محاضراً في لقاء شبابيّ في مجمع الحسنين (ع) في حارة حريك فضل الله: لبناء جيلٍ أخلاقيٍّ وطنيٍّ يتولَّى المسؤوليَّة في المستقبل

ألقى العلَّامة السيِّد علي فضل الله كلمة في اللقاء الشبابي الذي أقيم في مجمع الحسنين (ع) في حارة حريك، بحضور مدير المركز الإسلامي الثقافي السيِّد شفيق الموسوي، وحشد من الشباب والشابّات، عبَّر في بدايتها عن سعادته بهذا اللّقاء الّذي يضمّ هذه الوجوه الشبابيَّة المباركة التي نعوّل عليها في أن تكون مؤهَّلة لحمل المسؤوليّة، من خلال القيام بدورها على مختلف المستويات في صناعة حاضر هذا الوطن ومستقبله الَّذي أرهقته الأزمات، وجعلت إنسانه يعيش الأوجاع والمعاناة ويتسكَّع في بلاد الله الواسعة.

وأضاف سماحته: سنبقى نعيش التفاؤل والأمل رغم كلّ ما نعانيه، لأنَّنا على ثقة بأنّه بوجود هذا الجيل الرسالي الإيماني والطليعي، سنتجاوز كلَّ هذه التحديات والصعوبات، من خلال الانطلاق في خطِّ التَّغيير الَّذي يبدأ من داخلنا في محاربة الشَّهوات والنفس الأمّارة بالسّوء التي استولت على الكثير من قيادات هذا البلد ومسؤوليه، والتي ارتكبت من الموبقات وألوان الفساد ما أوصلنا إلى الانهيار.

وأعرب سماحته عن أمله في أن يتحرَّر هذا الجيل من الذهنيَّة الأنانيَّة والإقصائيّة، وأن يُتاح للّبنانيّين الخروج من الكهوف الطائفية والمذهبية إلى الفضاء الرَّحب، ويعمل على تعزيز القواسم المشتركة بين أبنائه.

وتابع سماحته: لا يبنى هذا الوطن إلَّا من خلال نمط جديد من القيادات التي يحتاجها الشعب اللبناني بجميع طوائفه ومكوّناته، يحملون روحيّة الأمانة والصّدق والطموح والانفتاح الإنساني، والحرص على النهوض بهذا الوطن وبناء الدولة القويّة الحرة العادلة، والذين إذا اختلفوا، جعلوا اختلافهم يندرج في إطار التنافس على البرامج والسياسات التي تهدف إلى صناعة مستقبل أفضل لهذا الوطن، لا على المحاصصات السلطوية والمالية.

ودعا سماحته هذا الجيل إلى التسلّح بالعلم والمعرفة، والتمسّك بالقيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية والإيمانية، ليكون الجيل الجديد هو الَّذي يتولى المسؤوليَّات في المستقبل.