رعى حفل التّكليف السّنويّ في ثانويتي الجواد(ع) والكاظم(ع)، فضل الله: حذار من تحويل التنوّع إلى نقمة

رعى سماحة العلامة السيد علي فضل الله الحفل السنوي للفتيات اللواتي بلغن سنّ التكليف، والذي أقامته ثانويتا الإمام الجواد(ع) والإمام الكاظم(ع) في علي النهري في البقاع، بحضور عددٍ من الشخصيات الدينيَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة وذوي الطالبات.

 

بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني اللبناني. بعدها، قدم تلاميذ الثانويتين فقرة فنية عن مفهوم الحجاب، ثم ألقت مجموعة من المكلفات كلمة أكّدن فيها التمسّك بالحجاب، والسير على خطى الرسول الأكرم محمد(ص)، والاقتداء بالسيدة الزهراء(ع).

وألقى سماحته كلمة اعتبر فيها أنَّ هذا اللقاء هو لتأكيد هويّة الإنسان الثقافيّة والحضاريّة الّتي نحرص على بنائها، فالحجاب لا يمثّل شكلاً بقدر ما يمثل مضموناً، فهو عنوان من عناوين الحرص على طاعة الله ورسوله والالتزام بتعاليمه وأوامره. ومتى انفتح الإنسان على الله، فإنه ينفتح على الخير لنفسه ولغيره، وعلى الحياة كلّها، فلا يمكن أن يتدفّق من عقله وقلبه ولسانه إلا ينابيع المحبة والرحمة والعطاء.

 

وتطرق إلى ذكرى المبعث النبوي الشريف، حيث أكّد أننا نستهدي من رسولنا كل قيم المحبة والرحمة والانفتاح والتواصل والإنسانية، مشدداً على أن نكون أمة "اقرأ"، وأمة العلم الممزوج بالإيمان والقيم، فالعلم من دون إيمان وقيم، هو مشكلة للحياة، كما أنّ الإيمان من دون علم يتحوّل إلى تعصّب وخرافة وتطرف.

 وأضاف: "من هنا، نتطلّع إلى جيل يكون عنواناً للمستقبل، ويحمل كلّ هذه القيم والمبادئ التي نريده أن يبني مستقبل لبنان على أساسها، وأن يقدّم صورة نموذجية في قدرة الأديان والطوائف على التعايش والتكامل مع بعضها البعض. وحذار أن نحوّل هذا التنوّع إلى نقمة يستفيد منها أعداء الأمة، حيث تعاني ساحاتنا التمزق والانقسام، وتستنفر فيها الغرائز المذهبية والطائفية على حساب قيم الأديان".

 

وتابع سماحته: "مشكلتنا ليست في التنوّع، وليست في الأديان، بل في السّاعين لاستغلالها من أجل تثبيت مواقعهم ولحساباتهم الضيقة وطموحاتهم غير المقدّسة".

 

وفي ختام كلمته، توجّه إلى المكلَّفات قائلاً: "الآن بدأت رحلة المسؤوليّة، ونحن على ثقة بأنكنَّ على قدر حمل هذه المسؤولية، وتستطعن مواجهة كلّ التحديات التي قد تعترض طريقكنّ ومسيرتكنَّ، ونراهن على دوركن في صنع جيل واع، لأنَّ الفتاة المتعلمة الواعية المنفتحة على العصر وعلى الحياة، هي عنوان لمستقبل زاهر. ومن هنا نشعر بكل اعتزاز وافتخار بكنّ وأنتن تتقدمن إلى مواقع المسؤولية، وقد تسلَّحتن بما يمكّنكنّ من أن تصنعن حياة أفضل لأنفسكن وللآخرين.

إننا نريدكن أن تكنَّ الصورة المشرقة للإسلام في هذه الأيام الَّتي يحاول فيها أعداء الأمة والدين تشويه صورة الإسلام، ولا سيّما الحجاب ومفهومه، من خلال حملات تهدف إلى الترويج لاتجاهات غريبة عن مجتمعاتنا، هدفها ضرب بنيته الاجتماعية والإيمانية".

وفي نهاية الحفل، تم توزيع الهدايا على الزهرات المكلّفات.

 

المكتب الاعلامي لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله 

التّاريخ: 1 شعبان 1436هـ الموافق: 19 أيار 2015م

 

Leave A Reply