ليكن شهر رمضان ساحة زمنيّة رحبة لوقف العنف الدّامي في سوريا ومصر وكلّ المنطقة فضل الله: أتعبتنا المشاكل والأزمات.. فلنجرّب الحبّ والكلمة الطيّبة

 

دعا العلامة السيّد علي فضل الله، إلى أن يكون شهر رمضان فرحة حقيقيّة، ومساحة زمنيّة رحبة لوقف أعمال العنف الدّامي في كلّ بلداننا العربيّة والإسلاميّة، وفرصة لمدّ اليد لكلّ النّازحين والمشرّدين، مشدّداً على وقف سفك الدّماء في هذا الشّهر، ومؤكّداً العمل مع الجميع للوحدة ولمّ الشّمل. كما استنكر ما يجري في مصر من عمليّات سفكٍ للدّماء، وآخرها ما حدث في محيط الحرس الجمهوريّ في القاهرة.

أصدر سماحته بياناً لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، جاء فيه:

إنَّ شهر رمضان لا يمثّل الفرصة للاشتغال في عمليّة التّرويض الدّاخلي للنّفس، وصونها عن كلّ ما حرّم الله فحسب، بل هو فرصةً أيضاً لصون الأمّة كلّها، من خلال حمايتها من أمواج الفتن الّتي تُقبل في هذه الأيّام كقطع اللّيل المظلم.

إنّنا نتطلّع في هذا الشّهر لكي نعمل كمسلمين سنّة وشيعة، على توسعة نطاق المساحات المشتركة، وتوحيد المساحة الإسلاميّة، والتصدّي لكلّ محاولات التّمزيق والتّفتيت الجارية على مستوى المنطقة كلّها، أو داخل كلّ بلد من هذه البلدان، تحت عناوين سياسيّة ومذهبيّة.

كما نتطلّع إلى الجميع، وخصوصاً أولئك الذين يمثّلون موقعاً سياسيّاً أو دينيّاً، أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم في وقف الخطاب التحريضي، سواء أكان خطاباً سياسياً أم دينياً، وخصوصاً أن هذا الخطاب قد انعكس على كلّ السّاحات، وساهم ويساهم في إثارة العديد من المشاكل، في مرحلة نحن أحوج ما نكون فيها إلى الكلمة الطيّبة، والأسلوب الحسن، والخطاب الهادئ والموضوعيّ المتوازن.

إنّنا عندما ننظر إلى ما يجري في مصر، نشعر بأنّ المخاطر الّتي تستهدف العرب والمسلمين ووحدة الأمّة قد بلغت الذّروة، لأنّنا نخشى أن تكون الخطّة هي تدمير الوحدة المصريّة الداخليّة، كمقدّمة لإسقاط مصر من كلّ الحسابات، بإسقاط توازنها الدّاخلي، وتحطيمها كقاعدة عربيّة وإسلاميّة أساسيّة، الأمر الّذي يمثّل رغبة صهيونيّة، ومطلباً استكباريّاً. وعلى هذا الأساس، فإنّنا نؤكّد مسؤوليّة الجميع داخل مصر وخارجها، في العمل للمّ الشّمل، وإدانة كلّ ما يسيء إلى وحدة مصر وتماسكها، وليس آخرها المجزرة التي حصلت في محيط دار الحرس الجمهوري في القاهرة، لأنّ من شأن هذه الأمور أن تمهّد السّبيل لفتنة كبرى، لا يعلم إلا الله إلى أين يمكن أن تمتدّ، وكيف ستنعكس على مجمل السّاحة المصريّة، بل على السّاحة العربيّة والإسلاميّة كلّها.

إنّنا نقول للجميع مع إطلالة هذا الشّهر الكريم: تعالوا لنعمل جميعاً على حماية الإنسان، وأن نتّقي الله في كلّ شيء، لأنّ هدف الصّوم وغايته يتمثّلان بالتّقوى الّتي هي السّبيل لاحترام النّفوس والأعراض والأموال وما إلى ذلك.. وليكن شهر رمضان فسحةً زمنيّة رحبة لوقف كلّ أعمال العنف الدّامي في سوريا والعراق ومصر، وكلّ بلداننا العربيّة والإسلاميّة، ولنصم جميعاً عن سفك الدّماء، وعن الحقد والبغضاء وأذيّة النّاس، بصرف النّظر عن دينهم ومذهبهم ومعتقدهم، ولننطلق إلى كلّ المعذّبين والمقهورين، وكلّ الفقراء والمشرّدين والنّازحين، لنمسح الدّموع عن عيونهم، بمساعدتهم بما نستطيع، ومدّ الأيدي لهم، في عمليّة تكافل تحفظ كرامة الإنسان فينا، وعزّته في قومه وبين أهله.. ولنرفع الصّوت عالياً في وجه كلّ الّذين يسيئون إلى الإنسان وإلى حقّه في الحياة، ولنقل لهم: ما أحوجنا جميعاً إلى الحبّ في هذا الشّهر الفضيل، وما أحوجنا إلى التّراحم والتّواصل ولمّ الشّمل، بعدما أحاطت بنا المشاكل، وحاصرتنا الأزمات الاجتماعيّة والسياسيّة والأمنيّة وما إلى ذلك!

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ: 29 شعبان 1434 هـ  الموافق: 08/07/2013 م

 

Leave A Reply