شدّد العلامة السيّد علي فضل الله، على رسم استراتيجيّة وطنيّة لخلاص البلد من هذه الاعتداءات الّتي باتت تهدّد مصيره ومستقبله، ودعا إلى دراسة الأسباب الكامنة وراء التّفجيرات الّتي تستهدف الضَّاحية وغيرها من المناطق اللّبنانيّة، مؤكّداً ضرورة معالجة هذه الأمور بالحكمة والاتّزان السياسيّ، وبمشاركة جميع الفاعليّات.

أصدر سماحته بياناً علّق فيه على التّفجير الّذي استهدف اليوم منطقة حارة حريك في الضّاحية الجنوبيّة. وجاء في البيان:

إنَّ هذا الأسلوب الّذي يتكرَّر في استهداف الأبرياء، في الشّوارع وفي أماكن عملهم، لا يمكن أن يوضع في إطار بطوليّ، وهو عملٌ مدان بكلّ المقاييس الإسلاميّة، وكلّ المعاير الأخلاقيّة والإنسانيّة…

إنّنا أمام هذه الاعتداءات المتجدّدة نتساءل: ماذا لو استُغلَّت كلّ هذه الطّاقات في مواجهة العدوّ الصّهيونيّ؟ وهل إنّ هذا العدوّ لا يزال في نطاق الاستهداف، أم أنّه خرج من حسابات الكثيرين، وبات على الأمّة أن تدفع فاتورة الخطاب الانفعاليّ العامل على إثارة كلّ الحساسيّات المذهبيّة والتّعقيدات السياسيّة؟!

وإنّنا في الوقت الّذي ندعو إلى موقف وطنيّ عام وشجاع، ليس في استنكار هذا النّوع من العدوان فحسب، بل في رسم استراتيجيّة وطنيّة للخلاص من هذه الأزمة، ومن المآسي الّتي تلاحق اللّبنانيّين على كافّة المستويات الأمنيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، نؤكّد ضرورة دراسة الأسباب الكامنة وراء هذه الاعتداءات الوحشيّة الّتي تستهدف السّلم الأمني والوطني والسّلم العام، والعمل على معالجة هذه الأسباب بالحكمة السياسيّة والاتّزان في الحركة والموقف، وهو الأمر الّذي ينبغي أن تنخرط فيه كلّ الجهات وكلّ الفاعليّات، قبل أن يدخل البلد في المجهول الّذي يتهدّد مصيره ومستقبله كلّه.