أدان الجريمة التي طاولت الشيخ شحاتة ورفاقه في "زاوية أبو سليم"

فضل الله: لحوار تحت سقف الأزهر يقطع الطريق على دعاة الفتنة

أدان العلامة السيد علي فضل الله الجريمة المروعة الَّتي استهدفت الشَّيخ الأزهري حسن شحاتة وثلاثة آخرين في "زاوية أبو سليم" في مصر، مشدداً على الدولة المصريَّة الوفاء بوعدها ومحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة، مشيداً بالمواقف المصريَّة الَّتي استنكرتها، وعلى رأسها موقف الأزهر الشَّريف، داعياً إلى حوار إسلامي جامع تحت سقف الأزهر.

وقد أصدر سماحته بياناً جاء فيه:

"إنَّ هذا الاعتداء هو خروج على أبسط القواعد والمبادئ الإسلاميَّة، ويشير إلى خطورة الوضع في مصر والناتج من خطاب تحريضي، كنا نريد لهذا البلد الإسلامي والعربي العزيز أن يبقى بمنأى عنه، لا بل أن يبقى كما كان في السابق، نموذجاً يُحتذى في الدعوة الإسلاميَّة، وتقبّل الآخر، والدخول في حوار معه حول كلّ الأمور التي تشكّل موضع خلاف".

إننا نخشى من أن تكون هذه الأحداث جزءاً من المخطط الخطير الذي يستهدف مصر، ويعمل على إدخالها في الفوضى واللااستقرار، خدمةً للعدو الصهيوني الذي تتحدث وسائل إعلامه بصراحة تامة عن السعادة إزاء تفاقم الأوضاع ذات الطابع المذهبي في العالم العربي، حتى قال أحد المعلّقين الصهاينة: "دعوا العرب ينتحرون".. ونحن أمام هذا الوضع نحيّي الأصوات الإسلامية الأصيلة التي ارتفعت لتدين هذه الجريمة، وعلى رأسها الموقف الذي انطلق من الأزهر الشريف، الَّذي أكَّد أنَّ هذا العمل الإجرامي يعدّ من "أكبر الكبائر وأشدّ المنكرات"، وكذلك موقف مفتي الديار المصريَّة والمواقف العديدة الصادرة عن الشخصيات المصرية، والتي تؤكد أنَّ مصر لا تزال تزخر بهذا الرصيد من المواقع المدافعة عن المظلوم والعاملة لوأد الفتنة، على الرغم من خطورة المرحلة وما يُرسم للمنطقة ولمصر تحديداً من مؤامرات وخطط.

وإزاء هول المشهد، نؤكّد على الدولة المصرية، وعلى رئاسة الجمهورية تحديداً، أن تفي بوعدها في ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة ومحاكمتهم، حمايةً لمصر، ووأداً للفتنة، ورأفة بهذه الأمة الَّتي يكفيها ما يُحاك ضدها من مخطَّطات من الخارج، وما يدبّر له عدوها الرئيسي المتمثّل بالكيان الّصهيوني، ونحن نعتقد أن البديل عن هذه الأعمال يتمثَّل في إدارة حوار إسلامي جامع تحت سقف الأزهر الشريف، بما يضمن التأكيد على الثوابت الإسلامية الجامعة، وحماية الوحدة الإسلاميَّة من كل من تسوّل له نفسه تدمير المواقع الإسلامية والمصلحة العليا للمسلمين".