في افتتاح مسجد المهدي وقاعة أيمن رفيق نصر الله في حولا فضل الله: مشكلتنا مع الانغلاقيين والمتعصبين والإقصائيين

رعى العلامة السيد علي فضل الله الاحتفال الذي أقامته مؤسَّسة المرجع فضل الله(رض) خلال افتتاح مسجد الإمام المهدي(عج) وقاعة المرحوم أيمن رفيق نصرالله في قرية حولا الجنوبية، اللذين شيدا على نفقة الأستاذ رفيق نصرالله عن روح ولده أيمن نصرالله. وقد حضر الاحتفال عدداً من العلماء والفاعليات الاجتماعية والثقافية والبلدية والشعبية.

 

بداية مع آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الأستاذ رفيق نصر الله كلمة قال فيها: "أرحب بكم في رحاب هذا المسجد الذي بنيته عن روح ابني المرحوم أيمن نصرالله، والذي قطعت وعداً منذ اللحظة الأولى لوضع أساساته، بأن يكون برعاية سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رحمه الله)، الذي كانت تربطني به صداقة فكرية ووجدانية، وها هو يكتمل ويكون تحت رعايته".

 

وأضاف: "في مفهومي للمسجد، فإنّه الجامع الجامع للإسلام الذي نفهمه، والذي يتنافى مع كل ما نعيشه الآن في زمن المتأسلمين الجدد وأصحاب الفتاوى الجدد من حملة السكاكين واللحى المصبوغة والمستعارة، إسلام منطقه القيم والانفتاح على الآخر، إسلام لا تمذهب فيه ولا تطيف، إسلام منفتح على روح المعاصرة خارج جاذبية التزمت والتخلف، إسلام يقاوم زمن الخرافة والطقوس البالية، إسلام نهضوي أساسه العقل والاتزان والحوار والانكشاف على الرؤيوية وتناول الغد، إسلام نأخذ من موروثه قيم هذا الموروث، ولا نستحضر سيوف الماضي لنتقاتل بها في الحاضر".

 

ثم كانت كلمة راعي الحفل العلامة السيد علي فضل الله التي جاء فيها: "من السّعادة الكبيرة أن نلتقي في هذا اليوم؛ يوم ولادة الامام المهدي(عج)، وفي أجواء المقاومة والتحرير، لنؤكّد على القيم التي نشعر بها ونحن نفتتح هذا المسجد في هذه البلدة الطيبة التي مثلت في تاريخها وفي حاضرها وستمثّل في مستقبلها، عنواناً من عناوين المقاومة والجهاد والوعي والثقافة والانفتاح والعلم والمعرفة؛ هذه القيم التي سوف تحفظها هذه البلدة وتحفظ كل هذا التاريخ المضيء، ونحن على ثقة بأبنائها بأنهم سيحافظون على هويتها الوطنية، من خلال وعيهم ومعرفتهم وسعيهم لأن يكونوا عنواناً من عناوين هذا الوطن".

وأضاف سماحته: "نلتقي من أجل أن نفتتح مسجداً شيد عن روح المرحوم أيمن رفيق نصرالله، ونريده معلماً من معالم الوعي والتنوير والانفتاح على الله، من خلال التربية الحقيقية التي تسمو بالإنسان نحو محبة الآخرين والعمل لخدمتهم، فلا نريده مسجداً للصلوات والاحتفالات فحسب، بل نريد أن ينعكس ذلك على سلوكنا وعلاقتنا مع الآخرين".

 

وتابع: "عندما نفتتح مسجداً، فإننا نريد أن نؤكد كل هذه القيم الأخلاقية والإنسانية، فلا يمكن للإنسان أن يكون مؤمناً ومتديناً، ويحمل في قلبه الحقد، ويعيش الانغلاق والتعصب في حياته، مشكلتنا في هذا البلد أننا نعاني من الانغلاقيين والمتعصبين والإقصائيين، الذي خرجوا من دائرة الانفتاح على الله ومن دائرة الإنسانية الكبرى".

 

وقال: "نفتتح هذا المسجد لنؤكّد قيمة اللقاء، حيث يجتمع الناس فيه، وتذوب كل الهويات العائلية والحزبية والسياسيىة، وما أحوجنا إلى هكذا لقاءات جامعة، في بلد أدمنا فيه الانقسام والتوترات، وركزنا على ما يثير خلافاتنا، وتناسينا كلّ ما يجمعنا!".

 

وأشار سماحته إلى أننا عندما نبني المساجد، فإنّنا نريدها أن تتكامل مع المساجد الأخرى، وتنفتح على الكنائس بالمحبّة والرحمة، وأن تكون منطلقاً للوعي والتّنوير والانفتاح، في وجه الّذين يستغلّون المساجد ومنابرها، ليخرّجوا منها الوحوش والقتلة والمجرمين باسم الدّين، ونريدها أن تكون منبراً للوعي والمعرفة والوحدة الوطنيّة والإسلاميّة، وأن تساهم في بناء مجتمع أفضل ومستقبل أفضل.

 

وتطرّق إلى موضوع الانتخابات البلدية قائلاً: "لتكن هذه الانتخابات محطة من محطات التنافس الحضاري والإنمائي، لخدمة بلداتنا وقرانا وتقديم الأفضل لهم، بعيداً عن استحضار الأحقاد والتّاريخ والعصبيّات العائليّة وغيرها".

وختم سماحته بالقول: "عندما نفتتح هذه المؤسّسات؛ مؤسّسات الخير، فإنّنا نريد للخير أن يعمّ الجميع، ويتجاوز كلّ هذه الحواجز الطائفيّة والمذهبيّة والسياسيّة المصطنعة، والّتي تشكّل حاجزاً أمام التّواصل بين فئاته المتنوعة".

 

المكتب الإعلاميّ لسماحة العلامة السيّد علي فضل الله

التّاريخ: 16 شعبان 1437هـ الموافق: 23 أيار 2016م

Leave A Reply