المبرات تنظّم حفل إفطارها السنوي..السيد علي فضل الله: ” المراجعة النقدية أساس كل إصلاح وتقدم “

   

أقامت جمعية المبرات الخيرية حفل إفطارها السنوي في مجمّع مبرّة السيدة خديجة الكبرى وثانوية الكوثر على طريق المطار، في حضور ممثل رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء الوزير عدنان منصور ، النائب علي بزي ممثّلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب محمد رعد ممثلاً أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ، تيمور وليد جنبلاط ممثلاً زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والوزراء: محمد فنيش، حسين الحاج حسن، والنواب: غازي زعيتر، وليد سكرية، ياسين جابر، ايوب حميّد، علي المقداد، بلال فرحات،  والسفير الياباني سيتشي أوتزوكا، سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية غضنفر ركن أبادي، وممثلون عن: مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، إضافة إلى وزراء ونواب سابقين:عدنان مروة، ابراهيم حلاوي، عصام نعمان،  حسن علوية، اسماعيل سكرية، ناصر نصرالله، نزيه منصور، حسين اليتيم، رئيس مجلس النواب السابق السيد حسين الحسيني، نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي،  فضلاً عن وفود حزبية وقيادات عسكرية وأمنية ووجوه اغترابية وإقتصادية واجتماعية ووفود ديبلوماسية وعلماء دين ومدراء عامون ورؤساء بلديات.

 

مدير عام المبرات

 

بداية الإحتفال آي من الذكر الحكيم، ثم فقرة فنيّة قدّمها أطفال من المبرات، بعد ذلك ألقى مدير عام المبرات الدكتور محمد باقر فضل الله كلمة رحّب فيها بالضيوف قائلاً: "في ظلّ الأجواء الملبّدة بالخوف والقلق إزاء ما يجري من مشاكل متنقّلة في هذا البلد وما تعيشه المنطقة من حولنا بشكل عام من أزمات ومشكلات أمنية ينعكس بشكل تلقائي على واقعنا برمّته، في خضمّ هذه الظروف الصعبة إننا نقدّر حضوركم حفلنا هذا اليوم، وهذا دليل جليّ بأن إرادة الخير تظلّ أكبر وأقوى من إرادة الشرّ، ولذلك كان حرصنا على أن تبقى هذه المناسبة محطة مميزة لاجتماع الطيبين والخيّرين على ما يعزز مناعة الوطن في مواجهة التحديات ويساهم في تنمية قدرات أبنائه حتى لا يتسلل الضعف والهوان إلى نفوسهم وعقولهم.

وعرض لجديد المبرات قائلاً: "إنّ عمل المبرات مع مثيلاتها من مؤسسات المجتمع المدني في هذا الوطن يشكّل دعامة أساسية له في الأزمنة الصعبة، ولقد كانت وما زالت تحمل على عاتقها أعباءاً كبيرة في كثير من الميادين لا سيما في الساحات الإجتماعية والإنسانية والتربوية والأخلاقية، وهذه المبرات بكل تفرعاتها دليل واقعي ملموس فلقد درأت عن مجتمعنا وأهلنا مخاطر جمّة كان يمكن أن تهدد مصير الآلاف من أبنائنا وبالتالي تهدد كيان الوطن من الزاوية الإجتماعية والأخلاقية".

وأضاف: "إن دعم المؤسسات الخيرية والإجتماعية في هذه الظروف الصعبة، يمثّل حصانةً لنا جميعاً باعتبارها تتحمل عناء مسؤوليات جسام، ومما لا شك فيه أن قوة المبرات التي اكتسبتها ونمّتها وأوصلتها إلى هذه المستويات المتقدمة في الأداء والعطاء ما كانت لتتحقق لولا دعمكم ومساهمتكم ودعم ومساهمات أهل الخير جميعاً، من لبنان والخارج لأنكم تؤمنون برسالة المبرات وتمثلون الصدق في عواطفكم تجاه الخير في كل مناحيه".

وحول انجازات المبرات قال: " أنجزت المبرات خلال هذا العام إفتتاح مركز سراج للتشخيص المبكر في مجال التربية المختصّة، كما بدأت ببناء مبرة الحوراء زينب(ع) في منطقة البقاع وافتتحت قسم العناية الملطّفة وقاعة الإستراحة في دار الأمان للمسنّين في بلدة العباسية وما زالت الحاجة ملحّة لبناء جديد لمؤسسة الإمام الهادي التي ضاقت مساحاتها ب600 معوق من الصم والمكفوفين وذوي الإعاقة النطقية".

وأضاف: "زيادة في العطاء حصدت مؤسسات المبرات ومدارسها جوائز عديدة في الشعر والقصة القصيرة وجائزة المدرسة الدولية في بريطانيا وشهادات تقدير من منظمات دولية ومراتب أولى في بطولات رياضية مدرسية ومرتبة أولى في مسابقة للأفلام القصيرة ومرتبتين أولى وثانية في مسابقة الترجمة في جامعة القديس يوسف.. ومراتب أولى في مسابقات العلوم ومرتبة أولى لمدارس الجنوب بفوز في رحلة خمسة تلاميذ للسفر إلى فرنسا. كما حفلت أنشطتها بالعديد من أوجه التواصل مع المجتمع المحلي والخارجي تعزيزاً للإفادة من خبرات الآخرين وتبادل الخبرات معهم".

 وأشار فضل الله إلى أن المبرّات ذهبت الى البعيد في رعاية الأيتام والمعوقين والتي بلغت مستويات متقدمة ونوعية وأصبحت رعاية تنموية شاملة تنتج إنساناً فاعلاً في مجتمعه وقوافل الخريجين خير دليل على ذلك.. أما على مستوى التربية والتعليم فإن مدارس المبرات ومعاهدها، أعطت خبرة جديدة للمجتمع، من خلال السياسة التربوية المنفتحة ومواكبة التطورات العلمية والإنفتاح على كل جديد في المناهج إضافة إلى التأليف والنشر".

 

وقال: "المبرات بعد عشر سنوات من برنامج التطوير الإداري (1) تطلق مشروعاً جديداً هو برنامج التطوير الإداري(2) تعمل عليه منذ سنوات ثلاث مع خبرات متخصصة من الجامعة الأميركية والذي يؤكّد على التقويم الذاتي والنقد الذاتي لأداء المؤسسات لتبقى المبرات وكوادرها سبّاقة في ميادين العمل الإداري والتربوي والتنموي".

 

وأضاف: "اليوم تتربع أرقام عشرية في صفحات كتاب الجمعية، فالمبرات أصبحت عشراً، والمدارس خمسة عشر، والمهنيات خمسة، ومدارس تعليم المعوقين ثلاثة، والمراكز الصحية والإستشفائية أربعة، ناهيك عن دار للمسنين ومركز للتشخيص التربوي. هذه المؤسسات تحتضن 4000 يتيماً ويتيمة و22 ألف تلميذ، و600 تلميذاً من ذوي الإعاقة، و840 تلميذاً من ذوي الصعوبات التعليمية.

ولا ننسى مكتب الخدمات الإجتماعية الذي أراده السيد(رض)، يقدّم لآلاف العوائل من الفقراء والمحتاجين والنازحين المساعدات المادية والعينية والصحية وخاصة في هذا الشهر مع آلاف وجبات الإفطار يومياً".  

وختم: "لقد بلغت ميزانية المؤسسات الرعائية من أيتام ومعوقين ومسنين للعام 2012-2013 حوالي ستة عشر مليون دولار أميركي، علماً أن المبرات لم ترتبط بأية جهة، هي للناس جميعاً كما أراد لها مؤسسها رضوان الله عليه".

 

العلامة فضل الله

 

تلا ذلك كلمة للعلامة السيد علي فضل الله تحدث فيها عن غياب التقوى  قائلاً: "يحلّ شهر رمضان علينا وعلى واقعنا، ليجد أنْ ليس للتقوى مكاناً تركن إليه ، أو مجالاً ترتاح فيه ، فكل ما يحدث في هذا الواقع  يُنبئك أن لا تقوى ولا ورع ، لا على مستوى الفعل أو الممارسة ولا حتى في النوايا او الافكار ،  .. أليست قيمة أسهم الانسان في بورصة السياسة وغير السياسة في هبوط مستمر  ومن دون  اي مؤشر للجمها ؟ دماء وقتل ودمار  هنا، وانتهاك حرمات و خوف وقلق على مستقبل هناك وتعدٍّ على الكرامات وافتراء وكذب ، وتطول اللائحة حتى تطال التكفير و الغلو و التعصب  الذي لا يقبل الا بالغاء حق الآخر في الوجود.."

ولفت إلى ضرورة اعتماد مقاربة أكثر واقعية لما يعتري حركة الفكر الاسلامي قائلاً : "إن كان هناك من "إيجابية" للحراك وسط الدمار والقتل ووسط الضبابية التي تحكم حركة الشعوب والمجتمعات، هي أنها مكنّتنا من أن نقارب تشخيصاً أكثر واقعية لما يعتري حركية الفكر الاسلامي .  حيث كنا ولفترة طويلة ومنذ بدء العمل الرسالي من دعاة الحوار وإذابة الجليد بين المذاهب وبين الطوائف  ولا زلنا.. ولكن، اكتشفنا في واقعنا اليوم ، اننا، بحاجة لدراسة الشعارات التي تناسب كل مرحلة . مثلا  شعارنا  الحديث الشريف :” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .”  صحيح، ومطلوب، ولكن، لنكن صريحين، أين نطبّق هذا الحديث اليوم ؟ وفي أي ساحة، ونحن نسمع من يخرج علينا بفتاوى أو آراء من شأنها أن تُخرج الملايين من المسلمين من  الاسلام؟  هكذا وبكل بساطة ،رأي فقهي أو فتوى يترتب عليها أشياء ترتعد لها الفرائص….   أما الشعار الذي ينبغي أن ندخله في معرِفياتنا وفي أدبياتنا في هذه المرحلة هو أن: الانسان على الانسان حرام، دمه وماله وعرضه وكرامته .."

وأضاف: "إن أنسنة مشاكلنا  والخروج على المسميات التي اعتدناها  ،  هو ما يتناسب وأهداف ومقاصد الشريعة، التي لطالما اكدت على  التآخي والتواصل بين البشر وعلى ان الاصل بينهم هو العفو و التسامح والعدل والبر والقسط.  علينا ايها الاحبة  ان نؤنسن  فهمنا للدين .  الانسانية  عمق كل دين والشريان الحيوي ، القاسم المشترك بين البشر. أما  تصنيف الناس حسب ايمانهم، فلنترك هذه المساحة لله وحده جل وعلا، يقرر فيها، ليثيب أو يحاسب او يخطئ او يكفر وليس شغلنا ان نصادر رحمة الله  ؛  وحسابات الله لا يمكن ان يدركها أحد من خلقه ، فلربما كلمة تدخل الجنة ورب تعذيب هرة يدخل النار".

ورأى فضل الله: "أن جذور أزمتنا هي أزمة أخلاق، ليس في الدائرة البعيدة عن الدين، بل في تلك التي تُحسب على الدين"،  وقال: "عماد الدين وكل الاديان هو الاخلاق والأمر ليس من قبيل الوعظ  الآني لتحسين الاخلاق ، إنما من قبيل الدعوة ،لاعادة الاعتبار لفلسفة الاخلاق ، لتأخذ مكانها الحاكم في حركة التشريع، والتي للاسف شهدت ، تراجعا مقابل  التركيز على حركة الفقه والاحكام الشرعية".  

وأشار إلى "أن ما وصلنا اليه من انسداد منافذ الحوار، وانقطاع سبل التواصل بين ابناء البلد الواحد وبين المذاهب أو الطوائف، هو في كثير من أوجهه، ينطلق من جمود في حركة الفكر او العقيدة، وذلك في ظل غياب عملية علمية وبحثية حقيقية.."

 وأضاف: " نرى البعض يتمسك بمقدساته التاريخية لدرجة انه يطيح بالمقدسين الالهي والانساني . وهناك من يتمسك بالمقدس الانساني، وينسى المقدس الالهي، وهناك من يتمسك بالمقدس الالهي على حساب المقدس الانساني  كما هو حاصل اليوم حيث بات المقدس الالهي سلاح لا يمكن مواجهته ولا يمكن انتقاده ولا يمكن محاسبته.."

 وختم: " ان حركة إعادة النظر مطلوبة من الجميع  ، من الساحة الداخلية قبل الخارجية.  فالمراجعة النقدية المفقودة للاسف ، هي أساس كل إصلاح وتقدم وتطوّر .. ..فعندما نرى ان كل جماعة مستعدة لتعيد  النظر في ما  تتبناه،  وتزيل الشوائب من داخلها ، فعندها نطمئن، الى أنها تسحب  فتيل التعصب وشرارة الفتن بينها". 

Leave A Reply