رعى حفل رفع حجر الأساس لمركز المصطفى الصحي في قبريخا فضل الله: نخشى من صناعة داخلية للمآسي بعدما كانت تأتينا المآسي من الخارج

برعاية العلّامة السيّد علي فضل الله أقامت جمعيّة المبرات الخيرية حفل وضع حجر الأساس لمركز المصطفى الصحي الإجتماعي في بلدة قبريخا في جنوب لبنان، بحضور فعاليات سياسية وإجتماعية وبلديّة وتربوية ونقابية وصحية ودينية وأهالي البلدة.

 

أفتتح الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، فكلمة ترحيبية بإسم المبرات ألقاها السيد شفيق الموسوي، ثم كلمة لرئيس بلدية قبريخا الأستاذ حسين فحص رحّب فيها بالحضور وشكر المساهم الحاج عبد الله الزين وجمعية المبرات على مبادرتهم الخيريّة.

 

الدكتور الزّين

بعد ذلك، تحدث الدكتور علي الزين المدير السابق لبرامج اليونيسف في لبنان، فقال:" نلتقي لوضع حجر الأساس لمركز المصطفى الصحي الإجتماعي، بمبادرة كريمة من جمعية المبرات الخيرية التي زرعت الخير والأمل على امتداد أكثر من ثلاثة عقود ونيّف، في الجنوب والبقاع والجبل وبيروت وجبيل وعدد آخر من المناطق.

وأضاف: "في هذه المناسبة لا بد من تذكر العلامة العلم سماحة السيد محمد حسين فضل الله المؤسس رجل الفكر والثقافة المنفتح المتسامح مع نفسه والآخرين.

وأشار إلى: "أن فكرة المشروع ولدت عند أخي الحاج عبدالله ورغبة منه في تكريم إستشهاد ولده أحمد وفي تتويج مسيرة عمله التي قضاها تلميذاً ومرافقاً للسيد محمد حسين فضل الله في مسيرة جمعية المبرات".

وسأل الزين: "أي مركز صحي إجتماعي نريد، هل يكون تكراراً لمراكز صحيّة قائمة في المنطقة؟ هل نميزه بالخدمات الطبية التكنولوجية المتطورة والتي أصبحت العادة في لبنان زرعها في كل مكان بحاجة أو بغير حاجة؟هل نحن بحاجة إلى مركز عادي ونحن على مسافة نصف ساعة على الأكثر من أربع مستشفيات فيها تقنيات متطورة؟ فلا أعتقد أن هذا هو المطلوب".

وأكّد: "أن خدمات المركز سيشترك بدراستها الإتحاد والبلديات، وسيؤخذ برأي الجميع لنقدم خدمة غير موجودة، وإذا أردنا تقديم خدمة موجودة فلدينا مبرر واحد، أن تكون ذات نوعيّة أفضل وبكلفة أقل".

 

العلامة فضل الله 

بعد ذلك، ألقى راعي الحفل العلّامة فضل الله كلمة دعا فيها السياسيين في لبنان إلى "الابتعاد عن الكلمات اللاهبة والانفعالية التي تثير الأجواء بالعصبيات السياسية والمذهبية"، مبدياً خشيته من "أن نصنع مأساة لبنان بأيدينا بعدما كانت الأطراف الخارجية هي التي تصنع مآسينا".

وتحدث سماحته عن "أهمية العمل في الإسلام وكيف حرص الإسلام على دعوة الناس للعمل والعطاء، ثم أكد أن يتقنوا أعمالهم، وأن يبدعوا في هذه الأعمال لتكون مميزة وتترك تأثيراتها في الناس"، مشيراً إلى "أن خدمة الناس والإحساس بمشاكلهم والتفاعل معهم هي من القربات الكبرى عند الله تعالى".

وأكّد "أن المركز سيكون بعون الله تعالى، في خدمة هذه المنطقة، ليساهم في معالجة مشاكلها الصحية، وليرفع عن كاهل أهلها الأزمات والتعقيدات الصحيّة التي تواجهها، ليبقى أهل هذه المنطقة في منأى عن المشاكل الصحية، ولنحفظهم في مواقع الصمود أعزاء مكرمين أحراراً، ولنقدّم شيئاً من الوفاء لهذه المنطقة التي تعزّ على قلوبنا وقلوب اللبنانيين جميعاً"

وشدّد سماحته على "أن هذا المشروع هو للمجتمع وليس مشروعاً فئوياً أو جهوياً، وبالتالي فهو بعيد عن الحسابات الذاتية، وهو تحسس تجاه هذا المجتمع في كيف نخفف عنه من خلال هذه المؤسسات الخيرية التي استطاعت أن تسد ثغرة في المسألة الاجتماعية والصحيّة، بعدما عجزت الدولة أو أهملت أو تراجعت".

ودعا إلى "تضافر جهود الجميع لحماية البلد لا على المستويات الصحية فحسب، بل السياسية والاقتصادية وغيرها"، مشيراً إلى "أن أولى الخطوات التي من شأنها توفير الحماية للبلد تتمثل في الخطاب الذي ينبغي أن يكون هادئاً، متوازناً وبعيداً عن الحساسيات المذهبية والطائفية والشحن السياسي الخطير الذي نسمعه في هذه الأيام".

كما دعا سماحته السياسيين "سواء أكانوا من هذا الطرف أو ذاك، إلى الرأفة بالوطن وأهله، وإلى الابتعاد عن الكلمات الانفعالية والخطابات التي تلهب المشاعر بالطريقة العصبية، وإلى التحدث بلغة الوحدة والكلمات الجامعة، لأننا نخشى من أن نصنع مأساتنا في هذا البلد بأنفسنا بعد أن كانت الأطراف الخارجية هي التي تصنع مآسينا وآلامنا".

 

 

Leave A Reply