وتقنياً، لكي يصبح حاجةً للآخرين".

كما دعاهم إلى الاستفادة من الوقت، وعدم هدر طاقاتهم في أمور لا تعتبر أولوية في مستقبلهم، وحثّهم على أن يستفيدوا من التطوّر التكنولوجيّ والعلميّ، وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعيّ، بما يعزّز قدراتهم العلمية وإمكاناتهم، بدل هدر طاقاتهم وتضييعها في الدردشة وغيرها من المسائل التي تحرفهم عن هدفهم الأساسي في تحصيل العلم والتفوّق.

 

وقال سماحته: "مسؤوليّتكم كبيرة لأننا نراهن ونعوّل عليكم في تقدّم هذا المجتمع ورفع قدراته وتطوّره نحو الأفضل، وممارسة الانفتاح والتواصل مع الآخر، وعدم التقوقع المناطقيّ أو المذهبي أو الطائفي. بانفتاحنا وتحاورنا مع بعضنا البعض، نستطيع أن نحطّم كل الحواجز النفسية والمذهبية والطائفية ونزيلها، ونمنع كلّ السّاعين إلى تقسيم النفوس من إدخالنا في نفق مظلم من الجهل والتخلّف والتعصّب والفتن".

 

وتابع: "بحفاظنا على التنوّع والتعايش، نحفظ هذا البلد ونصونه، وهذا يفرض على جميع الأفرقاء أن تكون لديهم إرادة الحوار الحقيقي والجاد والهادف، وليس الحوار من أجل تمرير الوقت، أو لتسجيل النقاط ضدّ بعضنا البعض، أو المراهنة على متغيّرات إقليميَّة ودوليَّة".

ومن ثم افتتح سماحته المصلّى الجديد، وأمّ الصّلاة في الحاضرين، ثم قام بجولةٍ في معرض الرسومات التشكيلية.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله                                            

التّاريخ: 29 رجب 1436هـ الموافق: 18 أيار 2015م

Leave A Reply