دعا العلامة السيد علي فضل الله إلى وقف الحرب العبثية في اليمن، مؤكداً على ضرورة أن تكون المجزرة الأخيرة في صنعاء فرصة للمتعقّلين لوقف هذا العدوان، واتخاذ قرارات شجاعة بعد انسداد الأفق أمام الجميع.

أصدر سماحته بياناً، استنكر فيه المجزرة التي استهدفت مجلس عزاء في صنعاء، وجاء فيه:

إن ما يصيب الشعب اليمني في هذه الأيام من مأساة بفعل العدوان الذي يطاول المدنيين، ويستهدف المناطق الأكثر ازدحاماً، ولا يفرّق بين بنية تحتية أو تجمعات بشرية، لهو من أشد حالات الاعتداء على النفس التي حرّم الله قتلها إلا بالحق، والأكثر ظلماً ، ولاسيما في الاستهداف الأخير لمجلس العزاء في صنعاء، والذي لا يمكن تبريره بحال من الأحوال.. ولا يمكن القبول به والسكوت عنه مهما كانت الظروف، وهو جريمة موصوفة بكل المقاييس الشرعية والقانونية، وبحسب شرعة حقوق الإنسان.

لقد فاقت مظلومية هذا الشعب الفقير كل التصورات تماماً كما هي مظلومية الشعب السوري أو العراقي وغيره، وكأن المطلوب هو أن تكون بلادنا ساحة فتوحة لكل أعمال القتل والمجازر، وخصوصاً عندما يشعر البعض بانسداد الأفق السياسي فيكون الخيار هو المزيد من القتل بدلاً من اتخاذ القرارات الشجاعة بوقف هذه المذبحة التي تكاد تدمر وتقتل كل شيء في اليمن..

إننا نرى أن هذه المجزرة على خطورتها ينبغي أن تكون مدعاة لعمل عاجل وتحرك سريع من قبل كل المعنيين بوقف هذه الحرب العبثية في اليمن، والتي بات واضحاً للجميع بان لا أفق لها..

وإذا كان البعض يبحث عن مخارج فإن المخرج الأفضل له بات متاحاً امام هذه المجزرة الشبيهة بمجزرة قانا والتي أفسحت المجال لوقف العدوان الصهيوني، ونأمل أن يكون هذا الحدث الخطير فرصة لكل المتعقلين لكي يعيدوا النظر في كل ما حدث ويحدث حتى يمكن وقف هذه الحرب وهذه المجزرة المستمرة والتي لم يستفد منها إلا اعتداء اليمن وكل ساع لاستنزاف الساحة العربية والإسلامية.

إننا نتساءل: لماذا لا تتحرك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لأخذ المبادرة وتطويق هذه الفتنة، وأين هي منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان بل أين هي الدول العربية التي تزعم أنها ضد الإرهاب، وهي التي تفسح المجال من خلال هذا الاستخدام لأسلحتها وآلتها العسكرية في حصد المزيد من الأبرياء ممن لا علاقة لهم بأطراف الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر.

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ: 8 محرم 1437هـ  الموافق:9 تشرين الأول 2016م