فضل الله في إفطار ملتقى الأديان والثّقافات العصبيّات المتستّرة بالدّين هي أخطر ما نواجهه

رأى العلامة السيّد علي فضل الله أنَّ أخطر ما نواجهه في هذه المرحلة، هو هذه العصبيات التي تتستّر بعناوين دينيّة ومذهبيّة، داعياً إلى تعزيز قيم المحبّة والتّسامح التي حثّت عليها الأديان.

موقف السيد فضل الله جاء في حفل إفطار ملتقى الأديان والثقافات للحوار والتنمية السّنويّ في فندق غولدن توليب، بحضور شخصيات دينية وحزبية واجتماعية وفكرية.

 

بعد كلمة للمطران دانيال كورية، والأباتي أنطوان ضو، والشيخ حسين شحادة، كانت كلمة لرئيس الملتقى قال فيها: "يمثّل هذا اللقاء المبارك فرصة جميلة تتيح لنا اللقاء بكم للتّفكير والعمل معاً لإصلاح واقعنا واستعادة القيم والأخلاق التي بتنا نفتقدها، مع الأسف. ونحن مسؤولون كأديان وثقافات عن العمل على تعزيزها، لأنّ افتقادها هو السَّبب الرئيس للكثير مما نعانيه في مجتمعنا".

وتابع سماحته: "عندما يفتقد المجتمع القيم ويسير وفق غرائزه وأهوائه وحساسياته وعصبياته، يصبح مشرعاً أمام شياطين الإنس والجن. ومع الأسف، فإنَّ أخطر ما نواجهه هو هذه العصبيّات الّتي تتستر بعناوين دينيّة ومذهبيّة، وتضرب جوهر الدين، وتجعل الأمة أدياناً ومذاهب متناحرة، ولذلك فإنّ مسؤوليتنا في هذه المرحلة أن نعيد إنتاج روح الأديان في نفوس الذين ينتمون إليها، بما يجدّد في القلوب الأحاسيس الإنسانيّة والروحيّة والأخلاقيّة". 

 

ولفت إلى أنّنا نعي أنّ هذا الأمر ليس سهلاً، ولا سيما في هذه المرحلة الصّعبة والمعقّدة، وفي هذا الجوّ المشحون بالعصبيّات التي تمنع كل من يريد أن يتحرك في منطق الوحدة والانفتاح والحوار.

 

وأضاف سماحته: "دورنا في هذه المرحلة هو أن نعمل على تثبيت كل قيم المحبة والرحمة والتسامح وتعزيزها، وأن نتحرك بروح انفتاحية تحرص على اللقاء مع الجميع، ونعمل على تعزيز نقاط اللقاء والمشتركات، لنقول بصوت عالٍ لكلّ الّذين يعملون على إثارة الأحقاد: كفانا معاناة من هذه الفتن التي تستنزف دماءنا وأعصابنا ومواردنا، والتي لن يكون فيها رابح سوى هؤلاء الَّذين يرسمون الخرائط لهذه المنطقة ليسيطروا عليها، على حساب آلامنا وجراحنا ودمار أوطاننا وتفتيها".

 

وختم بالقول: "مسؤوليتنا كبيرة في أن نعمل على توحيد الجهود من أجل أن نخفّف من آلام الناس ومعاناتهم، ونستكمل خطوات الوحدة والخير والتواصل التي خطوناها معاً، لنكون صمام أمان في مواجهة التحديات التي تعصف بواقعنا".

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله 

التّاريخ: 18 شعبان 1437هـ الموافق: 23 حزيران 2016م

Leave A Reply