في كلمته لمؤتمر الوحدة الإسلاميّة في إيران فضل الله: لا مشروع إسلاميّ عند الشّيعة يناقض المشروع الإسلاميّ عند السنّة

 

في كلمته لمؤتمر الوحدة الإسلاميّة في إيران

فضل الله: لا مشروع إسلاميّ عند الشّيعة يناقض المشروع الإسلاميّ عند السنّة

 

 

فى العلامة السيّد علي فضل الله، أنّ الاستكبار العالميّ الّذي أخفق في القرن الماضي في فرض الطّوق الخانق على العرب والمسلمين وقضاياهم الكبرى، ينفّذ في هذه الأيّام مخطّطات سافرة تعمل للفتنة المذهبيّة والطائفيّة وتغذية حركات الغلوّ والتطرّف، حيث يجري اختزال إسلام التّوحيد وإسلام الشّريعة بمقولات ومفاهيم وشعارات تصادر الجوهر الأخلاقي والإنساني والحضاري من روح رسالتنا.

جاء ذلك في كلمته أمام المؤتمر الدولي السادس والعشرين للوحدة الإسلاميّة الّذي يُعقد في العاصمة الإيرانيّة، بحضور شخصيّات إسلاميّة من مختلف البلدان الإسلاميّة..

ودعا سماحته علماء المسلمين إلى أن نرابط جميعاً عند الخندق الأخير من حدود هويّتنا وثغورها المستهدفة.

أضاف: على العلماء مسؤوليّة إزالة خطوط التماس بين المسلم والمسلم، الّتي أسّست بذرائع تتحدّث عن خطر الشّيعة على السنّة، وخطر السنّة على الشيعة، وعن هلالٍ شيعيّ وآخر سنّي، وعن تمدّد شيعيّ وآخر سنّي، في تجاهلٍ للهويّة الجامعة، في الوقت الّذي نعرف أن لا مشروع إسلاميّ عند الشيعة يناقض أو يجافي المشروع الإسلاميّ عند إخوانهم السنّة، وأنّ الهلال، الشيعي أو السني، لا أساس له سوى في عقليّة الّذين طرحوه ليكون منطلقاً لإثارة مذهبيّة يراد لها أن تكون عنوان المرحلة، وأنّ الحديث عن تمدّد شيعيّ وآخر سنّيّ لا ينطلق من وقائع حقيقيّة.. وإنّما من حالات فرديّة هنا وهناك… أمّا الإصرار على التّعامل مع الأحداث السياسيّة بخطاب القطع والنّبذ المذهبيّ، فسوف يقودنا جميعاً، ومن دون استثناء، إلى انتحار حضاريّ ترفع فيه المقاصل المتبادلة بالتّخوين والتّكفير، فيما الاحتلال البغيض يمعن تزويراً وتشويهاً في حضارتنا وثقافتنا ورموزنا المقدّسة، في وقتٍ يواصل تهويد مقدّساتنا وهويّتنا.

وقال: إنّنا نرى أن لا خلاص لنا في مواجهة هذا التحدّي، إلا بأن ينطلق العلماء من موقع الشهوديّة على مجتمعاتهم، فيرفعوا الإسلام القرآني في وجه العصبيّات الطائفيّة، ويتعاهدوا على إسقاط أقنعة المتاجرين بالإسلام.. ولن نخرج من مأزق هذه الفتنة، إلا إذا جاهرنا بأن لا عدوّ للإسلام سوى هذا الاحتلال الّذي يحاصرنا من جميع جهات وحدتنا، في العقيدة واللّغة والتاريخ والأرض والهويّة، وأن المشكلة ليست في هذا البلد الإسلاميّ أو ذاك البلد العربي.

 

المكتب الإعلامي لسماحة العلامة السيد علي فضل الله

التاريخ: 16 ربيع الأوّل 1434 هـ  الموافق: 28/01/2013 م

Leave A Reply