رعى حفلاً لتكريم الفتيات المكلّفات في قاعة الزهراء (ع)، فضل الله: ندعو الغرب إلى إعادة النّظر في فهمه للحجاب

لمناسبة المبعث النبويّ الشّريف، رعى العلامة السيد علي فضل الله حفل تكريم أقامه المركز الإسلامي الثقافي في قاعة الزهراء (ع) في حارة حريك، لعدد من الفتيات اللواتي بلغن سنَّ التكليف الشرعي.

 

بدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم، ثم قدَّمت الفتيات المكلَّفات باقة من الأناشيد، تلاها كلمة لمدير المركز الإسلامي الثقافي السيد شفيق الموسوي من وحي المناسبة. ثم ألقى العلامة فضل الله كلمة جاء فيها: "إنَّ الاحتفال بهذه الكوكبة من فتياتنا المكلفات اللواتي سيدخلن مرحلة المسؤولية هو وفاء لله ولرسوله (ص)، ووجودنا في هذا المكان تأكيد على هذا الوفاء وهذا الحبّ".

 

وأشاد سماحته بالأهل الأعزّاء الَّذين يتحملون المسؤولية في دفع أولادهم إلى العمل بالقيم التي جاء بها الإسلام وكلّ الرّسالات السّماويّة؛ قيم المحبة والرحمة ومد جسور التواصل مع الآخرين، فهم لم يقصروا بواجباتهم ليقدموا إلى المجتمع أولاداً قادرين على القيام بهذا التكليف الَّذي شرّفهم به الله، وعلى تحمل أعباء هذه المسؤولية والقيام بواجباتهم، لافتاً إلى أننا نريد لزهراتنا المكلفات أن يدخلن إلى الحياة من هذا الباب، لا من أبواب أخرى.

 

وأكَّد سماحته أنَّ الحجاب ليس قطعة على الرأس، بقدر ما هو تعبير عن حجاب للعقل في مواجهة كل جهل وخرافة وغلو، وحجاب للقلب عن كل حقد وضغينة، وهو حجاب عن كل أنانية واستئثار وفساد، مشيراً إلى أنَّ من المسيء اعتبار الحجاب تقسيماً للمجتمع، أو إثارة للحساسيات، فيما هو واجب دينيّ، ولا يمكن إلا أن يكون عنواناً للتلاقي والتواصل مع الآخر.

 

ودعا الغرب إلى إعادة النظر في فهمه للحجاب، وعدم تهميش النساء بحجَّة لبسهنَّ للحجاب، فهذا الأمر إساءة إلى إنسانيَّتهن وإلى الدّور الإيجابيّ الّذي يملكن القدرة على القيام به، لافتاً إلى أنّ توقيت اختيار هذه المناسبة لإقامة هذا الحفل، بحيث يتلازم مع ذكرى المبعث النبوي الشريف، هو تأكيد على الالتزام بالأهداف التي بعث لأجلها رسول الله (ص)، عندما قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

 

وتابع سماحته: "عندما نتربّى على هذه القيم، سنشعر بالأمان والاستقرار، بعيداً عن كل هذه المشاكل والحساسيات التي يعانيها واقعنا، فكلّ هذا الفساد الذي يضرب مجتمعنا، سببه بعدنا عن جوهر الدين وعمقه، بحيث حولناه إلى مجرد طقوس وشكليات، بعيداً عن مضمونه الأخلاقي والإنساني الحقيقي".

 

وختم قائلاً: "إنَّ الله حمَّل الفتاة المسؤوليَّة في بداية حياتها، ليؤكّد الدّور الكبير للمرأة وقيمتها في المجتمع، وهو تأكيد على قدرتها على تحمل المسؤولية التي عجزت الأرض والجبال عن حملها. ولا بدّ من العمل على رعاية فتياتنا وتأهيلهنّ لحمل مسؤولية الحياة بكلّ تفاصيلها، وإلا سنبقى نعيش المعاناة، لأنَّنا بذلك لن نخسر نصف المجتمع، بل سنخسره كلّه".

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ: 28 رجب 1438هـ الموافق: 25 نيسان 2017م

Leave A Reply