في حفل تأبيني حاشد في جبيل، فضل الله: الخطورة الكبرى تتمثّل في الاستهداف المباشر للجيش

رأى العلامة السيّد علي فضل الله، أنَّنا نعيش في أجواء خطيرة ومعقّدة، وخصوصاً بعدما تعرض الجيش اللبناني للاستهداف المباشر، داعياً كلّ القوى الدينيّة والسياسيّة إلى دعم هذه المؤسسة الوطنية ومؤازرتها.

كلام سماحته جاء في حفل تأبيني حاشد أقيم في قاعة المرجع فضل الله(رض)، في المجمع الثقافي والتربوي في جبيل، التابع لجمعية المبرات، في ذكرى أربعين الحاجة خيرية داوود بلوط، وذلك بحضور رئيس بلديّة جبيل زياد حواط، الأستاذ جان حواط، مفتي جبيل وكسروان الشيخ عبد الأمير شمس الدين، النائب عباس هاشم، النائب السابق محمود عواد، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، القاضي الدكتور الشيخ يوسف عمرو، إمام مدينة جبيل الشيخ غسان اللقيس، وعددٍ من الشخصيات الدينيّة والحزبيّة والسّياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والبلديّة ومخاتير المنطقة، إضافةً إلى وفود شعبيّة من مختلف قرى جبيل وكسروان، غصّت بهم القاعة.

 

في البداية، تحدّث السيد فضل الله عن قيمة الأم ومكانتها في الرسالات السماويّة، مشيداً بمدينة جبيل؛ هذه المدينة العريقة التي انتقل منها الحرف والحضارة إلى العالم، لافتاً إلى أنها امتازت بتنوع أديانها ومذاهبها وطوائفها وثقافاتها، وتلاقي أبنائها على المحبّة والتواصل والعيش المشترك. ولذلك، مثّلت نموذجاً رائعاً وقدوة في قدرة هذا التنوّع على التّفاعل والتّواصل والتعايش.

وأضاف سماحته: "نريد لهذا النموذج أن يعمّم في كل واقعنا الذي بدأت تتفشى فيه ظواهر غريبة عن الدين، تسعى إلى تقسيم الناس وتكفيرهم وقتلهم وتهجيرهم، تحت عناوين دينيّة ومذهبيّة، وتعمل على طمس كلّ هذا التاريخ الحضاري المشرق لهذا الشرق، في قدرته على التّعايش وقبول التنوّع والانفتاح والاعتراف بالآخر".

واعتبر سماحته أنَّ المطلوب أمام هذه الظاهرة الغريبة، توحيد الجهود والإمكانات، والوقوف صفاً واحداً، لمواجهتها، وإفشال مخططاتها الهادفة إلى ضرب قيمنا ووحدتنا وإنساننا، وإسقاط كلّ مواقع القوة لدينا، وكل هذا التاريخ والتراث، داعياً إلى تشكيل جبهة واحدة مشتركة متعاونة لمواجهة هذه الحركات والظواهر التي يراد لها أن تغرق ساحاتنا في المآسي والقتل والتهجير. 

وشدّد على ضرورة أن نقدّم لبنان نموذجاً للعالم في القدرة على التعايش والتواصل، لمواجهة كلّ هذه العواصف التي تضرب من حولنا، وتريد إدخالنا في أتون الفوضى والصراعات، وأن نوحّد كلّ جهودنا، ونثبت الأرض في هذا البلد، فلا يمكن أن نواجه هذه المخططات والمشاريع، ونحن نعيش الانقسام والتناحر، فلا رئيس جمهورية للبلد، والمجلس النيابي لن يجتمع إلا إذا كان هناك تمديد، كما يشاع الآن، لافتاً إلى أنناأننا حوَّلنا هذا الوطن إلى رئة تتنفس سموم المنطقة ومشاكلها، بدل أن تتنفّس الهواء النقي.

ورأى سماحته أننا نعيش في أجواء خطيرة ومعقّدة، وخصوصاً بعدما تعرض الجيش اللبناني الذي يمثل عماد هذا الوطن وعنوان وحدته واستقراره، للاستهداف المباشر أمنياً وسياسياً، مطالباً كلّ القيادات السياسيّة والدينيّة والاجتماعيّة، بأن تقف إلى جانب هذا الجيش، وأن تؤازره وتدعمه، لإفشال هذا المشروع الفتنوي الّذي يهدّد وحدة البلد وأمنه.

وتابع: "علينا أن نقف ضد الظّلم كله، وفي أي مكان كان، سواء في غزة أو العراق أو نيجيريا، لأننا عندما نقبل بالظلم، نكون قد شجعنا الظالمين على الاستمرار في ظلمهم، ولقد رأينا كيف وقف هذا العالم الذي يدّعي الحضارة والحريّة متفرجاً على ما يرتكبه العدو من مجازر وحشيّة في غزة، بل داعماً له، لأنه لا يهتم سوى بتأمين مصالحه ومصالح هذا الكيان، وكيف يتفرج على تهجير المسيحيين من الموصل، بل يساهم في ذلك، من خلال فتحه أبواب الهجرة لهم".

وختم قائلاً: "عندما أسَّس المرجع فضل الله(رض) هذا المجمع، أراده أن يكون عنواناً للوحدة والتعايش، وصوتاً من أصوات المحبة والحضارة، وأن يحمل هوية هذه المدينة في التعايش والانفتاح". 

Leave A Reply