استلهامُ السيِّدةِ الزَّهراءِ (ع) في العبادةِ وحسنِ الجوارِ

العلامة السيد علي فضل الله خطبة العيد

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }[الأحزاب: 33].

ذكرى رحيلِ الزَّهراءِ (ع)

في الثَّالث من شهر جمادى الثانية، كان رحيل الصدِّيقة الطاهرة فاطمة الزّهراء، سيدة نساء العالمين، عن هذه الدّنيا إلى رحاب ربها، وذلك بناءً على الرواية التي ترى أنَّ وفاتها حصلت بعد خمسة وتسعين يوماً من وفاة رسول الله (ص).

وقد ترك هذا الرَّحيل ألماً وحزناً كبيرين في قلب أمير المؤمنين (ع)، والذي عبَّر عنه عندما وقف عند جثمانها الطَّاهر، قائلاً: ” لقد عزَّ عليَّ مفارقتكِ وفقدكِ، إلّا أنّه أمر لا بدّ منه، والله لقد جدَّدتِ عليَّ مصيبة رسول الله (ص)، وقد عظمَتْ وفاتُك وفقدُك، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون من مصيبةٍ ما أفجعها وآلمها وأمضّها وأحزنها! هذه والله مصيبة لا عزاء منها، ورزيَّة لا خلفها “1.

ونحن في هذه المناسبة الأليمة، سنتوقَّف عند واحدة من مآثرها الكثيرة، لنأخذ منها العبر والدّروس، لتكون لنا زاداً نستعين به في هذه الحياة.

وقد جاء ذلك في حديث نقله عنها ولدها الإمام الحسن (ع)، حين قال: ” رأيت أمّي فاطمة (ع) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتّضح عمود الصّبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسمّيهم وتكثر الدّعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أمَّاه! لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بنيَّ! الجار ثم الدّار “2.

أعبدُ النّاسِ

لقد أشار هذا الحديث، أوَّلاً: إلى المدى الَّذي بلغته السيّدة الزّهراء (ع) في عبادتها لله سبحانه، عندما كانت تقضي اللَّيل في العبادة حتى مطلع الفجر، وقد ورد في الحديث عن الإمام الحسن (ع): ” ما كان في هذه الأمَّة أعبد من أمِّي فاطمة، كانت تقوم حتى تتورَّم قدماها “.

حسنُ المجاورةِ

ثانياً: حرصها على الإحسان إلى جيرانها، وقد بلغ هذا الحرص بها إلى أن تقول لولدها الإمام الحسن: “با بنيّ، الجار قبل الدار”. وهذا ما ِأشار إليه عليّ (ع): ” اللهَ اللهَ فِي جِيرَانِكُمْ، فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ “3، ” ما زال رسول الله (ص) يوصينا بهم حتّى ظننَّا أنّه سيورِّثهم “4.

وفي الإشارة إلى حقوق الجار، ورد عن رسول الله (ص): ” إن استغاثك أغثته، وإن استقرضك أقرضته، وإن افتقر عدت عليه، وإن أصابته مصيبة عزَّيته، وإن أصابه خير هنَّأته، وإن مرض عدته، وإن مات اتَّبعت جنازته، ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الرِّيح إلّا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهةً فأهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا تخرج بها ولدك تغيظ بها ولده، ولا تؤذه بريح قدرك إلَّا أن تغرف له منها “5.

فائدةُ الدُّعاءِ للآخرينَ

ثالثاً: دعاؤها لجيرانها في ظهر الغيب. فالدَّعاء الذي امتنّ الله به على عباده، وجعله باباً لتواصلهم معه، ولبلوغ حاجاتهم وطلباتهم، لم تقف به الزهراء (ع) عند حدود نفسها أو أولادها أو أقاربها، بل حوَّلته لحساب جيرانها وكلّ من يحتاجون إليه. فقد كانت عندما تسمع بإنسانٍ مهموم أو مغمومٍ أو مريضٍ أو جائعٍ أو غائبٍ أو مظلوم، تتوجَّه بالدعاء له بظهر الغيب، أي بينها وبين الله، ومن دون أن يطلب منها ذلك، وبدون أن يعرف بحصوله.

وهذا الدّعاء له أهميّته عندما يكون من الزهراء (ع) بضعة رسول الله (ص)، وسيّدة نساء أهل الجنّة، وله أهميّته كونه دعاءً بظهر الغيب، وقد أشارت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة إليه.

فهذا الدعاء فيه فائدة للدَّاعي نفسه، وذلك كما جاء في قوله سبحانه: { وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ }[الشورى: 26]، أي أنَّ الله يستجيب لدعاء المؤمن العامل بالصَّالحات لأخيه بظهر الغيب، ويقول له عندها الملك: آمين، ويقول الله العزيز الجبَّار: “ولك مِثلا ما سألت، وقد أعطيت ما سألت بحبّك إيّاه”.

وقد ورد في الحديث عن أحد أصحاب الإمام زين العابدين (ع)، قال: سمعت الإمام (ع) يقول: ” إذا سمعت الملائكة المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب، قالت: نِعْمَ الأخ أنت لأخيك، تدعو له بالخير وهو غائب، وتذكره بخير، قد أعطاك الله عزَّ وجلَّ مثلَيْ ما سألت له، وأثنى عليك مثلَيْ ما أثنيت عليه، ولك الفضل عليه “6.

وفائدة أخرى لهذا الدّعاء، إذ فيه فائدة للمدعوّ، لكونه متحقّق الإجابة، حيث لا حواجز تقف دون وصوله إلى الله وبلوغ النّتائج المرجوَّة منه. فهناك حواجز قد تقف أمام استجابة الدّعاء وتحقّق المراد منه، فنحن نقرأ في دعاء كميل: ” اللَّهمَّ اغفر لي الذنوب التي تحبس الدّعاء “، فقد يمنع الظّلم، وعدم طيب المكسب، وبذاءة اللِّسان، وعدم نقاوة القلب، الدّعاءَ من أن يصل إلى الله، فيما الدّعاء بظهر الغيب مضمون الإجابة. وقد ورد في الحديث: “أوشك دعوة وأسرع إجابة، دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب”7.

وفي الحديث: ” أربعة لا تردّ لهم دعوة: الإمام العادل، والوالد لولده، والأخ لأخيه بظهر الغيب، والمظلوم، يقول الله جلّ جلاله: وعزّتي وجلالي، لأنتصرنَّ لك ولو بعد حين “8.

ولذلك، دعت الأحاديث الَّذين لديهم حاجة ماسَّة يريدون تحقيقها، إلى أن يدعوا لإخوانهم بظهر الغيب، حتى يضمنوا استجابة دعائهم. وقد ورد في الحديث: ” من قدَّم أربعين رجلاً من إخوانه يدعو لهم قبل أن يدعو لنفسه، استجيب له فيهم وفي نفسه “9.

وهذا ما نجده في قنوت ركعة الوتر في صلاة اللَّيل، حيث ورد فيها الدّعاء لأربعين مؤمناً ومؤمنةً، أحياءً كانوا أو أمواتاً، قبل أن يدعو الإنسان لنفسه.

وقد جاء في سيرة الإمام الكاظم (ع)، أنَّ أحدهم رأى عبد الله بن جندب بالموقف من عرفات، فقال: مازال مادّاً يديه إلى السَّماء، ودموعه تسيل على خدَّيه حتى تبلغ الأرض، فقال له بعد الانتهاء من دعائه:

“ما رأيت موقفاً قطّ أحسن من موقفك”، فقال: ” والله ما دعوت إلَّا لأخواني، وذلك أنَّ أبا الحسن موسى الكاظم (ع) أخبرني أنَّ من دعا لأخيه بظهر الغيب، نودي من العرش: ولك مائة ألف ضعف، فكرهت أن أدَع مائة ألف مضمونة، لواحدة لا أدري تستجاب أم لا “10.

الإخلاصُ للزّهراءِ (ع)

إنَّنا أحوج ما نكون في هذه الذكرى الأليمة إلى أن نستلهم الزهراء (ع) في عبادتها لله عزّ وجلّ، وفي حسن مجاورة جيرانها، وأن نبذل الخير لهم بالمال أو العلم، أو برفع الظّلم، أو بالبسمة أو الكلمة الطيّبة، أو بالإصلاح بين الناس، وأن نطرق أبواب السَّماء بالدّعاء لهم، فبالدعاء تتحقَّق الآمال، وتقضى الحاجات، ويدفع البلاء، وينتصر للمظلومين.

وبذلك نخلص للزهراء (ع) في ذكرى قدومها على ربّها، لتحظى عنده بالكرامة الَّتي وعدت بها..

إنّ إخلاصنا للزّهراء (ع) لا يتحقَّق فقط بفرح نعبّر عنه عند ولادتها، وبدموع نذرفها عند وفاتها، وهي لا تكتفي منَّا بذلك، هي تريد منا أن نتمثَّلها، وهي قدوة للرّجال والنساء في إنسانيّتها، في حبّها، في عطائها، في تفانيها في خدمة الناس…

فلنسأل الله أن يوفِّقنا لذلك، كي ننال حبَّها وشفاعتها واللّقاء بها في جنان الخلد.

والسَّلام عليها يوم ولدت، ويوم انتقلت إلى رحاب ربّها، ويوم تبعث حيّة لتنال ما أعدَّ الله من نعيم مقيم.

الخطبة السياسية

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به رسول الله (ص) السيّدة الزهراء (ع)، عندما جاءت مع عليّ (ع) تطلب منه خادمة تعينها على أعباء المنزل، لثقل المسؤوليّات في البيت، وعلى صعيد الدَّعوة إلى لله والقيام بشؤون النَّاس، فقد كانت مقصداً لطالبي العلم والحاجة، فقال لهما رسول الله (ص): ” أفلا أعلِّمكما ما هو خيرٌ لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما، فكبِّرا أربعاً وثلاثين تكبيرة، وسبِّحا ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، واحمدا ثلاثاً وثلاثين تحميدة “، فأخرجت فاطمة (ع) رأسها وقالت: “رضيت عن الله وعن رسوله، رضيت عن الله وعن رسوله”، وأصبحت هذه التَّسبيحة على لسانهما يردِّدانها عند كلّ منام وبعد كلّ صلاة.

أيُّها الأحبَّة: نحن أحوج ما نكون إلى أن نستهدي بهدي السيّدة الزهراء (ع)، ليكون تسبيحها تسبحينا عند كلّ منام وبعد كلّ صلاة، لا ننساها لنحظى ببركاتها، لنستعين بها على ظروف الحياة الصَّعبة ومشاقّها، ولنكون من العابدين، فقد ورد في الحديث: ” مَا عُبِدَ الله بِشَيْءٍ مِنَ التَّحْمِيدِ أَفْضَلَ مِنْ تَسْبِيحِ فَاطِمَةَ، ولَوْ كَانَ شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْه لَنَحَلَه رَسُولُ الله (ص) فاطمةَ الزّهراء (ع) “.

ولنكتب عند الله من الذَّاكرين له ذكراً كثيراً، والشّاكرين له والمعظِّمين لمقامه، ونستمدّ منه بذلك القوّة والعزيمة والإرادة، ونكون أكثر قدرةً على مواجهة التحدّيات.

في عمقِ المعاناةِ

والبداية من معاناة اللّبنانيّين المستمرّة على الصّعيد المعيشي والحياتي، حيث يستمرّ ارتفاع سعر صرف الدّولار، والّذي لم يعد لعبة بيد مجموعة من الجهات الماليّة لتحقيق أرباح ومكاسب لهم فحسب، بل بات مؤشِّراً لتحديد أسعار كلّ السّلع والخدمات، وبالتالي لتحديد نمط عيش اللّبنانيّين، بعد أن أخذ هذا الارتفاع يحوِّل معه شرائح واسعة منهم إلى طبقة جديدة من الفقراء غير القادرين على تأمين الحدّ الأدنى من مقدّراتهم، وبدلاً من أن يدعو هذا الانهيار إلى أن يتناسى من يديرون هذا البلد خلافاتهم وصراعاتهم ومصالحهم الخاصَّة والفئوية، ويتداعوا إلى العمل معاً لدراسة كلّ السّبل التي تؤدّي لمعالجة أسباب هذا الانهيار، أو على الأقلّ لفرملته، نشهد التأزيم على هذا الصَّعيد، وقد سمعنا ورأينا بعض مظاهره في الأيام السابقة، والذي يبدو أنه مرشَّح لازدياد وتيرته مع بدء الحملات الانتخابيّة، والتي بات السِّلاح الأمضى فيها هو رفع أسقف الصِّراع مع الخصوم، وحتى مع الحلفاء، لشدِّ العصب الطائفيّ والمذهبيّ والشّخصيّ، ولكسب الجمهور، من دون أن يأخذ كلّ هؤلاء بالاعتبار تداعيات هذا التأزّم على الشَّارع، ومدى انعكاسه على عمل المؤسَّسات واستقرار البلد، وعلى صعيد سعر صرف الدّولار، حيث يشكّل التأزم السياسيّ واحداً من أبرز الأسباب لارتفاعه.

ومن هنا، فإنّنا نجدِّد دعوتنا لكلّ من يديرون الواقع السياسيّ، إلى الكفّ عن اللَّعب بأعصاب اللّبنانيّين ومقدّراتهم ومتطلّبات عيشهم وحياتهم.

لقد تعب اللبنانيون من هذا الخطاب، هم يريدون من يبلسم جراحهم ويعالج همومهم ومشاكلهم، لا الّذي يزيدها ويعزّز اليأس لديهم.

إنَّ على من يعتمد لغة التَّصعيد أن يعي أنَّ هذا التَّصعيد ليس هو الطَّريق لكسب ودِّ اللّبنانيِّين وكسب أصواتهم أو الإمساك بقرارهم، فالطّريق إليهم لا يمرّ بتأجيج العداوات وتوسيع دائرتها، أو بمزيدٍ من الشّرخ بين مكوِّنات وطنٍ لا يقوم إلَّا بتعاون طوائفه ومذاهبه وكل مكوّناته، ولن يكون بالتنصّل من المسؤوليّات وإلقاء اللّوم على الآخرين.

إن الطريق الوحيد لكسب أصوات اللّبنانيّين، هو بإعلان التراجع عن كلّ ماضٍ أساؤوا فيه إلى مصالح اللّبنانيّين ومقدّراتهم أو قصَّروا فيه، والاستعداد لتصحيح ما جرى، والتعويض عن التقصير الذي حصل.

إنّ من تحمّل المسؤوليات في السابق، لا يستطيع أن يتنصَّل من مسؤوليّته ومن تبعات أعماله، حين كان في موقع المسؤوليَّة، ومن كان يرى أنَّه غير قادر على القيام بالمسؤوليَّات التي تحمَّلها، كان عليه أن يستقيل ليترك لغيره القيام بهذا الدَّور.

إنَّ القويّ القويّ هو من يعترف بأخطائه أو تقصيره، والضّعيف الضّعيف من يقوم بتبريرها أو يضع اللّوم فيها على الآخرين.

الأزمةُ مع دولِ الخليجِ

في هذا الوقت، نجدِّد دعوتنا لضرورة العمل على معالجة الأزمة المتّصلة بعلاقات لبنان بالدّول العربيّة بعامّة، والخليجيّة بخاصّة، والّتي باتت تؤدّي إلى شرخ داخليّ، وأن تبقى أبواب هذا البلد مفتوحةً على هذا العالم الذي كان يداً ممدودة له في مراحله السَّابقة، والذي لا يزال يحتضن اللّبنانيّين لديه.

لكن هذا لا يدعو إلى القبول باتهام فريق لبنانيّ بالإرهاب، واللّبنانيّون والعرب يعرفون أنّه هو من قدَّم التضحيات الجسام من أجل إخراج هذا البلد من نير الاحتلال الصهيونيّ، ومن أجل أن لا يكون له اليد الطّولى في المنطقة، وكان سدّاً منيعاً بوجه الإرهاب.

إننا نرى أنَّ الاحترام المتبادل يبقى هو السّبيل لعلاج المشكلات لا تأزيمها، ولا أعتقد أنَّ أحداً في لبنان يريد التأزيم، بل الجميع يريد العلاقات الإيجابيّة والمتوازنة مع العالم العربي.

خطرُ المتحوِّر الجديدِ

وفي مجال آخر، بدأنا نشعر بالخطر الحقيقيّ جرّاء سرعة انتشار المتحوِّر الجديد لكورونا، وبتنا نخشى من أن يصبح الجسم اللّبنانيّ موبوءاً على الصّعيد الصّحّي مع هذا التفشّي الخطير للوباء بأرقامه القياسيّة الّتي تهدِّد المستشفيات وطاقة المجتمع على التحمّل، وهو ما ينبغي للدَّولة أن تتحمَّل مسؤوليّتها في التشدّد بالإجراءات التي لا نرى ــ إلى الآن ــ أنها أمرت بها، وبالجدية المطلوبة واللازمة، في الوقت الّذي ندعوها إلى مساعدة المستشفيات على القيام بدورها في تحمّل تداعيات هذا الانتشار، بعد أن أصبح واضحاً عدم تمكّنها من تحمّل ذلك بقدراتها الذاتيّة.

انتصارُ الأمعاءِ الخاويةِ

وأخيراً، إنّنا نحيّي هذه الرّوح التي تمثَّلت في انتصار إرادة الأمعاء الخاوية على العدوّ، وانتصار السّجين على سجَّانه في هذه الوقفة التي لا نرى مثيلاً لها في العالم، والتي وقفها المعتقل الفلسطيني هشام أبو هوّاش، والتي تمثِّل صورة ناصعة عن الشّعب الفلسطينيّ كلّه، في إرادته الَّتي هزمت غطرسة العدوّ وهمجيّته، ونرى في ذلك دليلاً إضافيّاً على القدرة على ليّ ذراع الاحتلال وكسر جبروته.