مكتب الخدمات الاجتماعيَّة يقيم إفطاره السَّنوي في الغازية, فضل الله: مشكلتنا أنَّنا خارج دائرة الاهتمام بالمشاكل التي تعصف بواقعنا

 

أقام مكتب الخدمات الاجتماعية، التابع لمؤسسة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)، حفل إفطاره السَّنوي في الغازية، بحضور عددٍ من الشَّخصيات الدينيَّة والاجتماعيَّة.

بدايةً، آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة لمدير مكتب الخدمات الاجتماعية في الغازية، الحاج حسين حسون، رحب فيها بالحضور، شاكراً مساهماتهم وثقتهم بالمكتب وبالخدمات التي يقدمها للأسر الفقيرة والمحتاجة، واعداً بالمزيد من هذه الخدمات.

 

ثم كانت كلمة لسماحة العلامة السيد علي فضل الله، قال فيها: "قيمة هذا الشَّهر في أنَّه يعيد إلينا إنسانيتنا؛ هذه الإنسانية التي نخشى أن نكون قد خسرناها أمام كل هذا الواقع الذي نعيشه، حيث افتقدنا الكثير من مظاهر الإنسانية، ويأتي هذا الشَّهر الفضيل من كلِّ سنة، ليؤكّد لنا هذا الإحساس بكلّ هؤلاء الَّذين يحتاجون إلى جهدنا ورعايتنا واهتمامنا، ليس الفقراء والأيتام فحسب، بل كلّ الذين يعانون في الحياة، فلا بد من أن نعيش آلامهم وهمومهم، وأن نحاول التخفيف من معاناتهم قدر المستطاع".

واعتبر سماحته أن مشكلتنا أننا بتنا خارج دائرة الاهتمام بالمشاكل التي تعصف بواقعنا، والتحديات التي تواجهنا، الداخلية منها والخارجية، فهمَّشنا أو غيَّبنا قضايانا الأساسيَّة على حساب مصالحنا الذاتية الضيقة، مشيراً إلى أنه لا تنقصنا الإمكانيات ولا القدرات، ولكن ينقصنا إعادة ترتيب أولوياتنا والعمل على تجميع طاقاتنا وتضافر جهودنا، وإذا فعلنا ذلك، سنجد أن الكثير من مشاكلنا قد حلت.

وأضاف سماحته: "ما دمنا نعيش الفوضى في مجتمعاتنا، والفردية والأنانية، والولاء لعصبياتنا ومذاهبنا، فإن الآخر لن يتعامل معنا إلا على أننا بقرة حلوب، وأسواق استهلاكية لمنتجاته، ومصانع لأسلحته، وساحة استزاف لكلِّ مواقع القوة والثروات، ومجال مناسب لإثارة الفتن، لتمرير مشاريعه وتحقيق أهدافه بأسقاط كل مواقع القوة التي نملكها خدمةً للكيان الصّهيوني".

 ولفت إلى أنَّ مشكلتنا مع هذا العالم المستكبر، أنه يحكم من قبل أشخاص لا يملكون الأحاسيس ولا المشاعر الإنسانية تجاه الآخرين، لذلك، نجدهم في كلّ القرارات التي يطلقونها، لا يأبهون لمصالح الشّعوب وحقوقها، بل كلّ الهدف إضعافها خدمة للكيان الصهيوني ومشاريع الاستيطان الصهيونية.

وختم سماحته قائلاً: "الكثير من الطبقة السياسية في هذا البلد تتحرك وقف المصالح الذاتية والطائفية والمذهبية، وتعمل على ترتيب علاقاتها مع هذا المحور الدولي أو ذاك الإقليمي، على حساب الوطن. صحيح أنهم يعملون في الواقع السياسي الداخلي، ولكن قلوبهم وعقولهم في موقع آخر، وألسنتهم تنطق بما يريده الآخر، ما يؤدي إلى تعطيل المؤسسات وتفاقم معاناة اللبنانيين".

Leave A Reply