حسن الظّنّ بالله

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الدينية

قال الله تعالى في كتابه العزيز: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى? وَلَ?كِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. صدق الله العظيم.

ورد في سيرة الأنبياء العديد من المحطات التي لا بدّ أن نتوقّف عندها، لنستلهم العبر والدروس لحياتنا من هذه المحطّات.

 الثقة بالله

ونختار منها ثلاثاً؛ الأولى: عندما جاء أمر الله للنَّبي إبراهيم (ع) أن يأتي بزوجته هاجر وولده إسماعيل من فلسطين إلى مكَّة، ومكَّة لم يكن فيها آنذاك لا زرع ولا ماء ولا حتى بشر، فالكعبة لم تكن قد رُفعت قواعدها بعدُ.. لم يتردَّد النَّبيّ إبراهيم (ع) في تنفيذ أمر الله، وجاء بزوجته وولده، وأنزلهما في تلك الأرض، تاركاً معهما قليلاً من الطّعام والماء. وقبل أن يرحل، تمسَّكت به زوجته هاجر متوسّلة، قائلة له: لمن تتركنا هنا، ولا معين يعينني، أو يعين ولدي الرّضيع، ولا طعام ولا ماء؟ فقال لها: الله يكفيك كلّ ذلك، فقالت له، وهي المؤمنة بالله، الرّاضية بما يأتي منه: إذاً فهو لا يضيّعنا.

وغادر النبيّ إبراهيم مكّة وهو حسن الظنّ بربّه بأنّه لن يدع زوجته وولده لمصيرهما، وسيحفظهما برعايته، لذا اكتفى بأن توجَّه إلى الله بهذا الدعاء: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.

وما هي إلا أيّام قليلة حتى نفد الماء، وبقي القليل من الطّعام، وبدأت معها هاجر مسيرة الحيرة واللّهفة، وإسماعيل الصّغير يعاني، وهي وحدها في صحراء، ومع ذلك، لم تفارقها كلمات النَّبيّ إبراهيم (ع) المطَمْئنة، بأنّ الله سوف يجعل لها مخرجاً. وما إن أنهت الشّوط السّابع، وعادت إلى جبل الصّفا، حتى لمحت شيئاً ما عند قدمي وليدها؛ إنّه الماء يفيض بأمرٍ من الله، وكانت زمزم.

إنقاذ موسى (ع) ومن معه

وفي المحطَّة الثانية، نتوقَّف عند قصَّة النبيّ موسى (ع)، فعندما خرج بقومه من مصر، هرباً من طغيان فرعون وجبروته، لحق بهم فرعون بجيشه الجرّار، ليعيدهم إلى سلطته بالقوّة. في ذلك الوقت، دبَّ الفزع والرّعب في نفوس أصحاب موسى، ولم يكن لديهم أدنى شكّ في أنهم هالكون، وأنّ فرعون سيدركهم، وقد صوّر القرآن حالتهم: {فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}. ولكنّ النبيّ موسى كان يقول وهو مطمئنّ وواثق بأنّ ربّه لن يخذل عباده المستضعفين المقهورين: {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}، ولسان حال النّاس: كيف سننجو والبحر من أمامنا، وفرعون وجنوده من ورائنا؟! وهنا أيضاً يأتي الفرج من الله، يشقّ موسى البحر بعصاه، فيعبر قومه ويهلك الظّالمون، وإلى ذلك أشار الله تعالى: {وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ}.

ضرُّ أيّوب (ع)

والمحطة الثالثة مع النبيّ أيوب، ونحن أحوج ما نكون إلى استحضار سيرته واستلهامها، حيث تذكر سيرته أنّ الله رزقه أموالاً وأولاداً وقوّة في الجسم، لكنه ابتُلي بعلّة شديدة في جسده استمرّت لسبع سنين، جعلته عاجزاً عن القيام والحركة، وكان في حالة دفعت النّاس وأقرب المقرّبين منه إلى الابتعاد عنه، وحتى زوجته وأولاده، خوفاً من انتقال مرضه إليهم، كما فقد أمواله.

وتوجّه النبيّ أيّوب (ع) بعدها بدعائه إلى الله، ولكن بأيّ أسلوب توجّه إليه؟ هل دعاه بأسلوب الترجّي، أو بأسلوب العاتب، أو بأسلوب النّاقم والغاضب؟ {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، لقد اكتفى بتوصيف حاله: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ}، وتوصيف حال ربِّه {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.

فهو عبَّر عن حسن طنّه بخيارات ربّه له، فلم يحدّد له ما يريد؛ لم يطلب منه شفاءً، أو تغيير حاله، لم يصرّح بأيّ شيء، بل ترك الأمر لله، فإن كان يرى المصلحة في شفائه فليشفه، وإن كان يراها في بقائه في المعاناة فليبق عليها.

 وكان الله عند حسن ظنّ عبده أيّوب، ولم يطل العهد، فقد استجاب الله نداءه، وهيّأ له أسباب الشّفاء، فقال له: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ}، أي اخبط برجلك الأرض، لأنّه كان عاجزاً، فطلب الله منه أن يقوم بما يقدر عليه، وعندما ضرب برجله، أخرج له الماء بقدرته، عندها توجّه إليه النّداء عبر الوحي: {هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}. ويتلقّف النبيّ أيّوب النّداء، ويكون هذا الماء سبيلاً لإنهاء عذاباته وبلائه، فيبرأ من مرضه، وتعود إليه صحَّته، ويشفى من كلّ ما أصابه، وتعود أموره كما كانت، ويتابع مع زوجته بعد ذلك حياتهما معاً، فيرزقان الأولاد والأحفاد، ويعبّر الله تعالى عن ذلك بقوله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}.

ما ظنّ عبدٌ بالله خيراً، إلا كان الله عند ظنّه به، ولا ظنّ به سوءاً، إلا كان الله عند ظنّه به، وذلك قوله عزّ وجلّ: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ}.

إنّ أهمّ باب نطرقه، أيّها الأحبَّة، لنعزّز علاقتنا بالله، ونحصل على وعوده، هو أن نرتقي بقلوبنا إلى مستوى حسن الظنّ به، ومعناه أن نثق بالله كلّ الثقة؛ أن نثق به أكثر من ثقتنا بأيّ أحد، وحتى أكثر من ثقتنا بأنفسنا، أن نثق برحمته وعفوه وإحسانه وفضله وكرمه، وأنّه المؤمَّل في كلّ حاجة، والكاشف لكلّ كرب، والرادّ لكلّ خوف وبلاء، وبيده الخير، وأنَّه على كلّ شيء قدير.

لنعزِّز حسن ظنّنا بالله

أيّها الأحبّة: هذه المحطات النبويّة التي أشرنا إليها، إنما يجمعها أمر واحد، وهو حسن ظنّهم بالله، وهذا يعود إلى معرفتهم به، فالإنسان كلّما عرف ربَّه في كماله وعلوّ شأنه، وفي رأفته ورحمته وحبّه لعباده وإرادته الخير لهم فيما يأمرهم، تعزّز حبّه له، فلا يمكن لمن يعرف الله إلا أن يسلّم أمره وقياده له، والله عند حسن ظنّ من وثق به ورضي بحكمه وقضائه. وقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص): «وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، لَا يُحْسِنُ عَبْدٌ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ الظَّنَّ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ظَنّهُ، ذَلِكَ بِأَنَّ الْخَيْرَ فِي يَدِهِ».

لهذا، أيّها الأحبَّة، فلنعزّز حسن ظنّنا بالله في كلّ أمورنا؛ من أصغر تفصيل فيها إلى أكبر المحطّات صعوبةً، وصولاً إلى الابتلاءات والتحدّيات، على المستوى الشخصيّ والعائلة والعمل، وعلى مستوى الجماعة والأمّة. وكلّما اشتدّت الأمور وصعُبت، احتجنا إلى حسن الظنّ بالله. إنّ الأزمات هي ميدان اختبار لحسن الظنّ بالله.. وحذار أن نسقط في أيّ امتحان من هذه الامتحانات، وخصوصاً في هذه المرحلة الّتي نعيشها.

حذار السقوط في اليأس

حذار أن نسقط في اليأس، وفي فقدان الأمل بأنّ الله جاعل من بعد العسر يسراً، وبعد الشدّة فرجاً.

حذارِ أن نقع فريسة الرّفض وعدم التَّسليم لمشيئة الله، كما يحدث، للأسف، عند البعض الّذين يلومون الله على بلاءٍ نزل بهم وكأنّه يستقصدهم.

علينا، أيّها الأحبّة، وتحت أيّ ظرف، أن لا نسمح لثقتنا بالله أن تهتزّ أو تضعف، وأن نتعهَّدها بالتربية ونصلحها على الدّوام، أن لا نسيء الظّنّ بالله فنخسر ونندم.

إنّ حسن الظنّ بالله هو الّذي دفع مرّةً بأحد الأولياء الصّالحين الذي فُجع بفقد ابنته أن يقول: والله لو خيّروني بين أن يعيد الله لي ابنتي إلى الحياة، أو أن أرضى باختيار قضاء الله، لفضّلت اختيار قضاء الله، ولا رأيت أنسب منه لي.

وورد في الحديث: “يا موسى، ما خلقت خلقاً أحبّ إليّ من عبدي المؤمن، وإنّي إنما أبتليه لما هو خير له، وأعطيه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليرضَ بقضائي، وليشكر نعمائي، أكتبه في الصدّيقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري”.

وفي كلّ حال، لِتبقَ ألسنتنا وقلوبنا تلهج: “يا رَبّ، إِنَّ لَنا فِيكَ أَمَلاً طَوِيلاً كَثِيراً. يا ربّ، إنَّ لَنَا فِيكَ رَجاءً عَظيماً. يا ربّ، ارزقنا اليقين وحسن الظنِّ بك، واقطع رجاءنا عمَّن سواك، حتى لا نرجو غيرك، ولا نثق إلا بك يا أرحم الرّاحمين”.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الموقف السياسيّ

توقّف سماحة العلامة السيّد علي فضل الله في حديث الجمعة عند قيمة الصّبر، وموقع الصابرين في الحياة، وهم الّذين يحوّلون ابتلاءات الحياة إلى فرصة لهم يحقِّقون فيها الموقع عند الله، ليكونوا بذلك أكثر قدرةً على مواجهة تحدّيات الحياة.

سلاح مواجهة الوباء

ورأى سماحته أن بيد كلّ إنسان السلاح لمواجهة فيروس الكورونا، وهو التزام البيوت وعدم الاختلاط إلا عند الضرورة، والدقة في اتباع كلّ سبل الوقاية المطلوبة، مع كلّ ما يتطلّبه ذلك من التحكّم برغباتنا وعاداتنا ومزاجنا، وإن تحمّلنا بعض الضيق والشدّة.

وجدّد سماحته دعوة الجميع إلى استمرار التقيّد بالتوجيهات والإجراءات المتّخذة، منعاً للتداعيات الكارثيّة التي حصلت في أكثر من بلد في العالم، حيث انتشر الوباء وخرج عن السيطرة بسبب تهاون الناس وتراخيهم واستهتارهم ولا مبالاتهم، ما أدّى ويؤدّي إلى مآسي نشهدها يوميّاً عبر وسائل الإعلام، الأمر الذي يتطلب التأكيد مجدّداً أننا مسؤولون دينياً وأخلاقياً واجتماعياً وإنسانياً أن لا ننجرف بأيدينا إلى هذه المأساة ولا نقع فيها، علماً أننا في هذا البلد، رغم كلّ الاستعدادات، لسنا جاهزين لتحمل أيّ تداعيات خطيرة قد يؤدّي إليها اتساع حجم انتشار الوباء. لذلك، نقولها رأفةً بأنفسنا وبالآخرين وبالأجهزة الطبيّة التي ستتحمّل أعباء ما قد يجري: فلنصبر قليلاً حتى تمرّ هذه الأزمة بأقلّ الخسائر.

ودعا سماحته القوى الأمنيّة والبلديّات وكلّ الجهات العاملة في هذا الميدان، والتي وجّه لها مجدّداً كلّ التحيّة والشكر على جهودها، إلى التشدّد في تطبيق إجراءات التعبئة العامّة، وردع من تسوّل نفسه أن يعبث بصحته أو بصحة الآخرين.

قرار إعادة اللّبنانييّن

وقدّر سماحته للحكومة اللبنانيّة قرارها إعادة اللّبنانيّين العالقين في أصقاع العالم إلى وطنهم، وتحمّل تداعيات هذا القرار وتبعاته، داعياً الحكومة وكلّ المؤسَّسات التي سوف تعمل معها، إلى التطبيق الدقيق لكلّ المعايير التي اتخذتها للنّجاح في هذا الامتحان الصّعب، والحؤول دون أن يتحوّل هذا القرار إلى قنبلة تنفجر في وجه القادمين وسلامتهم وفي وجه اللّبنانيين.

طوارئ اجتماعيّة

وأشار سماحته إلى أنّ مؤشّرات الفقر والحاجة، وحتى الجوع، أخذت تفرض نفسها على الواقع الاجتماعي، بما يؤدّي إلى إضعاف القدرة على مواجهة فيروس كورونا، لاضطرار من لديهم الحاجة، وهم كثر، للسّعي لتأمين موارد عيشهم، أو للتَّعبير عن احتجاجهم لما وصل إليه الواقع المعيشي، من مسيرات ومظاهرات شهدناها في أكثر من منطقة في لبنان، وهم ينادون: لا نريد أن نموت من الجوع إن لم نمت من الكورونا.

 وشدّد سماحته على ضرورة إعلان حالة طوارئ اجتماعيّة أسوةً بحالة الطوارئ الصحيّة التي نعيشها، آملاً أن تصل المساعدات المالية التي أقرّتها الحكومة إلى العائلات الأكثر فقراً، بعيداً من أيّ اعتبارات، ومثمّناً المبادرات التي تقوم بها مؤسّسات وأفراد، رغم أنّ هذه التقديمات تبقى دون حاجات الواقع الصّعب الذي يعانيه المواطنون، وداعياً إلى المزيد منها لحماية المجتمع من مغبّة تداعيات هذه الأزمة واستشراء الفقر والحاجة.

 انقسام حكوميّ مسيء

ورأى سماحته في ما حدث من انقسام بين مكوّنات الحكومة حول حجم حصّة هذا الفريق أو ذاك في ملفّ التعيينات، إساءة إلى صورة الحكومة التي جاءت بعنوان حكومة اختصاصيين، ولتلبي رغبة الشّارع المنتفض على منطق المحاصصات الذي يصرّ بعض الأطراف على اعتماده في طريقة إدارة الدّولة، والمطالِب بأن تستند التعيينات إلى الكفاءة والخبرة والأمانة، لا أن تستند إلى الاستزلام لهذا الفريق أو ذاك.

 ولفت سماحته إلى أنّ أصحاب الكفاءات لا يُختزَلون في هذه الدائرة أو تلك، مؤكّداً أنّ هذا البلد غنيّ بالطاقات وبالشخصيات التوّاقة لأن تعمل لحساب الناس جميعاً، ولمصلحة الوطن كلّه، لا لحساب طوائفها أو لمن شارك في قرار تعيينها، فهؤلاء هم الجديرون بتولي المنصب إذا كنا نريد الإصلاح في الدولة، أو إذا أردنا اعتماد المعايير القانونية في الاختيار، ومشيداً بسحب رئيس الحكومة قرار التّعيينات منعاً لتفجير الحكومة من الداخل، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى وحدة الموقف الحكومي لمواجهة المخاطر الرّاهنة، وللعودة إلى اعتماد المعايير الصحيحة في الاختيار.

وأمل سماحته أن تدرس قضيَّة التعيينات من جديد وفق الصّورة التي نريدها للوطن، وبما يعزّز مصداقيّته في الداخل والخارج، ويلبّي طموحات المواطنين، داعياً قبل التّعيينات إلى إنجاز الرؤية الإصلاحيّة التي تعيد للاقتصاد إنتاجيّته، وتعالج كلّ ألوان الخلل الإداري والقانوني والأخلاقي الذي أصاب المؤسّسات الماليّة والمصرفيّة في هذا البلد، لأنَّ هذا الخلل هو المسؤول، إلى جانب أغلب الطبقة السياسيّة، عن كلّ هذا الانهيار الاقتصادي والمالي الذي وصلنا إليه.

خطورة الخرق الصهيوني

ورأى سماحته أنّ الخرق الصهيوني للأجواء اللّبنانيّة يأتي في ظلّ استمرار سياسته الهادفة إلى جعل لبنان منصّة لضرب الأراضي السوريّة، ما يشير إلى مدى الخطر الّذي يشكّله هذا العدوّ على لبنان وعلى محيطه، داعياً كلّ الحريصين على سيادة البلد إلى رفض ما يقوم به هذا العدوّ، وإبقاء الجهوزيّة لمواجهة أيّ عدوان قد يقدم عليه، مستغلاً انشغال الجميع بالواقع الصحّي.